ما وراء الخبر

طلبوا منها رواتبهم وإعادتهم للبلاد.. ماذا يفعل المجندون اليمنيون بالسعودية؟ وما مصيرهم؟

تابعت حلقة (2020/4/19) من برنامج “ما راء الخبر” تظاهر مجندين يمنيين ينتمون للواء الثالث حرس حدود بمنطقة الربوعة السعودية، للمطالبة برواتبهم بعد توقفها لأكثر من ستة أشهر، وبإعادتهم إلى اليمن.

وصف الناشط السياسي والحقوقي اليمني توفيق الحميدي ما يحدث في الحد الجنوبي للسعودية بمأساة مصغرة للمأساة اليمنية الكبرى، ففي ظل غياب الشرعية وتردي الأوضاع الاقتصادية واستغلال تجار الحروب يتم الدفع باليمنيين إلى محرقة دون أي ضمانات قانونية.

وأضاف الحميدي في تصريحات لبرنامج "ما وراء الخبر" (2020/4/19) أن ما يحدث بالحد الجنوبي يشبه إلى حد كبير العلاقة بين العامل الذي يقدم خدمات مقابل مبلغ مالي "وهو في هذه الحالة المجند اليمني، وبين رب العمل، وهنا هو السعودية التي تدفع مقابل الخدمات التي تحصل عليها".

من المسؤول؟
في المقابل، قال الكاتب والمحلل السياسي يوسف دياب إن المعني بالملف ليس السعودية فقط، بل الحكومة الشرعية اليمنية، فهؤلاء المجندون يتلقون تدريبات عسكرية في الأراضي السعودية لصالح الشرعية اليمنية وليس كحراس حدود للسعودية.

وأضاف دياب أن المسؤول الأول عن هذه المأساة هو الحكومة اليمنية التي بعثت هؤلاء العناصر للتجنيد وقطعت عنهم الرواتب، معتبرا أن السعودية ليست بحاجة إلى عناصر لا يمتلكون قدرات قتالية عالية وكفاءات تسمح لهم للقيام بمهمة مراقبة الحدود.

احتياج أم إستراتيجية؟
وردا على ذلك، قال أستاذ الأخلاق السياسية بجامعة حمد بن خليفة محمد المختار الشنقيطي إن المسألة لا تتعلق بالاحتياج بالقدر الذي ترتبط فيه بإستراتيجية معينة، معتبرا أن السعودية اقتنعت بأن دورها في اليمن لا يتعدى خروجها من الأراضي اليمنية وحماية حدودها، ولكنها لا تريد تحمل مسؤولية هذا الدور، بل تعمل على تحميله لليمنيين كما حملتهم فواجع الحرب والاقتتال بين اليمنيين أنفسهم خدمة للسلطات السعودية.

وأكد أن الغموض في هذا الملف متعمد، وأن الأمر يتعلق ببناء مرتزقة وتحويل يمنيين إلى مرتزقة لحماية حدود السعودية، معتبرا أن رواية تدريب اليمنيين للقتال باليمن لا يمكن أن تكون صحيحة في ظل نقلهم للتدريب والتجنيد في الأراضي السعودية.

يذكر أن مصادر للجزيرة أفادت بتظاهر مجندين يمنيين ينتمون للواء الثالث حرس حدود في منطقة الربوعة السعودية يوم الجمعة الماضي، للمطالبة برواتبهم بعد توقفها لأكثر من ستة أشهر وبإعادتهم إلى اليمن، وذلك بعد مطالب وجهها المحتجون لقائد اللواء الذي اتهم بعضهم بالتحريض وإثارة الفوضى.