الواقع العربي

ماذا تبقى من فكرة الجيش اليمني؟

منذ استيلاء الحوثيين على العاصمة صنعاء 21/9/2014، تطرح تساؤلات بشأن ما تبقى من فكرة الجيش اليمني. وقد حاولت حلقة برنامج في العمق الإجابة على هذه التساؤلات.
حصر الخبير العسكري والإستراتيجي اليمني، الدكتور عبد الله الحاضري أسباب انهيار الجيش اليمني بعد سيطرة جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء في ما أسماه افتقاد هذا الجيش إلى هدف إستراتيجي ومشروع يحمي الأمة على غرار جيوش العالم، بينما قال الخبير العسكري العقيد فهد الخليدي إن هناك "مؤامرة" و"خطة ممنهجة" لتقسيم وتفتيت الجيش اليمني.

واعتبر الحاضري أن الولاءات ليست هي مشكلة الجيش اليمني وإنما افتقادها لهدف إستراتيجي ومشروع حضاري، واستشهد بمقولة للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح "الجيش عندنا بدون مهام ولكنه بالاستعراضات العسكرية".

وأضاف أن الولاءات والانقسامات داخل الجيش تجسدت بوضوح أثناء ثورة فبراير 2011، حيث انحاز قسم من الجيش إلى جانب الثوار والقسم الآخر انحاز إلى جانب النظام، ومع تفاقم الإشكالية السياسية اكتمل تشرذم الجيش أكثر، وأصبحت الولاءات على أسس مناطقية وحزبية.

وانتقد الخبير العسكري والإستراتيجي مسألة هيكلة الجيش، ووصف العملية بـ"الترف الفكري"، لأن اليمنيين كانوا بحاجة لبناء جيش بالمعنى الحديث لقوات جوية وبحرية، ورأى أن إقصاء "الجيش الحر" هو بمثابة خلل، لأن هذا الأخير كان جيشا وطنيا.  

من جهته، ركز الخليدي في تدخله بحلقة 22/3/2015 من برنامج "الواقع العربي" على ما أسماها "المؤامرة"، وقال إن الجيش اليمني قسم بين ثلاث جهات، جزء استحوذت عليه جماعة الحوثيين، وجزء الرئيس عبد ربه منصور هادي، وجزء الرئيس المخلوع علي صالح.

 وأضاف أن الحوثيين الذين استولوا على القوات الجوية ومعدات ودبابات ومعسكرات يهيئون لإقامة "دولة شيعية" في الشمال، بينما يسعى هادي لتحقيق انفصال الجنوب، وصالح لإبقاء نفوذه.

وقلل الخليدي من مسألة هيكلة الجيش التي ارتفعت مطالب بشأنها أثناء ثورة 2011، وقال إن الثوار كانوا يتطلعون لبناء جيش على أسس وطنية واحترافية تلغى فيه الولاءات، بينما الذي حصل أن الهيكلة تضمنت تغيير شخصيات تابعة لصالح بأخرى تابعة لهادي الذي قال إنه استطاع أن يؤسس موقعا له في الجيش.

حلول
وبشأن بنية وتركيبة الجيش اليمني، أوضح الخليدي أنه بني في ظل نظام صالح على أسس أسرية، وكانت الولاءات للرئيس وللقبيلة وللمشايخ، وأن الحرس الجمهوري أقوى وحدات الجيش اليمني كرس لتثبيت حكم الرئيس ومنع الانقلابات، ولذلك جيء له بمدربين من الولايات المتحدة الأميركية ومن الأردن.

وأشار إلى أن صالح عمد أثناء فترة حكمه إلى تعيين أقربائه على قمة الجيش، وكان نحو 70% من قادة الأجهزة والمؤسسات العسكرية من قبيلته.

وبشأن الخروج من المأزق الراهن في اليمن، دعا الحاضري إلى مصالحة شاملة على أساس المبادرة الخليجية، ولو أنه اعتبر أن هذه الأخيرة وبـ"الثغرات" الموجودة فيها أنقذت صالح وأعطته كل الإمكانيات ليلعب دورا ليس في اليمن فقط وإنما في المنطقة الخليجية.

أما الخليدي فعبر عن تشاؤمه بحديثه عن دخول اليمن في مرحلة "التقسيم".