ما وراء الخبر

أبعاد الموقف الأميركي والإسرائيلي الرافض للمصالحة الفلسطينية

يواجه اتفاق المصالحة الفلسطينية الأخير عددا من العقبات والعراقيل، فرغم الإشادة والترحيب العربي والأوروبي به، يأتي الموقفان الأميركي والإسرائيلي لينددا به ويعداه مخالفا لطريق السلام.

يواجه اتفاق المصالحة الفلسطينية الأخير الموقع بين السلطة الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عقبات وعراقيل، فرغم الإشادة والترحيب العربي والأوروبي به، يأتي الموقفان الأميركي والإسرائيلي لينددا به ويعداه مخالفا لطريق السلام.

حلقة الخميس (24/4/2014) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت هذه القضية، وتساءلت عن إمكانية مواجهة الفلسطينيين للتهديدات الأميركية والإسرائيلية عقب الاتفاق، وما الدور العربي المنشود في هذا الإطار، وهل هناك أوراق ضغط يمكن استخدامها.

واشنطن التي أعلنت عن خيبة أملها من الاتفاق محذرة من أنه قد يعرقل جهود السلام، تبنت وجهة نظر إسرائيل التي سارعت بدورها لإلغاء جلسة تفاوض كانت مقررة الأربعاء في القدس، متهمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه اختار حماس بدلا من السلام.

ويقول الكاتب الصحفي عبد الوهاب بدرخان إن المجتمع الدولي سينظر بشكل مختلف إلى اتفاق المصالحة الفلسطينية إذا كان جديا، وكانت هناك خريطة طريق واضحة.

ولفت بدرخان إلى حالة الترقب لرؤية مدى الضغوط الأميركية وكيف يمكن أن تؤثر على الاتحاد الأوروبي وأطراف أخرى، لتغير مواقفها تجاه الاتفاق، مشيرا في هذا الصدد إلى وجود ثغرات في الاتفاق أبرزها أنه لا يتمتع بغطاء استراتيجي ولم يعلن عن شيء بشأن انضياع حماس للسلطة الفلسطينية، إضافة إلى الملف الأمني الذي ستراقبه الكثير من العواصم لكي تحكم على الاتفاق.

هروب للأمام
أما رئيس الأكاديمية الفلسطينية للشؤون الدولية مهدي عبد الهادي فيؤكد أن الموقف الإسرائيلي من المصالحة هو "هروب إلى الأمام" واستباق للأحداث، لأن تل أبيب لا تريد أن ترى هذا التطور الطبيعي للإستراتيجية الفلسطينية، ولا تريد لحماس أن تدخل البيت الفلسطيني، حسب قوله.

وأضاف عبد الهادي أن حركة حماس قدمت في الأعوام 2004 و2005 و2011 رؤية واضحة تؤيد الهدنة الطويلة والمفاوضات والحل القائم على الدولتين، لكن هذا الطرح رفض.

وعن الموقف العربي من الاتفاق يقول بدرخان إن الدول الأساسية المعنية بالشأن الفلسطيني والمتابعة لمسألة السلام رحبت بالاتفاق، كما رحبت به الجامعة العربية، لكنه لفت إلى ضرورة توفير شبكة الأمان للسلطة والفلسطينيين قبل المصالحة وبعدها.

ودعا بدرخان لموقف مصري واضح تعلن فيه هل هي مستعدة القيام بدور، وهل تستطيع التأثير في الموقف الأميركي، الذي قال إنه يمثل عودة إلى موقفها الأيديولوجي الذي خرج بعد انتخابات 2006، مع الاختلاف أن موقفها الآن ضعيف تجاه العرب، لأنه لم يكن هناك أي تقدم في المفاوضات ولم تضغط على إسرائيل.

وقال بدرخان إن أوراق الضغط الفلسطيني التي يمكن استخدامها كثيرة ولا سيما أن تعلن حركتا حماس والجهاد الإسلامي أنهما لا تمانعان من إجراء المفاوضات وتدعمان السلطة الفلسطينية في ذلك.

بدوره قال عبد الهادي إن المهم في هذه المرحلة هو موقف عمان والقاهرة بدعم المصالحة والتأثير على تل أبيب وواشنطن، بالنظر إلى المصالح الحيوية التي تربطهما.

في السياق قال الكاتب المتخصص في الشؤون الأميركية سعيد عريقات إن موقف واشنطن جاء متبنيا للرؤية الإسرائيلية، وهو استمرار للسياسة الأميركية التي ظهرت في المفاوضات الأخيرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وأضاف أن هناك فجوة كبيرة بين الواقع وما تفعله الولايات المتحدة، وستخضع الاتفاق لفترة اختبار ثم تدرس ما الذي يمكن أن تفعله بهذه المصالحة التي قال إنها فوجئت بها.