ما وراء الخبر

هل ستكون "أبو موسى" شرارة حرب بين إيران وجيرانها

تساءل برنامج “ما وراء الخبر” بحلقته (2019/130) عن دلالات زيارة قائد الحرس الثوري الإيراني لجزيرة أبو موسى إحدى الجزر الثلاث المتنازع عليها مع الإمارات، تاريخ البث: 2019/1/30

صعدت زيارة رئيس الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري لجزيرة "أبو موسى" -إحدى الجزر الثلاث المتنازع عليها مع الإمارات- وتمسكه بتبعية هذه الجزر لإيران، وتعهده بالدفاع عن كل شبر منها، أجواء التوتر بالمنطقة، وأثارت تساؤلات فيما إذا كانت المنطقة مقبلة على حرب جديدة خاصة في ظل التحشيد الأميركي ضد إيران، وبتواصل حالة التشنج بعلاقات إيران والعديد من جيرانها الخليجيين.

برنامج "ما وراء الخبر" تساءل بحلقته (2019/1/30) عن مبررات التحرك الإيراني في الجزر الثلاث، وفيما إذا كانت هذه التحركات نذر لحرب جديدة ستشتعل بالمنطقة بين إيران وجيرانها المدعومين من قبل الولايات المتحدة.

دفاع عن النفس
بحسب الأستاذ الجامعي هادي أفقهي فإن تحركات إيران بالجزر الثلاث طبيعية ومشروعة، وهي تحشد للدفاع عن نفسها، إزاء الاستفزازات والتهديدات الصريحة والمتزايدة التي تواجهها من إسرائيل التي هدد رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بتوجيه ضربات قوية لإيران، وكذلك من الولايات المتحدة وحلفائها بالمنطقة الذين يعقدون المناورات العسكرية، بالتزامن مع تهديدات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بنقل المعركة إلى داخل طهران.

المستهدف.. الإمارات العربية
بدوره فسر الأستاذ الجامعي عبدالله الشايجي تحركات إيران الأخيرة بالجزر الثلاث، بأنها عبارة عن ردة فعل إيرانية على الوضع المأزوم الذي تمر به والضغط الهائل الذي تواجهه من المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة ودول بالمنطقة مستاءة من السياسات الإيرانية المعادية لها.

وبحسب الشايجي فإن إيران تلجأ دائما بالمواقف الصعبة لخلط الأوراق، وأنها تسعى بتوجهها الأخير نحو جزيرة أبو موسى للخروج من الوضع المأزوم الذي وجدت نفسها به، من خلال استفزاز الإمارات التي تنظر لها على أنها الخاصرة الرخوة والأضعف، مشيرا إلى أن أهمية "أبو موسى" تقتصر على موقعها الإستراتيجي المطل على مضيق هرمز، لكنه شدد على أن إيران لن تلجأ لتنفيذ تهديداتها بإغلاق المضيق لأنها "أذكى" من أن تعادي العالم أجمع.

من يتسفز من؟
أما عن المسؤول عن استفزار الآخر بالمنطقة، وعن توتير الأجواء وجعلها دائما على صفيح ساخن، فكانت نقطة خلاف بين أفقهي والشايجي.

فمن وجهة نظر الشايجي فإن إيران استفزت العرب من خلال دعمها لحزب الله في لبنان وتدخلها بسوريا والعراق ودعمها للحوثيين باليمن، ومواصلتها احتلال الجزر الإماراتية الثلاث وتهديد أمن جيرانها الذين لم يحدث أن "قتلوا لها جنديا واحدا".

في حين أكد أفقهي أن جيران إيران الذين يستضيفون القواعد الأميركية البحرية والجوية هم الذين يستفزونها دائما، وهم الذي يشتركون بمناورات عسكرية مع أميركا وبريطانيا لمناكفتها واستفزازها، وقال إن ثلاثة من هؤلاء الجيران يحاصرون قطر وكانوا ينوون غزوها عسكريا لولا تدخل أمير الكويت، كما اتهم السعودية والإمارات بقتل اليمنيين.