الواقع العربي

التحديات المصيرية التي تواجه عرب 1948

سلطت الحلقة الضوء على واقع فلسطينيي عام 1948، أو الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، والتحديات المصيرية التي تواجههم جراء سياسة التمييز والاضطهاد التي يتعرضون لها.

كشفت جريمة قتل الشرطة الإسرائيلية للشاب العربي خير حمدان في كفر كنا قبل أيام عن عمق الاضطهاد الذي يعاني منه العرب الفلسطينيون داخل إسرائيل.

فقد أشعل الحادث موجة من الغضب في بلدات مختلفة في الجليل والمثلث والنقب، وهي المناطق ذات التركيز العربي العالي، إذ تمارس المؤسسة الإسرائيلية ضدهم سياسة تمييز واضحة في مناح مختلف.

حلقة الاثنين (10/11/2014) من برنامج (الواقع العربي) سلطت الضوء على الواقع المأساوي لفلسطينيي عام 1948، أو الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، والتحديات المصيرية التي تواجههم جراء سياسة التمييز والاضطهاد التي يتعرضون لها.

هم فلسطينيون يعيشون في قلب إسرائيل، تتعدد مسمياتهم من فلسطينيي عام 1948، إلى الفلسطينيين داخل الخط الأخضر وغير ذلك، إلا أنهم يبقون فلسطينيين في البداية والنهاية.

يغيبون عن شريط الأخبار حينا ويتصدرونه حينا آخر، لكن ما لا يغيب عنهم، ولا يغادرهم ولا يغادرونه، هو القضية والهمّ الفلسطيني والمعاناة التي تختلف عن معاناة فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة في التفاصيل فقط.

غزاة وصليبيون
عن هذا الموضوع تقول حنين الزعبي النائبة العربية في الكنيست الإسرائيلي عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي إن فلسطينيي 1948 يسمون غزاة على الأرض الإسرائيلية "ونسمى صليبيين جددا، وإذا كنت عربيا جيدا فلا بد أن تصفق للديمقراطية الإسرائيلية، لكنك لن تسلم من مصادرة الأرض وسياسات الإفقار أو قمع الهوية والتمييز والتهميش، وإذا تظاهرت أو رفضت فأنت عدو ومخرب".

وأضافت أن هناك عملية استفراد بالفلسطينيين داخل إسرائيل، وتزايدا من حدة القمع والعنف، مشيرة إلى أن هناك رفضا لمفهوم الاندماج المطروح بشأن عرب إسرائيل، لكننا نقترح المساواة وليس الاندماج، لأن الأخير يعني خسران الهوية "ولن نتنازل عن هويتنا. ونضالنا كفلسطينيين من أجل مساواة وليس للاندماج في مجتمع عنصري"، حسب وصفها.

وأكدت حنين أن عرب 1948 لا يرفضون التعايش مع من يحترم مكانتهم، وهم يناضلون من أجل حقوقهم كسكان أصليين، مشددة على وجود إجماع فلسطيني واضح يرفض المواطنة مقابل الهوية.

وأوضحت أن فلسطينيي الخط الأخضر يستثمرون كل الوسائل المشروعة المتاحة، ويناضلون برلمانيا وشعبيا، وعبر تعزيز الهوية الفلسطينية وكسر حاجز الخوف والتوجه للاتحاد الأوروبي والمؤسسات الحقوقية الدولية وحتى الإعلام الإسرائيلي.

المشروع الصهيوني
من جهته، فسر أستاذ الدراسات الإسرائيلية في جامعة القدس عزيز حيدر نظرة المجتمع الإسرائيلي لعرب الداخل بأنهم لا يخدمون المشروع الصهيوني، وبالتالي هناك انتقاص في مواطنتهم بسبب المناخ اليميني المتطرف الذي يترسخ يوما بعد يوم في إسرائيل.

وأضاف أنه بشكل عام كانت سياسة إسرائيل طيلة العقود الماضية الحذر من هؤلاء أو الاستعانة بهم فقط عندما يخدمون كعمال بسطاء، معتبرا أن التطرف اليميني موجود في الحكومة، والمناخ الإسرائيلي معاد للعرب، وقال إن نسبة كبيرة من المجتمع الإسرائيلي مع تهجير العرب وتفضل عدم وجودهم في إسرائيل.

ويرى حيدر أن وضع عرب 1948 أصبح أصعب مع ما يحدث في الشرق الأوسط والدول العربية.