كتاب ألفته
كتاب قرأته/كتاب ألفته

نحو تيار أساسي للأمة لطارق البشري

يستعرض البرنامج كتاب “نحو تيار أساسي للأمة” ويقصد بالتيار الأساسي الإطار الجامع لقوى الجماعة والحاضن لها والذي يجمعها ويحافظ على تعددها وتنوعها في الوقت نفسه.

– التعددية بين التضارب والتكامل
– الطريق إلى مشروع وطني متكامل

طارق البشري
طارق البشري

التعددية بين التضارب والتكامل

طارق البشري: "نحو تيار أساسي للأمة" فهو لا يتكلم عن التيار الأساسي للأمة إنما كيف نفكر في أن يكون هناك تيارا أساسيا للأمة وكيف نصنعه يعني وكيف يصنع أهل كل جيل هذا الأمر يعني. فكرة التيار الأساسي للأمة فكرة أساسها فيما تصورته في هذا الكتاب أن هناك ما يوحدنا وهناك ما نتنوع بشأنه ونتعدد وأنه أحيانا التعددية بتلهينا عما هو مشترك بيننا وعما يجب أن نقف معا بشأنه لندافع عنه ونحفظه ونحميه، وأننا علينا في تعاملنا مع تنوعاتنا المختلفة ومع تعدداتنا المختلفة ومع اختلافنا في أشياء كثيرة علينا أن يكون يضمنا.. نعرف في كل لحظة أن هناك إطارا عاما يضمنا ويحمينا ويحمي هذه الخصائص المتنوعة المتعلقة بنا وعلينا أن نحفظه من المخاطر الخارجة عليه ومن توغل التوازنات الداخلية بشأنه حتى لا تقضي فكرة على فكرة أخرى مما هو موجود. الفكرة جاءت لي إزاي الحقيقة في الموضع ده؟ وأنا بأقوم في الدراسات التاريخية كنت بألاحظ في فترات معينة من مراحل التاريخ أن الناس انقسموا شيعا وأحزابا حول عدد من الأهداف، بعضهم يهتم مثلا بالمسألة الوطنية، بعضهم يهتم مثلا بموضوع الديمقراطية، بعضهم يهتم بالتطور الاقتصادي وكل منهم أخذ هذه الفكرة فكرته الخاصة به ودافع عنها في مواجهة الآخرين رغم أنهم كان ممكن أن يتكاملوا وأنه إذا تكاملوا حيبقى المشترك بينهم كبيرا جدا والخصائص الذاتية والمتنوعة بالنسبة لهم حتبقى محدودة ويمكن تداركها وعمل حسابها في النهاية، وأنهم لو كانوا تداركوا هذا الأمر لكانوا وحدوا قواهم مع بعضهم البعض بدلا من أن تكون هذه القوى متناحرة وتنقص بعضهم من بعض، وإحنا لما نقول خمسة زائد خمسة يساوي عشرة، إذا حطينا فكرة الناقص بدل الزائد حتبقى خمسة ناقص خمسة يساوي الصفر، يعني التعدد عندما يتكامل يصبح قوة كبيرة، عندما يتضارب يصبح صفرا أو دون الصفر أيضا، ولقيتها في مراحل تاريخية عندنا وأعاقت الحركة التاريخية من أن تؤتي ثمارا جيدة في تواريخنا المختلفة بسبب تناحر بين أفكار كان يمكن أن تتكامل مع بعضها البعض وأن هذا الحجم من الاختلاف بينهم كان ممكن حصره في نطاق ضيق، ويبقى الخلاف ده موجودا بس محصورا، دي كانت الفكرة.

"يقصد بالتيار السياسي الإطار الجامع لقوى الجماعة والحاضن لها وهو الذي يجمعها ويحافظ على تعددها وتنوعها في الوقت نفسه، إنما يعبر عن وحدة الجماعة من حيث الخطوط العريضة للمكون الثقافي العام ومن حيث إدراك المصالح العامة لهذه الجماعة دون أن يخل ذلك بإمكانات التعدد والتنوع والخلاف داخل هذه الوحدة، ويكون التيار أساسا سائدا عندما تكون لديه القدرة والصياغات الفكرية والتنظيمية التي تمكن من تأليف أكثر ما يمكن تأليفه من خصائص كل القوى والفئات الثقافية والسياسية الاجتماعية فضلا عن الطوائف والمهن والجامعات المختلفة ذات الثقل، ويكون سائدا عندما تكون لديه القدرة على وضع صيغة للتوازن بين مختلف القوى والجماعات وبهذا المعنى يمكن القول بأن فكرة التيار الأساسي تعد بوجه من الوجوه امتدادا لحركة المشروع الوطني العام الذي تمت بلورته عن طريق الاستخلاص من الواقع الحي للحركة السياسية والثقافية القائمة في المجتمع".

الطريق إلى مشروع وطني متكامل

طارق البشري: التجدد المؤسسي كان بيتم مثلا أيام محمد علي وأيام السلطان محمود، التجدد المؤسسي في بناء الدول وفي بناء الاقتصاد، وكان في تجدد فكري بيتم عن طريق دعوة محمد بن عبد الوهاب وعن طريق غيره من المجددين وما سماهم حتى أحمد أمين زعماء الإصلاح الفكري في هذا الوقت يعني، ومع ذلك تضارب التجدد المؤسسي مع التجدد الفكري رغم أنه كان ممكن أن يتكاملوا، وضرب بعضهم بعضا وانفصلت الفكرة عن الدولة في الوقت المبكر جدا في تاريخنا، وجدنا مثلا أنه في فترة من الفترات حصل الخلاف اللي ما بين.. داخل الفكر الإسلامي، ما بين المحافظين وما بين المجددين، والمحافظون لهم وظيفة كان يجب أن يقوموا بها دفاعا عن أصول هذا الدين وأصول العقائد الموجودة في بلدنا  في مواجهة أفكار تريد أن تجتثها من خارج البلاد ومن الثقافات الأخرى والحضارات الأخرى فكانت المحافظة مهمة ولا بد من إبقائها وإبقاء وظيفتها، والتجديد لا بد أيضا لإبقاء الفكرة ولكي تتمشى مع الحياة وتحل مشاكل الناس، ومع ذلك تضارب هذان التياران، التيار المحافظ في أوائل القرن العشرين تضارب التياران دول في أوائل القرن العشرين وأنقص كل منهما من فاعلية الآخر ومن قدرته على الفعل الإيجابي ولم نستطع أن نتدارك هذا الأمر إلا في الثلث الأخير من القرن العشرين بعد أن صارت المحافظة والدفاع عن أصول الدين في نفس الوقت هو في قلب حركة التجديد الفكري والديني في نفس الوقت، تبقى أخذنا 75 سنة أو 60 سنة حتى نصل إلى هذا الأمر يعني. ووجدنا أصلا الحركات الوطنية، حركات وطنية تبدأ بالاستقلال على أساس مرجعية دينية وحركات وطنية تبدأ بالاستقلال على أساس مرجعية وضعية أو مرجعية علمانية وكلاهما يبغي استقلال الوطن ولكن يتضاربون مع بعضهما البعض ويؤدي هذا إلى أن يفل كل منهما قوة الآخر بدل أن يعززه ويواجده يعني رغم أن هدفهم واحد يعني. فلا بد من أن يكون في صياغة عامة -قلت- تيار أساسي للأمة بحيث أن نحن نحدد بهذه الصيغة العامة كيف هي، وفي داخلها يعرف كل منا وظيفته وفاعليته بداخلها ومجال الاختلاف يبقى موجودا ونحميه معا ويكون في قدرتنا على أننا مثلا، ودي تنفعنا كثيرا الفكرة في إظهار ما في بلادنا من تعدد طائفي وتعدد قبلي وتعدد إقليمي وتعدد أحيانا في اللغات وغيرها بالنسبة للقوميات الموجودة في بلادنا، لا بد أن يوضع في النهاية إطار عام للسياسات المختلفة والموازين المختلفة اللي تتحرك فيها الجماعة مع بعضها بحكم هذا الأمر يعني. نحن لن نجلس في بيوتنا أو في المقاهي أو في المكاتب ونكتب إطارا فكريا للتيار الأساسي للأمة، إنما نحن نستخلصه من حركة الواقع نفسه الموجود، ننظر في التيارات الفكرية الموجودة والتيارات السياسية الموجودة وأهدافها وما يتصوره تحديات بتقابل الأمة في مجموعها وبتقابل كل تيار من داخله، وننظر في إمكانيات ما يجمع المشترك العام والقاسم المشترك العام بين هذه التيارات بعضها وبعض وبين ما تختلف فيه وما تتفق فيه، نبقى عارفين إيه حدود المشترك وإيه حدود التنوع في هذا الشأن بدراسات واقعية تستشرف الواقع الموجود وتستقرئ من حالة الأمة ومن تياراتها وأوضاعها ما يكفل وضع هذا الأمر من خلال نقاش واسع وحوار واسع في هذا الشأن يعني.

نحو تيار أساسي للأمة

تأليف: طارق البشري

الناشر: مركز الجزيرة للدراسات-الدوحة

فهرس الكتاب

 مكونات التيار الأساسي

ما هي المعوقات؟

 أزمة التيار الأساسي

 كيف كانت الصورة في عالم الحروب؟

 تناقضات الحياة الفكرية والثقافية

 تناقض الأمة والدولة

الأوضاع الثقافية للحوار

 ما المقصود بالمشروع الوطني؟

 الجماعة الوطنية

 دور المؤسسات

 الجماعات السياسية في مصر

 الخاتمة