ما وراء الخبر

نتائج الانتخابات المصرية.. الدلالات والانعكاسات

ما هي دلالات النتائج المعلنة للانتخابات الرئاسية بمصر في ضوء ضعف الإقبال؟ وهل تنعكس هذه النتائج إيجابا أو سلبا على أداء مؤسسات الدولة وتشكل القوى السياسية في المستقبل؟

أظهرت النتائج الشبه النهائية للانتخابات الرئاسية في مصر فوز المشير عبد الفتاح السيسي بالرئاسة، في حين يتندر البعض بأن منافسه الوحيد حمدين صباحيحصل على المركز الثالث لأن عدد الأصوات التي حصل عليها أقل من مجموع الأصوات الباطلة.

حلقة الخميس (29/5/2014) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت دلالات الأرقام المعلنة في ضوء إقرار وسائل الإعلام المؤيدة للانقلاب بضعف الإقبال في أيام الانتخابات الثلاثة، وحاولت استقراء انعكاسات هذه النتائج على أداء المؤسسات في مصر وتشكل القوى السياسية في المستقبل.

يرى رئيس حزب "غد الثورة" أيمن نور أن أول دلالة للأرقام أن السيسي هو الفائز الثاني في هذه الانتخابات وليس الأول، بينما حل صباحي في المركز الرابع، حيث تصدر مقاطعو الانتخابات النتائج بنسبة بلغت 55%، تلاها ما حصل عليه السيسي، ثم نسبة الأصوات الباطلة، وأخيرا النسبة التي حصل عليها صباحي.

وقال إن المعركة لم تكن بين السيسي وصباحي، بل كانت بين السيسي ونفسه، بين ما يريد أن يثبته ويحققه ليتحول من رئيس خلف الستار إلى متصدر للمشهد رسميا وقانونيا.

ولا يرى نور أي فضل لجماعة أو حزب في مسألة المقاطعة، مؤكدا أن الناس استشعرت عدم المصداقية مع انتشار الظلم والدماء والانتهاكات، والغالبية العظمى تشعر بالوجع بسبب ما حدث وما يحدث، وبغموض المستقبل في ظل غياب رؤية لحل سياسي.

وأوضح أن الشارع المصري الذي غاب عن الانتخابات لم يكن هو من خرج يوم 30 يونيو/حزيران الماضي والذي تذرع به السيسي لينقلب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، موضحا أن الكثيرين اكتشفوا انحراف خارطة الطريق عن مسارها، وأنهم ضحية مخطط واضح للاستيلاء على السلطة.

أما عن الانعكاسات فيؤكد نور أن نتائج الانتخابات سيكون لها تأثير كبير على السيسي، لأنه دخل قصر الرئاسة بالطريقة التي لم يكن يتمنى أن يدخله بها مع قلة عدد الناخبين.

وأضاف أن السيسي "سدد فواتير" في اليوم الثالث للانتخابات، وهذه سيكون لها استحقاقات في المرحلة المقبلة.

اصطفاف ثوري
أما عن خارطة القوى السياسية بعد الانتخابات فيؤكد نور أن اللحظة مناسبة لإعادة اصطفاف قوى ثورة يناير، وهو ما بدأ بالفعل في إعلان بروكسل والقاهرة.

من جهته، يرفض رئيس تحرير جريدة "العربي الجديد" وائل قنديل وصف ما حدث في مصر بالانتخابات، مؤكدا أن الأرقام المعلنة غير صحيحة، كما أن العملية برمتها معطوبة من الأساس.

وقال "لا أثق تماما في أن 45% من الناخبين ذهبوا للتصويت"، معتبرا أن المقصود من هذه الأرقام إظهار أن من اختاروا السيسي عددهم يساوي عدد من اختاروا الرئيس المعزول محمد مرسي ومنافسه في الانتخابات الماضي أحمد شفيق مجتمعين.

ودلل قنديل على تشكيكه في الأرقام المعلنة بأن عدد الأصوات التي حصل عليها حمدين صباحي في مسقط رأسه أقل من عدد التوكيلات التي حصل عليها ليترشح في الانتخابات من نفس المكان.

ولا يتوقع قنديل نجاحا اقتصاديا للسيسي الذي قال إنه "لا ينتج ولا يساعد على الإنتاج ووصوله إلى الرئاسة يحمل خسارة لقوى إقليمية ومنظمات دولية عديدة".

كما يستبعد حدوث الاستقرار داخليا، بل إن ما حدث سيؤدي إلى انتظام قوى الثورة من جديد بشكل أكبر من 25 يناير/كانون الثاني 2011.