نشرة الثامنة– نشرتكم

قصته أثارت تفاعلات على المنصات.. "طبيب الدراجة الهوائية" للجزيرة: شح البنزين لم يمنع قيامي بواجبي في التوليد

قصة إنسانية ولدت من رحم الأزمات التي يشهدها لبنان، بطلها طبيب اضطر للذهاب إلى المستشفى الذي يعمل به على متن دراجته الهوائية لإتمام عملية توليد بعد نفاد البنزين من سيارته.

وأثارت قصة الطبيب اللبناني زكي سليمان تفاعلا واسعا على المنصات اللبنانية بعد أن نشر عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" (Facebook) عدة صور يظهر فيها مرتديا ثيابا رياضية ويحمل طفلا حديث الولادة.

وكتب الطبيب -وهو أخصائي النساء والتوليد- في منشوره على فيسبوك "احتفظ بهذه الصورة أيها الصغير، ففي يوم من الأيام سيخبرك والداك أن طبيبك جاء على متن دراجته لتوليدك، لأنك ولدت في زمن شح البنزين والأدوية والكهرباء والطعام، في بلد 90% من مواطنيه بلا كرامة..".

وقد خص الدكتور سليمان برنامج "نشرة الثامنةـ نشرتكم" بحديث عن قصته مع الدراجة الهوائية، حيث قال إن الأمر كان يبدو عاديا لو حدث في دولة غربية لأن استخدام الدراجات شيء مألوف بالنسبة لهم، واعتبر أن ما قام به ليس بطولة وهو يدخل في إطار دوره كطبيب كان مضطرا للذهاب إلى المستشفى للقيام بعمله حتى في حال شح البنزين عن سيارته.

وأضاف أنه تفاجأ بردود الفعل على منصات التواصل، وأنه لم يكن يتوقعها، وأن أبرز ما أثار انتباهه في التعليقات هو وجود الأمل في لبنان بأن يقوم أشخاص من المجتمع بإحداث التأثير على الناس.

وأشاد مغردون على المنصات اللبنانية بصور الطبيب وبالمنشور الذي كتبه، وأشادوا بموقفه، وقد رصدت حلقة (2021/9/20) من برنامج "نشرة الثامنةـ نشرتكم" بعض هذه التفاعلات.

وكتبت إيمان بنت سلامة تقول إن الطبيب اللبناني سليمان اضطر لركوب دراجته الهوائية لإجراء عمليه توليد لعدم توفر البنزين لسيارته، ونقلت ما كتبه الطبيب عبر حسابه في فيسبوك، وختمت تغريدتها بالقول "تلك هي أمانة المهنة".

أما أليسار جابر فكتبت أنه "في الوقت الذي يفترض أن يفتش فيه الشعب اللبناني عن إنجازاته، صار هذا الشعب يعيش بطولات لمجرد أنه صامد ويتحدى الظروف المرة وقساوة الذل الذي فرض عليه.. طالما هناك حياة تستدعيك لتعيشها أو تنقذها، فإن النضال ليس خيارا، بل هو واجب إنساني ووطني. بطل اليوم الدكتور زكي سليمان الذي يكافح في مهنة كانت مجدا صارت ذلا"..

أما المغردة إلهام قاطرجي فحمدت الله لكون لبنان لا يخلو من الإنسانية، وقالت إن اللسان عجز عن الوصف حيال ما فعه الطبيب سليمان.

وبينما قال أحمد الميموني إن الطب مهنة إنسانية بالدرجة الأولى، كتب (الميموني) في تغريدته أن الطبيب اللبناني اضطر إلى استخدام درجاته الهوائية من أجل الذهاب إلى المستشفى لإتمام عملية توليد، وذلك بعد نفاد الوقود من سيارته إثر الأزمة الخانقة التي تعيشها لبنان.

ووجه مغرد آخر يدعى عبد الله البدر تحية كبيرة لكل طبيب يتعامل مع الطب كمهنة إنسانية لمساعدة الناس وليس كـ"بيزنس" (تجارة)، حيث يكون همه الأول والأخير امتصاص الأموال من كل مريض يلتجئ إليه، كما يقول المغرد.

ويعيش لبنان وضعا صعبا بعد تفاقم الأزمة المالية والاقتصادية التي طالت آثارها كافة القطاعات الطبية والتربوية وقطاعات المحروقات والكهرباء والاتصالات والأفران وغيرها.