ما وراء الخبر

مخاطر المواجهات على تماسك النسيج الاجتماعي الليبي

تناولت حلقة 25/10/2014 من برنامج “ما وراء الخبر” مخاطر طول المواجهات العسكرية في ليبيا على تماسك نسيجها الاجتماعي، في ضوء توالي حوادث هدم وحرق منازل ناشطين في بنغازي.

لأول مرة منذ بداية الأزمة في فترة ما بعد الثورة الليبية، أقدم مسلحون ومدنيون مؤيدون للواء المتقاعد خليفة حفتر على هدم وحرق منازل تابعة لأنصار مجلس شورى ثوار بنغازي بحجة أنها تؤوي "إرهابيين وقتلة"، مما يثير مخاوف من شرخ اجتماعي يعمّق الأزمة الراهنة في ليبيا.

وقد اتفق ضيفا حلقة 25/10/2014 من برنامج "ما وراء الخبر" على خطورة الممارسات التي تحدث بين أبناء الوطن الواحد في ليبيا، ودعوا العقلاء في البلاد إلى التحرك من أجل احتواء الظاهرة.

وأسفرت ظاهرة اقتحام البيوت وحرقها في بنغازي شرقي ليبيا عن سقوط قتلى وجرحى، من ضمنهم علي الكرشيني، وهو أحد القادة العسكريين لكتيبة "أنصار الشريعة"، حيث لقي حتفه وهو يقاتل دفاعا عن منزله ضد مؤيدي حفتر في مواجهة استمرت عشر ساعات.

وحذر مدير مركز البيان للدراسات نزار كريكش من تهدم القيم الأساسية وتفكك المجتمع الليبي جراء ما يحدث في بنغازي، وأبدى تخوفه من إشراك المدنيين في الصراع الدائر، واعتبر ذلك ظاهرة جديدة على المجتمع الليبي.

وأكد كريكش أن قيم المجتمع الأصيلة خط أحمر، وأن تفككها سيؤدي إلى الانتقام وإلى العنف الجماعي الذي هو دائرة مغلقة لا نهاية له، محذرا من أن سيناريو الفوضى سيتعزز في البلاد في ظل هذه الممارسات نظرا لضبابية الأفق السياسي.

وللعلم فقد دعا ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى "الانتقام والثأر" لضحايا عمليات هدم المنازل.

من جهته، شبّه أستاذ العلاقات الدولية بالسوربون محمد هنيد ما يحدث في بنغازي من اقتحام وحرق للبيوت، بما قال إن الحوثيين يقومون به عندما دخلوا العاصمة اليمنية صنعاء وبممارسات الجيش الأميركي عندما احتل العراق عام 2003.

وشدد هنيد على أن الجهات التي لها أطماع في ليبيا تحاول ضرب النواة الصعبة في المجتمع الليبي وهي الأسرة، وتحويل الثورة الليبية إلى لعنة ليعود الليبيون -يواصل هنيد- إلى استحضار النموذج الاستبدادي، في إشارة منه إلى نظام العقيد الراحل معمر القذافي الذي درج على هدم وحرق منازل معارضيه.

وعن تبريرات مؤيدي حفتر من أن البيوت التي يستهدفونها تؤوي "إرهابيين وقتلة"، قال هنيد إن شماعة الإرهاب باتت تستخدم من طرف كل من يريد شيطنة الآخر، واعتبر أن الهدف من اقتحام البيوت وحرقها إشعال حرب أهلية بين الليبيين، وتساءل: أليس قصف الطائرات المصرية والإماراتية لأراض ليبية إرهابا؟

وكان تقرير تحدث عن مشاركة طائرات مصرية وإماراتية في قصف بنغازي ضمن هجوم لقوات حفتر يستهدف "تحرير بنغازي من المتطرفين"، بيد أن الدولتين نفتا ذلك.

وبينما أكد أن "نحر الشقيق لشقيقه خط أحمر"، دعا أستاذ العلاقات الدولية عقلاء ليبيا إلى أخذ الدروس من التجربة العراقية، وإلى تحصين البيت الداخلي الليبي.

يذكر أن حفتر دشن يوم 16 مايو/أيار الماضي عملية عسكرية سماها "الكرامة" ضد كتائب الثوار، متهما إياها بالوقوف وراء تردي الوضع الأمني في مدينة بنغازي، بينما اعتبرت أطراف حكومية آنذاك ذلك "انقلابا على الشرعية" لكونها عملية عسكرية انطلقت دون إذن من الدولة.