ما وراء الخبر

بعد أحدث رواية لها.. هل ستعترف الرياض بمكان جثة خاشقجي؟

بحثت حلقة الخميس (2018/10/25) من برنامج “ما وراء الخبر” دلالات إحجام السعودية عن الاعتراف بمكان جثة جمال خاشقجي، بعد روايتها الأخيرة التي أقرت فيها بأن تصفيته تمت بنية مبيتة.

من نفي للواقعة إلى الاعتراف على مضض بأن الصحفي السعودي جمال خاشقجي توفي جراء شجار في القنصلية، ثم إلى رواية قتله خنقا لإسكاته، وانتهاء بالاعتراف بأن الأمر دُبّر بنيّة مبيتة.

روايات سعودية لم تصمد طويلا بفعل توالي التسريبات التركية، واستمرار الضغوطات الدولية، مما جعل المطالب الدولية تتصاعد للإجابة عن تساؤلات تتعلق بمكان الجثة، وبمن أمر بتنفيذ العملية.

هذه الأسئلة حاولت حلقة الخميس (2018/10/25) من برنامج "ما وراء الخبر" الإجابة عليها من خلال طرحها على الضيوف، كما ناقشت معهم المآلات المحتملة لقضية مقتل خاشقجي.

بحسب لقاء مكي الكاتب والباحث في مركز الجزيرة للدراسات وأستاذ الإعلام بجامعة بغداد سابقا، فإن الرواية السعودية تغيرت عدة مرات، مما يدل على أن هناك اعترافات متدرجة، متوقعا أن تكون هناك اعترافات مقبلة قد تتعلق بمكان الجثة والشخص التركي المتعاون الذي قالت السعودية إن الأشخاص المتورطين في القتل سلموا له الجثة.

وعبّر مكي عن قناعته بأن السعودية تمتلك الإجابات الكاملة لكل الأسئلة منذ اللحظة الأولى التي أعلنت فيها عن اعتقال الثمانية عشر شخصا الذين قالت إنهم متورطون في الجريمة، وبناء عليه ذهب إلى التأكيد أن السعودية تعلم أين مكان الجثة سواء أكانت كاملة أو جرى تقطيعها.

ورأى أن تأخر السعودية في الاعتراف والاستمرار بالتعديل على الروايات المقدمة من جانبها، سيؤدي إلى وصف العالم للقيادة السعودية بالكاذبة، وهذا سيؤثر سلبا عليها بالمستقبل.

كما شدد على أن السعودية مطالبة الآن بالإجابة على سؤال "من الذي أمر؟"، فحسب قناعته لا يمكن أن يكون هؤلاء الأشخاص الذين قدموا لإسطنبول من أماكن عمل مختلفة بالرياض قد تصرفوا من تلقاء أنفسهم، بل لا بد أن شخصية ما أعلى مستوى منهم هي التي أمرتهم بفعل ما فعلوه.

في المقابل دافع الكاتب والمحلل السياسي والباحث في الشؤون السياسية لدول الشرق الأوسط جيري ماهر عن الإجراءات السعودية في القضية، ولم ير أي تناقض في الروايات التي قدمتها، وذهب إلى القول إن العثور على الجثة مسؤولية الأمن التركي، مشيدا بالتعاون السعودي مع الأمن التركي.

أبعاد سياسية
أما كبير الباحثين في مركز العلاقات عبر الأطلسي والسفير الأميركي السابق لدى حلف الناتو روبرت هانتر، فرأى أن قضية خاشقجي تحولت إلى معركة سياسية بين عدة أطراف، كل طرف يتعامل معها وفقا لمصالحه، متأسفا على أن الضحية خاشقجي ليس له أولوية في كل هذه الروايات التي تتراشقها الأطراف المتعددة.

ورأى هانتر أن هناك من يريد استمرار الأزمة، وهناك من يريدها أن تنتهي سريعا، فوسائل الإعلام الأميركية تريد للأزمة أن تستمر لأنها تضغط بها على الرئيس ترامب، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان يريدها أن تستمر لأن لديه مشاكل مع المملكة السعودية، و"هو شخصيا يكره محمد بن سلمان"، في حين يود الأخير وأصدقاؤه والرئيس ترامب أن تنتهي القضية لأن استمرارها ليس في صالحهم.

كيف الخلاص؟
وردا على سؤال عن المآل النهائي للقضية، لم يستبعد هانتر أن يضطر ترامب في نهاية المطاف للتضحية بـ بن سلمان، والطلب من الملك السعودي اختيار ولي عهد آخر، خاصة إذا كشفت الأيام القادمة تورط ابن سلمان في الجريمة، وقال إن الانتخابات المرتقبة تزيد الضغط على ترامب، وقد يكون غير قادر على مساندة ابن سلمان في ورطته هذه.

وتبنى لقاء مكي الرأي ذاته مؤكدا أنه إذا ثبت أن الأتراك أطلعوا مديرة الاستخبارات المركزية الأميركية على معلومات تفيد بتورط ولي العهد السعودي، فإن ترامب سيكون مضطرا لاتخاذ موقف معه.

أما جيري ماهر فشدد على قوة العلاقة الأميركية السعودية، مؤكدا أن لا شيء سيحدث على صعيد تغيير ولاية العهد في السعودية.