ما وراء الخبر / صورة عامة 01/03/2012
ما وراء الخبر

الانتخابات البرلمانية الإيرانية

يستعد الإيرانيون لاختيار نوابهم في البرلمان وسط غياب الاستقطاب التقليدي بين التيار الإصلاحي للمحافظين والذين يتوقع فوزهم بفارق كبير، ونطرح سؤالين: كيف تبدو أولويات الناخب الإيراني؟ وما دور العوامل الخارجية فيها؟ وما مصير الخارطة السياسية في إيران مع تراجع التيار الإصلاحي؟

– الانتخابات الإيرانية في ظروف بالغة الحساسية
– المشهد الانتخابي والوضع الاقتصادي المتردي
– مصير الخارطة السياسية في ظل تراجع التيار الإصلاحي

‪ليلى الشيخلي‬  ليلى الشيخلي
‪ليلى الشيخلي‬  ليلى الشيخلي
‪محمد صالح صدقيان‬  محمد صالح صدقيان
‪محمد صالح صدقيان‬  محمد صالح صدقيان
‪محمد السعيد إدريس‬ محمد السعيد إدريس
‪محمد السعيد إدريس‬ محمد السعيد إدريس

ليلى الشيخلي: يستعد الإيرانيون لاختيار نوابهم في البرلمان وسط غياب الاستقطاب التقليدي بين التيار الإصلاحي للمحافظين والذين يتوقع فوزهم بفارق كبير، وفيما تشير تقارير إلى عزوف الناخبين عن المشاركة الذين يتصدر الاقتصاد أولوياتهم في ظل تردي الأوضاع المعيشية في الجمهورية الإسلامية، نتوقف مع هذا الخبر لنناقشه في عنوانين رئيسيين: كيف تبدو أولويات الناخب الإيراني وما دور العوامل الخارجية فيها؟ وما هو مصير الخارطة السياسية في إيران مع تراجع التيار الإصلاحي؟

مشاهدينا الكرام، إيران أمام انتخابات هي الأهم في تاريخ الجمهورية الإسلامية وفق مراقبين والأكثر حساسية وفقا لمرشدها الأعلى، يغيب عن هذه المنازلة الإصلاح يون، يفسحون بهذا المجال أمام خصومهم المحافظين ليحكموا قبضتهم على مفاصل الدولة، يغيب هؤلاء بعدما اختاروا المقاطعة للمرة الأولى منذ الثورة الخمينية، لكن أحدا لا يستطيع أن يجزم ما إذا كانت هذه الغيبة استراحة محارب أم غيبة قد تفضي إلى وفاة هذا التيار الذي لطالما أضفى وجوده على مشهد الحياة السياسية الإيرانية حيوية ونشاطا يحسدها عليها كثير من الخصوم.

[تقرير مسجل]

ناصر آيت طاهر: انتخابات في إيران تخلو من الإثارة، التشريعية التاسعة في عمر الجمهورية الإسلامية يخوضها أكثر من ثلاثة آلاف مرشح لكن أحدا منهم لا يتشح بالأخضر، فالقيادات الإصلاحية إما في السجون أو رهن الإقامة الجبرية أو ممنوعة وأحزابها من العمل السياسي، ومع تراجع الصراع التقليدي بين محافظين وإصلاحيين تتقدم الساحة الانتخابية قوائم ينتمي أصحابها إلى تيار فكري واحد إنه التيار المحافظ أو المعروف في إيران بالأصولي أو المبدئي والمنقسم اليوم إلى متشددين سياسيا ومتشددين دينيا، محور الانقسام هو هذا الرجل فالقوائم الطامح أصحابها إلى دخول البرلمان تمثل فريقا مؤيدا للرئيس محمود أحمدي نجاد وآخر معارضا له ومواليا لمرشد الجمهورية الغائب رسميا عن حلبة الصراع، وإذا نشأ عن اقتراع الجمعة مجلس نيابي معارض للرئيس فيمكنه أن يضعفه وفريقه خلال ما تبقى من مدة رئاسته حتى عام 2013، والحقيقة أن محاولات إضعافه بدأت، فقد تحالفت جماعات المؤسسة الحاكمة من ساسة المتشددين وحرس ثوري ورجال دين نافذين وتجار لمنع حلفاء أحمدي نجاد من الفوز في الانتخابات البرلمانية، المحافظون الذين انقلبوا على أحمدي نجاد بعد إذ دأبوا على دعمه هاجموا سياساته الاقتصادية واتهموه بخذلان أبناء الطبقتين الوسطى والدنيا، فهم يدركون أن إلغاء الدعم عن الطعام والوقود مع الهبوط المفاجئ لقيمة العملة الإيرانية أضرت بحياة كثير من الأسر، كما اتهم محافظون ورموز دينية الرئيس وفريقه بالانتماء لما يصفونه بتيار منحرف يعمل على تقويض دور المؤسسة الدينية، لكن تلك الانتقادات ليست من خارج منظومة الحكم ولا يبدو أنها تنم عن خلافات عميقة بشأن القضايا الجوهرية التي لا يفصل فيها لا رئيس ولا برلمان في إيران، فانتخابات إيران كما يفهمها محللون هي مجرد إعادة توزيع للسلطة ومنافعها بين أعضاء الفريق الواحد وعلى أساس الولاء المطلق للمؤسسة الحاكمة نفسها.

[نهاية التقرير]

الانتخابات الإيرانية في ظروف بالغة الحساسية

ليلى الشيخلي: لمناقشة هذا الموضوع معنا من طهران محمد صالح صدقيان مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية، من القاهرة معنا الدكتور محمد السعيد إدريس رئيس تحرير مجلة مختارات إيرانية، أبدأ معك سيد محمد السعيد إدريس، إذ، خامنئي يقول إن هذه الانتخابات أكثر حساسية من سابقاتها وكثيرا من المراقبين يتكلمون عن أهميتها وأنها الأهم في تاريخ الجمهورية الإيرانية لماذا؟

محمد السعيد إدريس: الأسباب كثيرة طبعا.

ليلى الشيخلي: يبدو لدينا مشكلة في الصوت مع القاهرة؟ طيب، نفس السؤال أوجهه لك دكتور صدقيان.

محمد صالح صدقيان: بسم الله الرحمن الرحيم، أني أعتقد بأنها مهمة وحساسة لأن هناك الكثير من الضغوط تواجه إيران هناك تهديدات من قبل الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل هناك مقاطعة اقتصادية فرضت على إيران من خلال مقاطعة البنك المركزي الإيراني ربما مقاطعة النفط الإيراني وبالتالي هناك حرب اقتصادية معلنة على إيران من قبل الولايات المتحدة الأميركية وعندما يقول المرشد الإيراني بأن هذه الانتخابات هي انتخابات حساسة ومهمة هو يشير إلى أن الشعب الإيراني أو هكذا طلب من الشعب الإيراني أن يوجه رسالة قوية للولايات المتحدة الأميركية بأنه لا يزال يقف وراء القيادة السياسية في إيران وأنه يدعم النظام السياسي في داخل إيران، معنى ذلك بأن المرشد الإيراني يريد أن يقول للولايات المتحدة الأميركية بأنكم لا تستطيعون أن تؤثروا على مصداقية النظام السياسي الإيراني في الوقت الذي يشارك فيه أغلبية الشعب الإيراني في هذه الانتخابات التي تعتبر استفتاء جديدا على النظام السياسي في داخل إيران.

ليلى الشيخلي: طيب أريد أن أعود لا أدري إذا كان تمكنا من الاتصال معنا الآن من القاهرة إذن محمود السعيد إدريس كان يهمني أن أسمع إجابة منك كمراقب من الخارج من خارج الساحة الإيرانية، تفضل.

محمد السعيد إدريس: يعني أنا متفق مع الكلام اللي أنا استمعت إليه وأضيف أن منذ انتخابات 2009 الانتخابات الرئاسية والنظام السياسي في إيران يتعرض لهزات داخلية كبيرة نالت كثيرا من مصداقية شعبية هذا النظام على الأقل بالنسبة للمراقبين الأجانب ولذلك فإن السيد علي خامنئي يريد أن تكون هذه الانتخابات ما يشبه استفتاءا جديدا على النظام وعلى شعبية النظام وعلى شرعية النظام، الضغوط التي تواجهه إيران داخليا هائلة ولكن الملاحظ أن الضغوط الخارجية باتت أكثر أهمية في الوقت الحاضر وقد انعكس ذلك على فتور المعركة الانتخابية بدرجة كبيرة، ولذلك أنا لا أتوقع أن تكون الانتخابات بالدرجة التي كانت عليها سابقا وأن طموحات السيد علي خامنئي ربما تصاب بانتكاسة خاصة وأن الإصلاحيين باتوا فيما يشبه بعيدا عن ساحة المنافسة وأن المنافسة الآن تدور داخل قطاع المحافظين ومنافستهم المشتركة وهي هذه المنافسات وهذا القطاع من القيادات السياسية المحافظة لا يمثل إلهاما لجيل الشباب الذي يمثل ثلثين الشعب الإيراني، الشباب هم الذين خرجوا عام 1997 لدعم الرئيس محمد خاتمي والمرأة الإيرانية خرجت لدعم الرئيس محمد خاتمي، كان هناك أمل وطموح في تطوير النظام السياسي في إيران وإعطائه دفعه كبيرة للتحديث والتطوير ولكن ما انتهت إليه المعركة الإصلاحية في 2009 على ما شاهدنا ووضعت زعيمي المعارضة مير حسين موسوي مهدي كروبي..

المشهد الانتخابي والوضع الاقتصادي المتردي

ليلى الشيخلي: طيب، طيب، هؤلاء الشباب، هل هؤلاء الشباب اللي تحدث عنهم محمد السعيد دكتور صدقيان، هم تحديدا من كانوا ينظرون بشيء من الرومانسية لمحمد أحمدي نجاد كانوا يتعتبرونه روبن هود الفارسي الذي سينقذ الشباب سينقذ الوضع الاقتصادي ولكن تبين أن لم يحدث شيئا مما وعده، الوضع الاقتصادي لم يتحسن إطلاقا بل ازداد ترديا، إلى أي حد سينعكس هذا على طرف التيار الذي يقوده أحمدي نجاد داخل حزب تيار الإصلاح أو داخل تيار المحافظين وأيضا على فرصه هو شخصيا؟

محمد صالح صدقيان: هذا صحيح جدا يجب علينا أن نتذكر بأن البرلمان الحالي سوف يستوجب الرئيس أحمدي نجاد الأسبوع المقبل أي تحديدا بعد انتهاء الانتخابات التي تجرى يوم غد الجمعة وبالتالي هناك مشروع كان مقدم من قبل ثلاثين نائبا لاستجواب الرئيس الإيراني وسوف يتم استجوابه من قبل البرلمان الحالي الأسبوع المقبل، هناك نوع من الإحباط لدي شرائح متعددة من الأوساط الشعبية الإيرانية ليس الشباب فقط وإنما الكثير من العوائل الإيرانية تشعر بنوع من الإحباط بناء على عدم استطاعة الرئيس أحمدي نجاد أو برنامج الرئيس أحمدي نجاد ممكن يفيد البرنامج الاقتصادي الطموح الذي وعد به الشعب الإيراني وبالتالي نحن نشاهد الآن هناك ارتفاع في نسبة التضخم ارتفاع بالبطالة هو وعد الشعب الإيراني بأن يقلل نسبة التضخم ويقلل نسبة البطالة في إيران لكنه لم يستطع أن يفي بهذه الوعود، لكني أعتقد بأن طموح الشعب الإيراني هو الذي يدفعه إلى المشاركة يوم غد وبالتالي وربما أختلف مع صديقي الأستاذ محمد السعيد إدريس بأن المشاركة ربما تكون قليلة إني أعتقد عكس ذلك إذا لم تكن المشاركة يوم غد أكثر من الانتخابات السابقة فهي لن تكون أقل.

ليلى الشيخلي: استطلاعات رأي تتحدث عن نسبة إقبال لن تزيد عن 40% في طهران و57% في عموم إيران وأنت في مركزك دكتور صدقيان نشرتم هذا الاستطلاع، يعني ما هي النسبة نسبة الأمان التي قد تطمئن القيادة الإيرانية برأيك؟

محمد صالح صدقيان: يعني يجب علينا أن نتذكر بأن الانتخابات السابقة البرلمانية السابقة التي تمت عام 2008 كانت نسبة المشاركة لا تتجاوز نسبة الـ 52% وبالتالي إذا ما زادت هذه النسبة الآن في هذا العام أكثر من 50% أني أعتقد بأن هذه النسبة تكون نسبة جيدة والقيادة الإيرانية وكل الأوساط الإيرانية الرسمية تطمح إلى أن تكون النسبة أكثر من 50% وبالتالي استطلاعات الرأي التي تقول بأن نسبة المشاركة سوف تكون أكثر من 54% أنا أعتقد بأن هذه النسبة نسبة طموحة وجيدة وسوف لن تكون أقل من نسبة المشاركة خلال الانتخابات التي جرت عام 2008 وهي آخر انتخابات برلمانية جرت وبالتالي أنا أعتقد بأن المؤشرات التي تدور في الوسط الإيراني واستطلاعات الرأي أعتقد بأنها سوف تتجاوز الـ 55% بناء على الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة وإسرائيل والتهديدات الموجهة للشعب الإيراني.

ليلى الشيخلي: طيب، محمد السعيد إدريس إذا كان الأمر يعني لا يدعو للقلق، كيف نفسر إذن إصرار وتركيز خامنئي في كل مناسبة على أهمية المشاركة وأهمية الإقبال بحيث فسر على أنه قلق من جانبه حتى أن نيويورك تايمز كتبت اليوم تتحدث عن أن نسبة المشاركة في الواقع هي بمثابة مؤشر ثقة ليس على النظام فحسب وإنما على مبدأ ولاية الفقيه ككل؟

محمد السعيد إدريس: يعني القلق الذي ينتاب السيد على خامنئي وإصراره أو تحفيزه للشعب الإيراني على المشاركة بكثافة في الانتخابات المقبلة غدا يعني أعتقد هو أمر طبيعي أمام ضخامة الضغوط الخارجية والتشويه الذي يتعرض له نظام الجمهورية الإسلامية، إيران، العداء في جوارها الإقليمي يتفاقم بدرجة كبيرة جدا يعني ما كان يقال حول الشيطان الأكبر الأميركي يكاد يتحول إلى إن إيران يتم شيطنتها الآن داخل إقليم الشرق الأوسط وتحويلها من خلال الدعاية الأميركية والإسرائيلية بصفة خاصة على أنها دولة مارقة تهدد السلام والتضخيم من خطورة ما يعني ما هو مطروح من مزاعم أميركية وإسرائيلية حول البرنامج النووي الإيراني في وقت لا يتحدث فيه أحد عن مدى جدية أولا امتلاك إيران لمثل هذا السلاح أو نوايا إيران في امتلاكه وجدواه لأن إيران تدرك وإسرائيل تدرك قبل إيران أن قنبلة نووية إيرانية لن تضرب بها إسرائيل لأن الضرر لن يكون على الشعب الإسرائيلي وحده ولكن الشعب الفلسطيني والدول العربية الشقيقة هي من سيدفع ثمن مثل هذا السلاح إذا كان سيستخدم ولذلك ليس من العقل ومن ولا من المنطق ولا المعقولية أن تتمادي هذه الأوراق الدعائية في تشويه البرنامج النووي الإيراني ولكن رغم هذا يبدو أن أحد لا يستمع ولا يريد أن يستمع إلى المنطق والعقل ولكن من يساقون إلى تشويه الجمهورية الإسلامية والتنديد بسياستها من منطلق دعمها للديكتاتورية في عديد من الدول العربية، ربما يكون هذا صحيحا بالنسبة لسوريا ولكن بشكل عام إيران وقفت أمام، يعني مواقف مهمة جدا بالنسبة لدعم الشعب اللبناني والوقوف مع القضية الفلسطينية.

ليلى الشيخلي: ولكننا بسبب الآن شأن داخلي، بسبب شأن داخلي إذا سمحت لي والمعركة ربما، ربما حسبها النظام ضد حزب اﻹصلاح ولكنه ربما فشلها ضد الشارع الإيراني نفسه، هذا ما سنناقشه بعد فاصلا قصير أرجو أن تبقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

مصير الخارطة السياسية في ظل تراجع التيار الإصلاحي

ليلى الشيخلي: أهلا بكم من جديد إلى حلقتنا التي تتناول مستقبل الخارطة السياسية في إيران في ضوء نتائج الانتخابات التشريعية المقبلة، محمد صالح صدقيان، إذا كان عام 2009 كان بداية انحدار التيار الإصلاحي إلى أن وصلنا إلى مرحلة يمكن أن نقول أن يعني يكاد يكون قد قضي عليه تماما ولكن قبل أن ننعيه تماما هل يملك فرصة للعودة للمشهد من خلال الانقسام الحاصل في إطار التيار المحافظ؟

محمد صالح صدقيان: أنا لا أعتقد بأنه يمكن لنا أن نتصور موت أي فكرة سياسية أو أي تيار سياسي، يخطئ من يعتقد بأن تيار سياسي أو حزب سياسي يموت بمجرد مناهضة النظام له أو ضغوط يواجهها النظام أو سواء كان على اعتقال أو حل حزب، الفكر السياسي يبقى حيا داخل الأوساط والقاعدة التي تتبنى أفكار هذا الحزب وبالتالي هذا الأمر أيضا ينطبق على التيار الإصلاحي وإذا ما تمكن التيار الإصلاحي من دخول العملية السياسية مرة أخرى أعتقد بأنه يمتلك القواعد الاجتماعية من أجل النهوض مرة أخرى بفكره الإصلاحي يجب علينا أن نتذكر بأن هذا الفكر الإصلاحي الذي طرحه التيار الإصلاحي الآن هو متبنى من الكثير من قواعد التيار الأصولي المحافظ وبالتالي هناك الكثير من المحافظين الأصوليين أيضا هم يدعون بأنهم يمارسون عملا إصلاحيا في المجال الاقتصادي والمجال الثقافي والمجال السياسي وبالتالي تعريف الأفكار الإصلاحية أني أعتقد بأنها وربما تكون تعاريف نسبة قد يكون حزب إصلاحي محافظ يمارس العملية الإصلاحية في المجال الاقتصادي أو في المجال السياسي، ماذا يمكن أن نقول أمام البرنامج الطموح الذي أراد أن ينفذه ونفذه بالفعل، الرئيس أحمدي نجاد هو طبق نظاما اقتصاديا إصلاحيا وأراد أن يرفع الدعم الحكومي من أجل إنعاش الاقتصاد أو إعادة تركيبة الاقتصاد الإيراني، أني أعتقد بشكل عام بأن التيار الإصلاحي يمتلك قواعد شعبية واسعة سوف يستطيع أن يلملم هذه الأوساط من أجل خوض العملية السياسية إذا ما أتيحت له الفرصة بعد ذلك.

ليلى الشيخلي: طيب، محمد السعيد إدريس، يعني لم يموت التيار ولكنه على الأقل ضعف بشكل عام في من وجهة نظر الغرب اللي ربما كان يراهن عليه كورقة في تسوية الأزمة خصوصا فيما يتعلق بالوضع النووي سلميا، الآن هذا الانكفاء هل ربما يشجع الغرب على أن يخطو خطوات أكثر راديكالية وخيارات أكثر ربما وضوح مثل خيار الحرب؟

محمد السعيد إدريس: يعني أعتقد أن التيار اﻹصلاحي يدفع أثمان أخطاء الغرب لأن الغرب لا يفهم نفسيات الشعوب العربية والإسلامية أو دول العالم الثالث بشكل عام، يعني الدعم الذي كان يقدم إعلاميا لبعض رموز الإصلاحي تحولت إلى سلبيات بنظر المواطن الإيراني واستطاع النظام أن يشوه مثل هذا الدعم وأن يجعل من الإصلاحيين تابعين للغرب ويفقدهم قدر كبير من بريقهم السياسي ولذلك فإني أعتقد أن ما حدث للإصلاحيين هذه المرة من يعني من قمع كان أحد أسبابه الدعم المعنوي الغربي، الآن الأمور تختلف كثيرا وبتصوري أن التيار الإصلاحي سوف يعاد بعثه من جديد لسببين اثنين، السبب الرئيسي هو الأخطاء التي ترتكب الآن في الصراعات المتبادلة بين التيار المحافظ، التيار المحافظ يصفي نفسه بنفسه وسواء كان جدية الاتهامات التي توجه إلى إسفنديار رحيم مشائي ومن ثم بتيار يعني المخادع أو غير أيا كانت المسميات فإن هناك من هم حريصون على تصيد الخلافات بين المحافظين أنفسهم وأن التجربة القادمة والتحديات التي تواجه إيران مؤكد أنها سوف تؤدي إلى مزيد من الصراعات والانقسامات..

ليلى الشيخلي: للأسف أنا في الدقائق الأخيرة، فقط أريد، لو سمحت لي آسفة جدا للمقاطعة ولكن أريد أن أستغل الوقت، محمد صالح صدقيان، هل ترى الربيع العربي امتداد للثورة الإيرانية كما قال خامنئي في أكثر من مناسبة أم ربما مصدر إلهام لخصومه لتدشين ربيع إيراني إن صح التعبير؟

محمد صالح صدقيان: يعني إذا عدنا بالذاكرة إلى الأعوام 1979، 1980 وكنا خارج إيران ولربما أنت أيضا كنتِ تتطلعين إلى الثورة الإيرانية، كانت هذه الثورة تؤدي يعني تثير الكثير من العواطف وتثير الكثير من الأمنيات لدي الأوساط الشبابية في الكثير من الدول العربية سواء كان في العراق أو في لبنان أو في سوريا وفي دول الخليج وبالتالي هذا الطموح يعني هذا الإحباط الذي كان يعاني منه الشاب العربي المواطن العربي خلال الـ 50 سنة الماضية لا شك بأنه كان يتخذ له رموزا سواء كانت في إيران أو في غير إيران وبالتالي لا أعتقد بأن نستطيع أن نتصور بأن الثورة الإسلامية في إيران لم تنعكس على تصورات الشعب العربي الذي نهض في هذا الربيع العربي وبالتالي هذه الانتخابات المتعددة العملية السياسية الوقوف أمام الكثير من التهديدات والضغوط في إيران أعتقد بأن هذا يلهم أو استطاع أن يلهم المواطن العربي من أجل النهوض لأن يكون النموذج، النموذج الإيراني نموذجا له في المشاركة في العملية السياسية في الانتخابات، في الكثير من الأمور التي كانت تحدث خلال الثلاثين عاما الماضية في إيران ولم تكن تحدث في..

ليلى الشيخلي: ولكن ربما، السؤال هو، محمد السعيد إدريس ربما السؤال هو هل ربما يلهم خصوم النظام خصوصا وهم يرون ما يحدث داخل إيران هناك كبت للحريات إلى حد ما هناك ملاحقة للخصوم تردي الأحوال المعيشية، نزعة بوليسية، ما هي اللحظة برأيك التي تسبق الانفجار، وهل فعلا الربيع العربي غير بعيد عن إيران كما يقول البعض؟

محمد السعيد إدريس: يعني أول يعني خليني أختلف مع كلام صديقي صدقيان وأقول أن الثورة الإسلامية يعني ثورة نحترمها جميعا ونجلها ولكن لم تكن طرفا مباشرا في الربيع العربي ربما بعض التيارات الإسلامية دفعت ثمنا غاليا الثورة الإيرانية ثورة قامت في 1979 و1981 اغتيل الرئيس السادات على أيدي جماعات إسلامية وبدأ التيار الإسلامي يعني يضرب بعنف ويصفى داخل معظم الدول العربية، انتكس في مصر وفي تونس وفي الجزائر ودفع إسلاميون كثيرون يعني أثمانا ربما لا يعرفها البعض يعني تعتبر بدرجة ما يعني على امتداد الثورة الإيرانية الثورة العربية أو الربيع العربي دوافعه داخلية مباشرة الفساد والاستبداد كان قد وصل إلى مداه وكان قد آن الأوان للشعوب أن تنتصر لذلك فإن أنا أرى أن الثورة العربية أو الثورات العربية ستكون ملهمة للثورة أو لتطويرات مهمة داخل إيران أكثر مما ألهمت الثورة الإيرانية الشعب العربي في ثورته الحالية يعني أكثر إلهاما في ثورته إن شاء الله.

ليلى الشيخلي: أشكرك، شكرا محمد السعيد إدريس رئيس تحرير مجلة مختارات إيرانية كنت معنا من القاهرة وشكرا جزيلا لمحمد صالح صدقيان مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية كنت معنا من طهران، وشكرا لكم على متبعة هذه الحلقة من ما وراء الخبر، في أمان الله.