ما وراء الخبر

ما هدفهم؟.. الحوثيون يصعّدون ويشنون أكبر هجماتهم على مأرب

قال وكيل وزارة الإعلام التابعة للحوثيين نصر الدين عامر إن الهجمات التي يشنها الحوثيون على مأرب حاليا، هي أمر طبيعي ومنطقي في ظل استمرار الحصار الذي تفرضه قوات التحالف والغارات السعودية الأميركية.

وأوضح عامر في تصريحات لبرنامج "ما وراء الخبر" بحلقة (2021/6/27) أن الحوثيين أدركوا أن العالم لا يسمع صوت المحاصَرين والمعذَّبين في اليمن، وأنه لا يتدخل لرفع الظلم إلا إذا سمع صوت أزيز الطائرات وضرب القنابل، على حد قوله.

ومن منطلق هذا الفهم، قال المسؤول الحوثي إن جماعته اختارت أن تسمع العالم الصوت الذي يريده حتى يتدخل بجدية ويوقف الحصار ويضع حدا لجوع اليمنيين وبؤسهم الذي تفرضه قوات التحالف السعودي-الإماراتي، ولوضع حد للعدوان المتواصل من قبل هذا التحالف المدعوم أميركيا، مشيرا إلى أن الطائرات السعودية -وبدعم أميركي- شنت أكثر من 25 غارة على اليمنيين.

وشدد عامر على أن الضربات التي يوجهها الحوثيون للسعودية في الداخل وعلى الحدود، ستضطرها في النهاية إلى وقف الحرب و"العدوان" على اليمنيين، مؤكدا أن الحوثيين يدركون أن ميزان القوى ليس في صالحهم، ولكن لا حل أمامهم سوى مواصلة القتال حتى يرفع الحصار ويتم وضع حد للعدوان.

في المقابل، رفض وكيل وزارة الإعلام في الحكومة الشرعية في اليمن محمد فيزان، ما جاء على لسان المسؤول الحوثي، وأكد بدوره لـ"ما وراء الخبر" أن الحوثيين إنما يسعون من توسيع هجماتهم وتصعيدها على مأرب، إلى تحقيق مكاسب سياسية على الأرض، يستطيعون فرضها على طاولة المفاوضات.

واتهم الحوثيين بأنهم هم من أفشلوا كل المباحثات السابقة، وأنهم كانوا يتهربون من التزاماتهم، ويعودون باليمن إلى دائرة الصراع والعنف.

لكنه أكد أن قوات الجيش الوطني أفشلت مخطط الحوثيين، وألحقت الهزيمة بقواتهم وحولتهم إلى مجرد جثث على جبال مأرب.

وفيما يتعلق بمطالب الحوثيين برفع الحصار أولا قبل الحديث عن الأمور العسكرية، قال فيزان إن المساعدات تصل عبر الأمم المتحدة بشكل يومي، وإن السفن المحملة بالمساعدات الغذائية تمر عبر ميناء الحديدة.

من جانبه، أكد تريفور جونسون -المتخصص بالشأن اليمني في مؤسسة راند- أن الحوثيين يشكلون بالفعل عامل ضغط قويا على التحالف من خلال تصعيدهم في مأرب، لكنه شدد على أن الأمر الأهم الآن هو أن المواطن اليمني هو الذي يدفع ثمن هذا التصعيد من حياته وسلامته وأمنه.

ولم يبدِ الباحث المتخصص بموضوع اليمن أي تفاؤل بقرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في مأرب، إلا في حالتين وهما إما انسحاب الحوثيين من مأرب، أو انتصارهم عسكريا، وهذا الأخير -وفق تأكيده- سيشكل صفعة عسكرية للتحالف.