ما وراء الخبر

صراع الإرادات السياسية في عدن أرضا وجوا

ناقشت حلقة “ما وراء الخبر” إفشال القوات التابعة للرئيس عبد ربه منصور هادي عملية “تمرد” موالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، والغارة الجوية على مجمع الرئاسة في عدن.

شهد اليمن تطورين ميدانيين كانت مدينة عدن مسرحهما، فقد أفشلت القوات التابعة للرئيس عبد ربه منصور هادي عملية "تمرد" قادها قائد قوات الأمن الخاصة في المحافظة المقال العميد عبد الحافظ السقاف الموالي للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، الذي سلم نفسه في وقت سابق.

أعقب ذلك تصعيد نوعي في العنف، حيث تعرض القصر الجمهوري بمنطقة "المعاشيق" جنوب شرق محافظة عدن لغارة جوية، وأكد مصدر عسكري أنها الأولى منذ 21 سبتمبر/أيلول الماضي انطلقت من قاعدة الديلمي في صنعاء التي تسيطر عليها جماعة الحوثي.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي شفيع العبد في حلقة الخميس 19/3/2015 من برنامج "ما وراء الخبر" أن ما جرى في عدن يمثل امتدادا للانقلاب الحوثي على الشرعية الدستورية التي يمثلها الرئيس هادي، واستجابة لما يريده الرئيس المخلوع صالح، لافتا إلى أن الأجواء الراهنة تتطابق مع أجواء الحرب التي خاضها صالح على عدن صيف 1994، وفق تعبيره.

وكان صالح أطلق قبل أيام تهديدات ضد الرئيس عبد ربه منصور هادي قال فيها إن الأخير لن يجد منفذا يهرب منه سوى منفذ باتجاه جيبوتي، حسب قوله.

وحول الدلالات السياسية والعسكرية التي نشأت عن إنهاء "تمرد" السقاف قال الباحث السياسي محمد السعدي إن هادي تمكن من كسب جولة حيث لم يكسب معارك حول العاصمة صنعاء، وقد يمثل تغيرا في سياسته، بعد أن قال مراقبون عديدون إن "تخاذل" الرئيس أدى لسقوط العاصمة.

ذريعة الانقلابيين
ومع أن الحسم العسكري كان "أمرا لا بد منه" حسبما يرى العبد، حيث كان السقاف ذريعة للانقلابيين "للانقضاض على عدن" فإن ذلك سيقلل من حظوظ التسوية السياسية، مشيرا إلى أن الحوثيين أرادوا من أحداث عدن صرف النظر عما يحدث في مأرب، المحافظة الغنية بالنفط.

واعتبر العبد أن التطورات الأخيرة في عدن، خصوصا بعد تمكن وزير الدفاع من "النفاذ بجلده" من صنعاء، تحمل معنى رمزيا لرغبة الشعب في إعادة تأسيس الجيش على أسس وطنية وليس كما كان تتنازعه المناطقية والولاءات الشخصية.

فيما يتعلق بخارطة السياسة مستقبلا في يمن تتجاذبه إرادتان سياسيتان، قال السعدي إن ثمة إرادتين، واحدة تملك القوة ولا تملك الشرعية، والثانية تملك الشرعية وتحاول أن تبني قوتها.

ولفت إلى أن الطرف الذي يملك القوة واستطاع بسط سيطرته على صنعاء سيسعى للسيطرة على عدن ووضع القوى الإقليمية والدولية أمام أمر واقع، مبديا اعتقاده بأن الاجتماعات في فندق "موفمبيك" لن تتمخض عن شيء في ظل الحشد من جميع الأطراف.

وردا على سؤال لماذا تغير الطائرات على المجمع الرئاسي في عدن؟ رأى السعدي أن الغارة أرادت أن تكسر الانتصار الذي تحقق في عدن، وسعت لخلق حالة من الرعب. أما العبد فقال إن الحوثيين لم يأتوا من "خلال أدوات سياسية بل بالإكراه، وكذلك المخلوع صالح الذي يريد ضرب خصومه وتصفيه حساباته مع الجميع"، على حد قوله.