ما وراء الخبر

اتفاق الحديدة بمحادثات السويد.. هل تم بضغوط سعودية على هادي وما تأثيراته؟

ناقشت هذه الحلقة نتائج اتفاق طرفيْ الأزمة اليمنية بشأن الحديدة في محادثات السويد، وتساءلت عن تأثيراته المحتملة على مآلات الأوضاع في اليمن وما إن خطوة على طريق الحل السلمي للأزمة؟

أكد المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث أن اتفاق السويد بين طرفيْ الأزمة اليمنية خطوة على طريق الحل السلمي للأزمة. وأشاد غريفيث -أمام مجلس الأمن الدولي- بالتنازلات التي قدمها طرفا المشاورات اليمنية للاتفاق على وقف إطلاق النار في الحديدة، وسحب القوات المقاتلة من مينائها. 

حلقة (2018/12/14) من برنامج "ما وراء الخبر" تناولت هذا الموضوع بالنقاش، وتساءلت: ما هو حجم التنازلات التي قدمها طرفا المشاورات اليمنية في السويد من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن الحديدة؟ وما هي التأثيرات التي يمكن أن يُحدثها هذا الاتفاق على مآلات الأوضاع السياسية في اليمن خلال الفترة المقبلة؟

تنازلات أحادية
وبشأن السؤال الأول؛ يرى الكاتب والمحلل السياسي اليمني خالد الآنسي أن الحكومة الشرعية هي التي تنازلت -بعد أن كانت رفضت هذا الاتفاق- وبذلك تخلت عن تمسكها بشرعيتها وبتصنيفها لجماعة الحوثي بأنها مليشيا انقلابية غير شرعية، والسبب في ذلك هو أن هناك ضغوطا من السعودية مورست على الرئيس عبد ربه منصور هادي.

ويصف الآنسي موافقة الحكومة على الاتفاق بأنها "طعنة في ظهر الشعب اليمني"، لأن جماعة الحوثي هي التي استفادت منه سياسيا، بعد استفادتها من الإخفاق العسكري للتحالف السعودي الإماراتي حتى في إسقاط الحديدة، ويقول إن هذه المفاوضات تهدف لحل أزمة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان –بعد اغتيال جمال خاشقجي– وليس الأزمة اليمنية، خاصة أن الحرب باليمن كانت تضغط عليه وقد ازداد ذلك بمقتل خاشقجي.

وأضاف أن الأدلة على ذلك تتمثل في شكر مارتن غريفيث لبن سلمان على دوره في التوصل للاتفاق، كما أن احتفاء الإعلام السعودي بالاتفاق يدل على أن الرياض تبحث عن أي شيء يعيد تأهيل بن سلمان الذي لا يهمه الحل السياسي المنصف للأزمة، ولا أن الحكومة الشرعية لن تتمكن من السيطرة على ميناء الحديدة ولا على الموانئ التي تتحكم فيها الإمارات؛ فما الذي استفاده اليمنيون إذن؟ مشيرا إلى أن حل الأزمة يمر بـ"إنهاء احتلال التحالف للبلاد وانقلاب الحوثي على الشرعية".

ميثاق وطني
أما الأستاذ في جامعة حمد بن خليفة بقطر محمد المختار الشنقيطي فقد رأى أن الاتفاق الأخير يتضمن بعدين: أحدهما إيجابي وهو أنه قضى بوقف القتل اليومي وهذا مكسب إنساني مهم للشعب اليمني، كما سيحجّم طرفيْ التحالف السعودي والإماراتي. والثاني سلبي وهو أنه سيعطي للحوثي جرأة أكبر لممارسة العناد مستقبلا مما قد يعطل الحلول الكاملة للأزمة اليمنية، خاصة أنهم سلمت لهم إدارة الحديدة حسب الاتفاق.

وأوضح أن الحكومة الشرعية اليمنية فقدت فاعليتها بخضوعها للقرار السعودي، ولذلك ظهرت في محادثات السويد وكأنها هي المعارضة وجماعة الحوثي هي الحكومة الشرعية، لأنهم فرضوا أنفسهم على العالم عكس حكومة هادي التي تنازلت بضغط سعودي.

ويرى الشنقيطي أن الموقف السعودي في موضوع الاتفاق كان بضغط أميركي لأن بن سلمان يريد تأهيل نفسه لأدوار قادمة في المنطقة، وكما استخدم اليمن لذلك منذ بداية الأزمة بحجة التصدي لإيران فإنه يستخدمه الآن، ولكن ما يحتاجه اليمن هو تنازل الطرفين عبر صياغة ميثاق وطني يخدم اليمنيين جميعا بعيدا عن تأثيرات كل الأطراف الإقليمية.