ما وراء الخبر

بعد حسمها معركة بنجشير.. ما التحديات التي تواجه حركة طالبان؟

اتفق ضيوف حلقة “ما وراء الخبر” على أن حركة طالبان تواجه تحديات أخرى بعد حسمها معركة بنجشير، وقال محمد الشرقاوي أستاذ تسوية الصراعات الدولية بجامعة جورج ميسون إن على الحركة أن تحسم مسألة بناء الدولة..

ورأى الكاتب والمحلل السياسي صبغت الله صابر أن ما حدث في ولاية بنجشير مكسب كبير لحركة طالبان على الأرض، ونتيجة متوقعة لكل من يعرف المنطقة، لكنه أكد أن ملف بنجشير فتح تحديات أمام الحركة الأفغانية.

وأعلنت حركة طالبان أنها سيطرت على ولاية بنجشير بأكملها بعد معارك استمرت 6 أيام، وهي آخر منطقة في أفغانستان كانت في أيدي قوات مناوئة للحركة، التي تضع حاليا اللمسات الأخيرة قبل إعلان الحكومة.

وقال صابر لحلقة (6/9/2021) من برنامج "ما وراء الخبر" إن التحدي الذي يظهر أمام طالبان بشأن ولاية بنجشير هو الإثنية الطاجيكية التي شعرت باستياء كبير، حسب المتحدث. ودعا طالبان إلى التعامل بحكمة مستقبلا تجاه الطاجيك وغيرهم من الإثنيات في أفغانستان.

وأوضح أن طالبان تسعى لأن تتغير، ولكنها لم تكن مهيأة لإدارة البلاد، وليست لديها خطة لتثبت للمجتمع أنها تغيرت، مشيرا إلى أنها بحاجة إلى فترة زمنية لترتب أوراقها وتعيد حساباتها.

ورأى أن سلوك الحركة من حيث تشكيل الحكومة وطريقة تعاملها مع الإثنيات سيحدد موقف دول العالم منها.

وكان مسؤول بالحركة قال للجزيرة إن طالبان أكملت إجراءاتها لإعلان الحكومة الجديدة، وإن زعيم الحركة هبة الله آخوند زاده سيبقى في موقعه ويشرف على الحكومة.

ويعتقد الشرقاوي أستاذ تسوية الصراعات الدولية بجامعة جورج ميسون -في تصريحه للحلقة- أن حركة طالبان لم تتغير حتى الآن، وما تزال تعد نفسها حركة قتالية ومقاومة، وأنها لم تقدم أي شيء أو تثبت أنها طرفا رئيسيا في بناء السلام في أفغانستان.

وقال إن طالبان تتعامل بمنطق أنها الحركة الأقوى والمستفيد الأول من الانسحاب الأميركي من أفغانستان، لكنها ما تزال تعتمد على القوة في تعاملها مع الأفغان.

ووصف الشرقاوي طالبان بالحركة المتذبذبة، وأنها لم تقدم للأفغان والمجتمع الدولي كيف يمكنها بناء الدولة والتعددية في البلاد، مشيرا إلى أنها لا تعرف كيف تستفيد من الورقة الصينية والروسية والإيرانية بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان.

أما الباحث المتخصص في العلاقات الدولية روبرت كلارك فاستبعد أن تتغير حركة طالبان، واتهمها بارتكاب انتهاكات حقوق إنسان بحق الجيش الأفغاني وبحق النساء.

ودعا الحركة الأفغانية إلى الخروج من "عقلية الحرب" -كما أسماها- إلى عقلية بناء الدولة، وعليها أن تظهر أنها تشرك أطياف الشعب الأفغاني، وتمثيل الإثنيات والنساء في الحكومة المقبلة.

ورأى أن هناك بعض الدول -مثل الصين وروسيا وإيران- لا تهتم بمسألة حقوق الإنسان في أفغانستان، لكن الدول الديمقراطية -كما يقول الشرقاوي- تهتم بالمسألة، مستبعدا أن تعترف الحكومة البريطانية بحركة طالبان.