الواقع العربي

تجربة الأحزاب الشيعية بالعراق ودور المرجعيات

سلطت حلقة (10/7/2016) من برنامج “الواقع العربي” الضوء على واقع الأحزاب الشيعية في العراق، ودور المرجعيات الدينية، وخاصة في ضوء التحديات التي يواجهها البلد.

قال الباحث في المركز العربي لدراسة السياسات الدكتور حيدر سعيد إن هناك مجموعة من العوامل تقف وراء فشل عراق ما بعد 2003، منها غياب رؤية وإرادة سياسية لبناء تجربة حكم شاملة تجسدت لدى جزء مهم من الأحزاب الشيعية، وخاصة خلال فترة حكم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

وأضاف لحلقة الأحد (10/7/2016) من برنامج "الواقع العربي"، التي ناقشت واقع الأحزاب الشيعية في العراق، أن النظام السياسي بعد الغزو قام على أساس الهويات الدينية والطائفية، ولم تكن هناك شراكة حقيقية في الحكم.

والعامل الآخر أن الأحزاب الشيعية -يواصل سعيد- أعادت نفس تجربة حزب البعث من خلال السيطرة على المجتمع والاستفراد بالحكم، وذكر أن 850 مليار دولار دخلت العراق من العام 2004 إلى 2015، وكلها ذهبت كمرتبات وفي سياسات التوظيف داخل جهاز الدولة، وكان ذلك من تقنيات السيطرة على المجتمع.

كما أشار إلى أن الساسة -وخاصة منهم الشيعة- لم تكن لديهم رؤية لعراق مستقر في نسيج إقليمي متفجر، حيث اختاروا أن يكون البلد جزءا مما أسماها الخنادق المتصارعة، ولم يراعوا خصوصية العراق الثقافية والديمغرافية والدينية، وقال إنهم لو فعلوا ذلك لكان للعراق توجه آخر.

وعن دور المرجعيات الدينية، أوضح أن الأحزاب الشيعية قبل الاحتلال لم تكن لها صلة بالجماهير، وأنه بعد أسبوع فقط من سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين رفعت إحدى المظاهرات شعار "الحوزة العلمية هي ممثلنا الشرعي"، مشيرا إلى أن الأحزاب الشيعية الدينية صعدت على حساب مرجعية النجف.

ورأى أن المرجعية الدينية في العراق أعلنت دعمها -في خطوة غير مسبوقة- لحكومة حيدر العبادي وإصلاحاته، لكنها لم تستطع بناء رؤية في ظل التحديات التي يواجهها البلد، أي مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية الذي احتل ثلث الأراضي العراقية، ودفع الساسة الشيعة إلى تبني سياسات شاملة تنهي تجربة النزعة الاحتكارية التي طبعت حكمهم بعد العام 2003.

مرجعيات
من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة النهرين قحطان الخفاجي إن المراجع الدينية لم تكن داعمة للأحزاب السياسية "التي تسمى شيعية"، ورأى أنها أحزاب "مذهبية طائفية" لا تمثل الشيعة، وهي متناحرة في ما بينها، و"لا رؤية لها ولا دلالة إسلامية أو وطنية لها".

وقال إن الحالة الشيعية تذهب باتجاه حدوث خلاف كبير بين ماهية ودور المراجع الدينية الحقيقية وعلاقتها بالأحزاب الشيعية التي قال إنه ثبت فشلها وانحرافها، وتوقع أن يكون هناك حراك شعبي خاصة في الجنوب.

وبشأن دور زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي يتبنى الخطاب الإصلاحي، اتهم هذا التيار بالازدواجية وقال إنه جزء من الفساد، وإن جيش المهدي كان جزءا من تركيبة سلبية.