ما وراء الخبر

هل تتورط أميركا مجددا في العراق؟

ناقشت الحلقة مغزى ودلالات تضارب الأنباء بشأن مشاركة القوات الأميركية في مواجهة برية مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.

نفت وزارة الدفاع الأميركية ما تناقلته بعض المواقع الإخبارية عن خوض قوات برية أميركية معركة مباشرة ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في محيط قاعدة عين الأسد الجوية العراقية في محافظة الأنبار.

وكان عقيد في الجيش العراقي وشيخ عشيرة في المنطقة، أكدا -كل منهما على حده- مشاركة القوات الأميركية في تلك المواجهات.

حلقة الجمعة (19/12/2014) من برنامج "ما وراء الخبر" توقفت عند هذا الخبر، وناقشته في محورين: دلالة هذا التضارب بشأن مشاركة قوات أميركية في مواجهة مباشرة ضد مقاتلي تنظيم الدولة، والظروف التي تحكم المشاركة البرية للقوات الأميركية في القتال ضد التنظيم على ضوء هذا الجدل.

ويأتي هذا التطور رغم تأكيدات أميركية رسمية متكررة بأن القوات الأميركية لن تشارك في مواجهات برية ضد تنظيم الدولة في العراق.

الأنباء جاءت هذه المرة من محافظة الأنبار، لتفيد بأن قوات أميركية شاركت بالفعل، في أول مواجهة مع مقاتلي التنظيم قرب قاعدة عسكرية غربي العراق.

ورغم نفي وزارة الدفاع الأميركية الخبر، فإن النفي -الذي جاء بعد يومين من تداوله في وسائل الإعلام- لم يحسم الجدل تماماً -في ما يبدو- بشأن مصداقية روايتيه اللتين أسهبتا في سرد تفاصيل ما حدث.

دفاع عن النفس
حول هذا الموضوع، قال الجنرال مارك كيميت مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق إنه تحدث مع وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، وعلم أنه كان هناك مستشارون أميركيون في قاعدة "عين الأسد"، وهم عبارة عن جزء من القوة التي تعرضت للهجوم، لكنهم لم يكونوا مشاركين في عمل عسكري مباشر للرد على الهجوم.

وأضاف "كانت هناك قوات وربما تعرضت لهجوم لكنهم لم يقوموا بعمل عسكري ضد تنظيم الدولة"، موضحا أن القوات الأميركية في العراق ليست لديها صلاحيات للقيام بعمليات قتالية برية ضد تنظيم الدولة، إلا في حالة الدفاع عن النفس، ودورهم الآن تقديم المساعدة والمشورة للقادة الذين يتخذون القرار على الأرض.

من جهته، رجّح مستشار المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية نزار السامرائي صدق رواية المصادر العشائرية التي أبلغته أن القوات الأميركية قامت بحالة دفاع متحرك في منطقة البغدادي بقاعدة "عين الأسد" الجوية، مشيرا إلى أن عدد القوات الأميركية بها يتراوح بين مائة ومائة وخمسين جنديا تحت مسمى "مستشار".

وأضاف أن القوات العراقية الموجودة في قاعدة "القادسية" المجاورة "منهارة المعنويات ومنقطعة الإمدادات، وتعاني من اختناقات حادة بسبب الحصار المفروض عليها"، معتبرا أن عجز هذه القوات هو الذي دفع القوات الأميركية إلى القيام بفعل ما للدفاع عن القاعدة وحماية أنفسها في المقام الأول.

تورط مستبعد
واستبعد السامرائي أن تقدم القوات الأميركية على التورط مجددا في قتال بري بالعراق، مذكرا بأن هذه القوات لم تستطع القضاء على المقاومة العراقية ولا تنظيم القاعدة إبان الاحتلال الأميركي، مشيرا إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية أكثر شراسة من هؤلاء، بحسب وصفه.

لكنه أيضا لم ينف إمكانية حدوث هذا التورط عندما تصبح الأمور من الخطورة بمكان، بحيث لا يمكن للقوات الحكومية والمليشيات المنقسمة على نفسها مواجهة التنظيم.

أما المحلل السياسي خالد صفوري فيتفق مع السامرائي في خطورة تورط الولايات المتحدة في قتال بري بالعراق، لكنه قال إن ما حدث ربما يكون عبارة عن تدخل محدود غير مباشر في إطلاق النار من جانب المستشارين الأميركيين.

وحذر صفوري من أن الثمن سيكون كبيرا في حال سقوط قتلى أميركيين في العراق، وقد يجرّ الولايات المتحدة لحرب جديدة في العراق، وهو ما لا يريده الشعب الأميركي ولا الكونغرس.