ما وراء الخبر

هل يتدخل الغرب ضد تنظيم الدولة بليبيا؟

تناول برنامج “ما وراء الخبر” احتمالات التدخل العسكري الغربي في ليبيا ومآلاته المتوقعة على ضوء التصريحات الأميركية والإيطالية في هذا الصدد.
رجّح الكاتب والمحلل السياسي الليبيي صلاح البكوش وقوع التدخل العسكري الغربي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا، لكن السؤال المطروح يدور عن توقيت هذا التدخل.

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما وجّه مستشاريه لشؤون الأمن القومي بالتصدي لتنظيم الدولة في ليبيا ودول أخرى. من جهتها قالت وزيرة الدفاع الإيطالية روبيرتا بينوتي إن روما وواشنطن ولندن وباريس تدرس خيار التحرك العسكري لإعادة الاستقرار إلى ليبيا.

وأضاف البكوش في حلقة الجمعة (29/1/2016) من برنامج  "ما وراء الخبر" والتي ناقشت احتمالات التدخل العسكري الغربي في ليبيا ومآلاته المتوقعة، أن العمليات العسكرية الغربية ضد تنظيم الدولة ليست وشيكة، لكنها ستحدث بالتأكيد.

وقال إنه لا يمكن القضاء على تنظيم الدولة في ليبيا عبر ضربات جوية، بل لا بد أن يصاحبها تعاون مع قوات ليبية على الأرض من الثوار الذين حاربوا التنظيم، معتبرا أن القضاء عليه في ليبيا سيكون أسهل من القضاء عليه في سوريا والعراق بسبب أن المجتمع الليبي لا يمثل حاضنة حقيقية للتنظيم بدليل أن معظم عملياته في ليبيا نفذتها عناصر أجنبية.

وبشأن توقيت العمليات العسكرية الغربية ضد التنظيم، قال البكوش إن التحرك العسكري مرتبط بالتحرك السياسي بين الفرقاء الليبيين، "ولن يكون هناك تحرك على الأرض إلا بعد نيل حكومة الوفاق الوطني الثقة ودخولها إلى طرابلس، حيث إن ذلك سيشكل غطاء سياسيا ضروريا لأي تحرك عسكري ملموس على الأراضي الليبية". 

ورأى البكوش أن تنظيم الدولة في ليبيا يمثل خطرا كبيرا لكنه ليس خطرا وجوديا، وهو ليس بتلك القوة التي تهدد الدولة الليبية التي تستطيع هزيمته بمساعدة من المجتمع الدولي.

لا خطر وجوديا
من جهته اتفق الخبير في شؤون الأمن القومي الأميركي والشرق الأوسط هاردن لانغ مع البكوش في أن تنظيم الدولة بليبيا لا يشكل خطرا يهدد وجود الدولة، لكنه قد يفكك النسيج الأمني الليبي.

وقال لانغ إن إدارة أوباما أدركت أن خطر تنظيم الدولة في ليبيا بات واضحا ولا يمكن تجاهله، مشيرا إلى أن التدخل العسكري الغربي ضد التنظيم -إن حدث- سيكون بهدف دعم حكومة الوفاق الوطني.

وأوضح أن الخطر الحقيقي هو أن تنصب الجهود الغربية على العمل العسكري لمحاربة التنظيم فقط دون مراعاة العملية السياسية المرتبطة بدعم حكومة الوفاق الوطني من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا.