مراسلو الجزيرة

مؤسسات ومتطوعون ضد عزلة الشيخوخة

ثلاث إطلالات على ثلاث دول متقدمة تعاين أحوال المسنين، بين الشكوى من العزلة وتقصير المؤسسات تجاههم وبين مشاريع خدمات الرعاية التي تطور أدواتها أمام زيادة عدد هذه الشريحة المجتمعية.

يبقى عمر الشيخوخة مثار أسئلة وطروحات في المجتمعات الصناعية حصرا وفي المدن الكبيرة التي لا تتوافر فيها العائلة الكبيرة من الجد إلى الأحفاد، فيكون على الدولة أن توفر ميزانية لرعاية المسنين.

كما أن المجتمعات المتقدمة اقتصاديا تشكو من تراجع في نسبة الولادات بينما تزاد شريحة المسنين اتساعا، وفي بلد كاليابان يتوقع أن يصبح عدد سكانه عام 2050 مائة مليون من أصل أكثر من 127 مليونا حاليا، يتساءل الناس: إذا لم تجد اليابان وسيلة لإقناع أبنائها بإنجاب المزيد من الأطفال فإن النتيجة ستكون كارثية، فمن سيدفع حينها الكرسي المتحرك لمعمر يريد أن يقطع الطريق؟ ومن سيمد يد العون لعجوز ضعيفة أو يرعى مسنا مقعدا لا يقوى على الحركة؟

يتساءل الناس في اليابان: إذا لم نجد وسيلة لإقناع أبنائنا بإنجاب المزيد من الأطفال فإن النتيجة ستكون كارثية، فمن سيدفع حينها الكرسي المتحرك لمعمر يريد أن يقطع الطريق؟

ثلاثة مشاريع في ثلاث دول هي النرويج وبريطانيا في أوروبا، واليابان في الشرق الأقصى، تحاول الاقتراب من أزمات المسنين، وتقديم الحلول لشريحة تزداد اتساعا وتشكو غالبا من شعورها بالعزلة.

يبدو المشهد أكثر إشراقا في النرويج، حيث توفر الدولة هناك مظلة رعاية متقدمة للمسنين والعجزة، علما بأن النرويج تقع في صدارة أفضل مكان للعيش في العالم لسنوات متتالية.

الصورة الدانماركية
صندوق الثروة السيادية النرويجي -وهو من أكبر الصناديق السيادية في العالم- يموّل دور الرعاية لكبار السن، من طواقم طبية وإدارية محترفة وكامل الرعاية الإنسانية والاجتماعية من طعام ذي قيمة غذائية كاملة بإشراف خبراء في التغذية وتوفير جو عائلي ترفيهي، كل ذلك دون أي مقابل.

تقدم النرويج ثلاثة مستويات للاهتمام بفئة كبار السن: الأول يضم من لديهم بعض الإعاقات، وهؤلاء يتوزعون على أكثر من عشرين ألف دار للرعاية، والثاني يخص الحالات التي تحتاج لرعاية صحية خاصة وإمكانيات طبية عالية، وهؤلاء يتوزعون على نحو خمسة آلاف دار. أما المستوى الثالث فيضم الحالات بشكلها العام قبل فرزها. وتنفق النرويج لتطوير هذه البرامج وتدريب الكوادر وتوفير الأدوات الصحية اللازمة أكثر من 30% من دخلها القومي.

وفي بريطانيا تقول الحكومة إنها توفر للمسنين الرعاية الطبية ومزايا عديدة في إطار نظام الرفاهية الاجتماعية، لكنها في نظر العديد منهم مقصرة ولا تقوم بما يكفي لفك العزلة عنهم، لتستمر معاناتهم مع الوحدة.

تقول مسنة بريطانية "إنهم لا يهتمون.. لقد عشنا الحروب، والآن لا أحد يرغب فينا، فعمري 92 عاما".

ما يزيد عن عشرة ملايين من سكان إنجلترا وويلز تتجاوز أعمارهم الخامسة والستين، وخمسة ملايين منهم يعتبرون التلفزيون رفيقهم الوحيد في الحياة، ونحو 800 ألف منهم يعانون من وحدة مزمنة.

روبوتات بديلة
أما اليابان المتقدمة تقنيا والتي تجاوز ربع سكانها سن الخامسة والستين، فقد لجأت إلى الروبوتات للترفيه عن كبار السن وتقديم مختلف أنواع الرعاية والمساعدة.

ويرمي مشروع الروبوتات إلى تشجيع كبار السن على ترك أسرهم وتهدئة نفوسهم والتعامل بإيجابية مع من حولهم، وتواصل شركات تطوير الروبوتات عملها خلال السنوات الثلاث أو الخمس المقبلة من حيث العدد والنوعية.