ما وراء الخبر

هجوم "شارلي إيبدو".. التداعيات وسياسات باريس للمواجهة

ناقشت الحلقة مدى نجاعة السياسات الفرنسية لاحتواء التطرف في ضوء ما كشفه الاعتداء على صحيفة شارلي إيبدو وما تبعه من ردود أفعال، والمسؤوليات التي يرتبها وقوع مثل هذه الأحداث.

دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مواطنيه إلى الوحدة الوطنية التي اعتبرها سلاح فرنسا الوحيد في مواجهة التطرف.

وكانت مصادر قضائية أكدت وقوع حوادث إطلاق نار على عدة مساجد في فرنسا منذ وقوع الهجوم على مقر صحيفة شارلي إيبدو نهار أمس الأربعاء.

حلقة الخميس (8/1/2015) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت هذه التطورات، وتساءلت عن مدى نجاعة السياسات الفرنسية لاحتواء التطرف في ضوء ما كشفه الاعتداء على شارلي إيبدو وما تبعه من ردود أفعال، والمسؤوليات التي يرتبها وقوع مثل هذه الأحداث على جميع الأطراف في ظل الحديث عن ضرورة التكاتف لمواجهة التطرف.

وفي سياق إدانة الهجوم الذي وجهت أصابع الاتهام فيه إلى ثلاثة مسلمين، أعرب اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا عن مخاوفه من أن يؤدي الهجوم إلى انعكاسات سلبية على الجالية المسلمة.

مخاوف سرعان ما تأكدت وجاهتها مع ما ذكرته مصادر قضائية عن حالات إطلاق نار على مساجد في بعض مناطق بفرنسا، رغم الدعوات الرسمية على أعلى المستويات للتمسك بالوحدة الوطنية في مواجهة التطرف.

صدمة وارتباك
حول هذا الموضوع، يقول مدير الدراسات السياسية في معهد إبسوس، ستيفان زوومستيغ، إن فرنسا لم تبلور موقفها حتى الآن في التعامل مع هذا الحادث، فللمرة الأولى منذ أكثر من مائتي عام "نشهد هذا العدد من القتلى في فرنسا".

وأضاف "فرنسا اليوم ربما ضائعة بعض الشيء" ولم تعتمد استجابة واضحة تجاه ذهاب بعض الفرنسيين للقتال إلى جانب تنظيم الدولة الإسلامية في كل من سوريا والعراق.

وبشأن مشكلة اندماج ذوي الأصول العربية في المجتمع الفرنسي واحتمالات أن يكون أحد أسباب مثل هذه الحوادث، قال زوومستيغ إن قضية الاندماج ليست جديدة في فرنسا لكن هناك الكثيرين نجحوا بالاندماج وبالحصول على وظيفة تلبي طموحاتهم.

وتابع أن الكثير ممن يعتنقون الفكر المتشدد ليسوا من ذوي أصول عربية أو إسلامية، ويقع عدد كبير منهم فريسة للتطرف.

ولفت إلى أن هناك اعتقادا في الشارع الفرنسي الآن بأنه لا يوجد مسلمون معتدلون، معتبرا أن هذا هو الخطر الحقيقي، إذ يتمثل في تراجع تسامح الفرنسيين مع الأديان وتجاه الإسلام تحديدا.

ثأر وتطرف
من جهته، قال المدير العام لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا عبد الكريم قطبي، إن بعض الدراسات التي أجريت مؤخرا أوضحت أن الكثير من هؤلاء الشباب يعتنقون الأفكار المتشددة عبر الإنترنت، وأغلبهم منقطعون عن الدراسة ويعيشون على هامش المجتمع.

ولفت قطبي أن مثل هذه الأعمال المتطرفة ترتكب كنوع من الثأر من مجتمع لم يستطيعوا الاندماج فيه بشكل جيد، ويشعرون أنه يرفضهم سواء من خلال العمل أو التعامل.

ودعا المسلمين لمزيد من الاندماج داخل المجتمع كمواطنين صالحين متشبثين بدينهم وتقاليدهم وثقافتهم، على أن يكونوا حذرين في سلوكهم بما لا يتنافى مع قيم الإسلام.

وقال "وجهنا رسائل لأن يتم التركيز غدا في خطبة الجمعة على إدانة هذا الاعتداء والحديث عن سماحة ووسطية الإسلام وروح السلام التي ينادي بها".