ما وراء الخبر

اعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان.. هل هو مغازلة لأصوات الناخبين اليهود؟

ناقشت الحلقة تمسك ترامب بقراره الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان رغم المعارضة الدولية، وتساءلت عن الأسباب التي دعت ترامب للاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان رغم مخالفته لكافة قرارات الشرعية الدولية؟

قال كبير الباحثين في المجلس الأميركي للسياسة الخارجية جيمس روبنز إنه يجب النظر إلى تمسك الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقراره القاضي بالاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتلة؛ من جهة السياسات الدولية الحالية، كما يمكن النظر إليه من جهة سعي ترامب لإعادة انتخابه رئيسا عام 2020، باستجلابه أصوات الناخبين اليهود، وزيادة الفجوة بين إسرائيل والحزب الديمقراطي.

وأضاف –في تصريحات لحلقة (2019/3/22) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن ترامب يريد حل المسائل العالقة وإنجاح خطته للسلام التي سيعلنها قريبا، وأن ما قصده بقوله إن هذا القرار سيخلق الاستقرار في المنطقة هو أنه سيقود إلى إزالة موضوع الجولان من أجندة المفاوضات، وربما يكون هذا اختبارا لردود الأفعال بشأن القدس، لأن السكوت عن ضم الجولان قد يمهد لتعديلات مستقبلا في خطة السلام القادمة.

ولفت روبنز إلى أن تصريح ترامب بشأن الجولان لم يؤد إلى احتجاج عربي كبير مما يعني أنه مقبول لدى دول المنطقة باستثناء إيران وسوريا، ولذلك لا يبدو أنه سيمنع من محاولة حل قضايا أخرى عالقة بين إسرائيل والدول العربية. كما وصف الخلط بين اللاهوتي والسياسي الذي ورد في وصف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لترامب بأنه أرسلته العناية الإلهية لإنقاذ إسرائيل؛ بأنه "تصريح مثير ويعبر عن موقف الوزير أكثر من موقف الحكومة الأميركية".

أما الكاتب والمحلل السياسي السوري أحمد كامل فرأى أن موقف ترامب الجديد بشأن الجولان شجعه على اتخاذه ما حدث في موضوع نقل السفارة الأميركية إلى القدس الذي مر بسهولة ولم يقابل سوى بمظاهرات وبيانات شجب قليلة، وأنه لا أحد قادر على ردع ترامب عما يشاء فعله أو اتخاذه من قرارات ومواقف، وحتى أوروبا الرافضة للقرارات الأميركية فإنها لا تفعل شيئا لتأكيد سيادة الشعب السوري على أرضه.

إعلان حرب
ووصف هذا القرار بأنه عدوان وإعلان حرب على الشعب السوري، ودليل على أن واشنطن تحتقر القانون الدولي وتفضل شريعة الغاب، مشيرا إلى أن النظام السوري لا يدافع عن الأراضي السورية ويكبل الشعب فلا يستطيع الدفاع عنها بنفسه، مع أن هناك في سوريا 10 جيوش أجنبية للدفاع عن النظام. وأما الروس فقد اكتفوا ببيان باهت ردا على قرار ترامب لأنهم لا يعنيهم الدفاع عن الشعب السوري وأرضه بل جاؤوا للدفاع عن النظام.

وأكد كامل أن موقف ترامب الجديد يُفرغ عملية السلام الشكلية أصلا من أي مفاوضات ذات مضمون، لأنه لا معنى لمفاوضات بدون الجولان كما أنه لا أهمية لأي مفاوضات بدون القدس، ولذا فإن واشنطن تدمر فرص السلام وتتصرف بتطرف وكأن ترامب زعيم عصابة يأخذ ما يريد ليعطيه حلفاءه دون اهتمام بالقانون الدولي.

ومن جهته؛ يقول المحلل السياسي الروسي أندريه أونتيكوف إن موقف روسيا من هذا الأمر يتلخص في بيان لوزارة خارجيتها أدانت فيه التصريحات الأميركية واعتبرت وجود الإسرائيلي بالجولان احتلالا طبقا للقرارات الدولية، مؤكدا أن روسيا تريد الاستقرار في الجولان خاصة وفي سوريا عموما ليرجع الوضع في البلاد إلى ما كان عليه قبل 2011.

وأوضح أونتيكوف أنه كانت هناك توافقات روسية أميركية بإبعاد القوات الأجنبية والسورية من منطقة الجولان، وتصريح ترامب الأخير قد يدمر تلك التوافقات مما سينعكس سلبيا على المنطقة. واتهم واشنطن بأنها تزيد التوتر في الإقليم بعد أن عاد الاستقرار إليه، نافيا ذرائعها القائلة إن إسرائيل تواجه إيران وحزب الله في الجولان لأن روسيا لديها القديرة على منع إيران من الاقتراب من تلك المنطقة.