ما وراء الخبر

بيرنز في تل أبيب.. لماذا التفاؤل بشأن إمكانية تفاهم أميركي إسرائيلي حول إيران؟

وصف الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي الحنان ميلر الوضع الراهن بالمنطقة بأنه فرصة ذهبية أمام واشنطن لإقناع إسرائيل بالقبول باتفاق تنوي إبرامه مع طهران وتخوض لأجله مفاوضات طويلة.

واعتبر ميلر -في تصريحات لبرنامج "ما وراء الخبر" بتاريخ (2021/8/10)- أن تغيير الحكومة في إسرائيل ومجيء نفتالين بينيت لرئاستها خلفا لبنيامين نتنياهو يشكل فرصة سانحة وذهبية أمام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لإقناع تل أبيب بقبول إبرام واشنطن اتفاقا مع طهران بشأن ملفها النووي وملفات أخرى.

ومضى في قوله مؤكدا وجود اختلاف كبير بين سياستي نتنياهو وبينيت بشأن إيران، مشيرا إلى أن الأخير لا يردد كل يوم رغبته بمواجهة طهران ووضع حد لنفوذها بالمنطقة كما كان يفعل نتنياهو.

لكن ميلر قال إن إسرائيل قد تقبل بإبرام اتفاق أميركي مع إيران بشأن ملف الأخيرة النووي، لكنها ستضع العديد من الشروط، من ضمنها ألا يكون متطابقا مع اتفاق أبرمه الرئيس الأميركي باراك أوباما عام 2015، وتخلى عنه عام 2017 خلفُه دونالد ترامب.

ولم يستبعد المحلل الإسرائيلي أن تضع حكومته شروطا أخرى تتعلق بسياسات إيران في المنطقة، خاصة موضوع تزويد حزب الله وجماعات أخرى بالأسلحة.

واتفق محجوب الزويري أستاذ دراسات الخليج وإيران بجامعة قطر إلى حد كبير مع وجهة نظر ميلر، وأكد أن تغيير الوجوه الحاكمة في كل من واشنطن وتل أبيب وطهران يؤكد رغبة العواصم الثلاث بالتهدئة وتقليل حدة التوتر بالمنطقة لأن ذلك يخدم مصالح الجميع.

وبحسبه، فان بينيت لا يستخدم الموضوع الإيراني لصالح أجندته بالداخل كما كان يفعل سلفه، وفي الوقت ذاته ترغب الإدارة الإيرانية الجديدة بالتهدئة مع إسرائيل، والتقليل من حجم الضربات التي وجههتها لها مؤخرا وطالت علماء ومؤسسات حيوية، الأمر الذي ينعكس سلبا على شعبية أي إدارة لدى الرأي العام الداخلي.

وبالنسبة للولايات المتحدة، أكد الزويري أن إدارة بايدن تريد أن تخفف التوتر بالمنطقة، لأنها تريد أن تستكمل مشروعها بسحب الكثير من قواتها بالشرق الأوسط، والالتفات لمصالحها في مناطق أخرى من العالم.

ولذلك اعتبر الأكاديمي بجامعة قطر أن هناك فرصا حقيقية لنجاح مدير المخابرات الأميركية في مهمته بتل أبيب، وتمكنه من تضييق الفجوة بين إسرائيل وإيران.

لكن كينيث كاتزمان المتخصص بمعهد الشرق الأوسط اعتبر أن نجاح مدير المخابرات الأميركية (سي آي إيه) (CIA) وليام بيرنز في مهمته أمر غاية في الصعوبة، وأعرب عن قناعته بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية لا يقل تشددا عن سلفه، وأن الفارق بينهما أنه لا يصعد بالتصريحات كما كان يفعل نتنياهو، لكن السياسات والمواقف على الأرض هي ذاتها.