ما وراء الخبر

بعد مرور شهرين.. لماذا تراجع الرئيس الصومالي عن قرار التمديد له بالرئاسة لعامين؟

قال الصحفي والباحث عبد القادر محمد عثمان إن الضغوط الداخلية والإقليمية والدولية هي التي أجبرت الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو على التراجع عن قرار التمديد له بالرئاسة لمدة عامين إضافيين.

وأضاف عثمان في تصريحات لبرنامج "ما وراء الخبر" بحلقته بتاريخ (2021/5/1) أنه أمام هذه الضغوط وجد الرئيس فرماجو نفسه مضطرا للعودة إلى الاتفاقية التي جرى التوقيع عليها في 17 سبتمبر/أيلول 2020، والتي تنص على إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية كل 4 سنوات.

وكانت ولاية الرئيس فرماجو قد انتهت في فبراير/شباط الماضي، إلا أنه قرر التمديد لنفسه لمدة عامين، وقد حظي قراره بموافقة كاملة من البرلمان.

وبرر الصحفي الصومالي قرار فرماجو بالتمديد لنفسه، بسبب رفض بعض قادة الولايات في الصومال لاتفاقية سبتمبر/أيلول 2020، وأيضا بسبب تدخلات بعض دول الجوار التي كانت تتدخل بالشأن الصومالي الداخلي.

لكن الصحفي آدم الشيخ حسن رأى أن فرماجو أخطأ في حساباته عندما قرر التمديد لنفسه لمدة عامين، وأنه راهن على مساندة الاتحاد الأفريقي له، متناسيا حاجات المجتمع الصومالي الداخلي وفتح الحوار مع هذا المجتمع.

لكن بحسب آدم الشيخ، فإن الاتحاد الأفريقي وجه صفعة لفرماجو، وأصر على التمسك باتفاقية سبتمبر/أيلول 2020 وإجراء الانتخابات في موعدها، وهنا يضيف الصحفي أن فرماجو حاول المراوغة والمماطلة بالوقت، مستندا إلى بعض القوى الأفريقية التي ساندته، غير أنه لم يستطع المواصلة في العناد والتمسك بموقفه إزاء الضغط الداخلي والخارجي المتصاعد.

وبحسب محمد مختار الشنقيطي أستاذ الأخلاق في جامعة حمد، فإن العبرة الأكثر التي يمكن استخلاصها من تجرية الصومال الأخيرة هي أن ضعف السلطة وعدم سيطرتها على القوى الداخلية تماما قد يكون مفيدا، مشيرا إلى أن هذا الضعف هو الذي أجبر الرئيس الصومالي على العودة للالتزام بما جرى التوصل إليه وعدم العناد والتمسك بالكرسي.

وفيما يتعلق بحظوظ فرماجو للفوز بالانتخابات المقبلة التي تجرى بطريقة غير مباشرة ويشرف عليها رئيس الوزراء، رأى الشنقيطي أن التعقيد في الانتخابات الصومالية -والتي يوجد للقبائل فيها تأثير كبير- يجعل المجال مفتوحا أمام فرماجو للعودة للرئاسة.

ولم يستبعد أن يكون قراره بالتمديد قد أثر سلبا على حجم فرصه بالفوز، غير أنه أشار إلى أنه يحسب للرجل أيضا أنه تراجع عن قرار التمديد، ولم يعاند طويلا للبقاء بالسلطة.

أما آدم الشيخ فرأى أنه ليست صورة الرئيس وحده هي التي تشوهت بسبب قرار التمديد، بل مجلس النواب أيضا الذي وافق على هذا التمديد.