صورة عامة - كتاب قرأته 30/11/2010
كتاب قرأته/كتاب ألفته

فلسطينيون في وطنهم لا دولتهم لمأمون كيوان

تتناول الحلقة كتاب “فلسطينيون في وطنهم لا دولتهم” للكاتب مأمون كيوان الذي عرّف فيه بالواقع السياسي لفلسطينيي 1948 من ناحية أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

– تغير الأوضاع الديمغرافية ومحاولات الأسرلة والتهويد
– الخارطة السياسية لفلسطينيي 48 والخيارات الصهيونية لإنهاء القضية

تغير الأوضاع الديمغرافية ومحاولات الأسرلة والتهويد

مأمون كيوان
مأمون كيوان

مأمون كيوان: ما أردت أن أقوله في الكتاب أولا التعريف بالواقع السياسي لفلسطينيي 1948 من ناحية أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وانتشارهم والتأكيد على أن هناك مدنا فلسطينية صافية داخل فلسطين المحتلة عام 1948 هي الناصرة، شفا عمرو وأم الفحم كما أن هناك مدنا مختلطة مثل حيفا ويافا وعكا جزء تحول فيها الفلسطينيون إلى أقلية وهذا الأمر حول جزء من الشعب الفلسطيني من غالبية في وطنه إلى أقلية في دولة ليست دولته وهي الكيان الصهيوني التي يجري تعميمها أو تسويقها على أنها إسرائيل بصفتها دولة معترف بها، وهنا أشير أن الاعتراف بإسرائيل كان –الدولي- اعترافا مشروطا بعودة اللاجئين الفلسطينيين وهذا لم يتم. الكتاب ينقسم إلى سبعة فصول، في الفصل الأول أردت أن أعرف بالأوضاع الجغرافية والأوضاع السكانية الديموغرافية لفلسطينيي 1948 من خلال ستة عقود وعملية تغير نسبتهم بالنسبة لسكان الكيان الصهيوني من 13% عام 1948 إلى حوالي 20% أو 22% الراهنة هذه النسبة تؤرق الصهاينة إلى درجة طرحوا فيها فكرة تشديد الأرحام أي تشجيع النساء اليهوديات على الإنجاب، كما أوضحت في هذا الفصل طبيعة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والتربوية لفلسطين 1948 كيف يمكن أن نقول إن هناك اقتصاد نوعا من الاقتصاد الفلسطيني الخاص بالفلسطينيين داخل الكيان الصهيوني. أما الفصل الثاني فأبرزت فيه طبيعة وأشكال وأدوات التمييز العنصري الممارس ضد فلسطينيي 1948 على كافة المستويات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والثقافية وكيف يتم محاولة صهرهم أو بمعنى من المعاني أسرلتهم الأسرلة بمعنى تحويل الفلسطيني بسلبه فلسطينيته أو عروبته وتحويله إلى إسرائيلي بمعنى أن الإيهام بأن هنالك شيئا اسمه قومية إسرائيلية، وأردت أن أوضح في هذا الفصل طبيعة أشكال التمييز التي تدفعنا إلى الاعتقاد تماما أن إسرائيل أو الكيان الصهيوني هي شكل جديد من أشكال التمييز العنصري أو نظام apartheid ولكن مع بعض التعديلات، الفلسطينيون داخل الكيان الصهيوني ليسوا إلى الآن في منزلة السود في جنوب إفريقيا بل ربما بدرجات أقل. أما الفصل الثالث فأوضحت فيه مسألة تهويد فلسطين 1948 على أساس أن الإعلام العربي دائما يوهم المواطن العربي أن الاستيطان الصهيوني موجود فقط في الضفة الغربية أو في غزة وباعتبار أنه في غزة تم بموجب خطة الفصل تفكيك المستوطنات كما تم سابقا تفكيك مستوطنات شبه جزيرة سيناء بموجب اتفاقية كامب ديفد فنجد أن الحصر أو تعميم أن الاستيطان يتم فقط في الضفة الغربية هو أمر منقوص فالاستيطان ما زال قائما وعلى قدم وساق داخل فلسطين التي احتلت واستعمرت عام 1948، وهنا أشرت إلى عملية تهويد الجليل وإلى عملية تهويد النقب على أساس أن المرحلة الأولى من هدف الاستيطان التي لم تنفذ حتى الآن هي علمية ملء الفراغ، أن أغلب الفلسطينيين الذين هاجروا من فلسطين نتيجة الممارسات الصهيونية فأوجدوا أماكن جغرافية فارغة سكانيا الاستيطان الصهيوني إلى اليوم يحاول تعبئة هذه الأماكن بالمستوطنات التي تسمى أحيانا مستوطنات ريفية أو تكتلات مجالس الخدمية الاستيطانية هدفها ملء هذا الفراغ من جهة ومن جهة أخرى طمس العروبة عروبة المكان، يعني الصهاينة إلى الآن بعد ستين عاما يعانون من مسألة العلاقة مع الأرض لأنهم في الأساس لا توجد لهم صلة تاريخية في هذه الأرض، إذا نظرنا إلى يهودي أميركي أو ألماني نجد أن علاقته ببرلين أو بنيويورك أقوى من علاقته بحيفا أو بيافا.

الخارطة السياسية لفلسطينيي 48
والخيارات الصهيونية لإنهاء القضية


مأمون كيوان: الفصل الرابع أوضحت فيه تضاريس الخارطة السياسية لفلسطينيي 1948، يبدو أن كثيرا من الناس لا يتذكرون أنه منذ عام 1948 حتى العام 1966 كانت المناطق المحتلة عام 1948 خاضعة أو الفلسطينيون فيها كانوا خاضعين فيها لمرحلة الحكم العسكري، الحكم العسكري انتهى في 1966 خلال هذه الفترة كان في بعض فلسطينيي 1948 اللي منضمين بالأحزاب الصهيونية كانوا يجدون طريقهم إلى الكنيست كأعضاء كنيست أما في المرحلة الثانية والتطور السياسي لفلسطينيي 1948 من 1966 إلى 1976 ظهرت فيه حركات فلسطينية تطالب بعضها بالحد الأقصى بالتحرير وبعضها يطالب بنوع من الاندماج ضمن التجمع الاستيطاني الصهيوني وانتهت هذه المرحلة بعام 1976 بيوم الأرض، يوم الأرض اللي كان هو رد فعل شعبي لفلسطينيي 1948 ضد الممارسات الصهيونية التي هي ممارسات تمييز على كافة المستويات. أما الفصل اللاحق فأوضحت فيه حصاد مشاركة فلسطينيي 1948 في عضوية الكنيست هذه المسألة هي مسألة مركزية بالنسبة لفلسطينيي 1948 حدث على أساسها انقسام بين القوى السياسية بين من يؤيد فكرة الدخول إلى البرلمان الصهيوني أو مقاطعته، بينت بالأرقام بالمعطيات ضمن هذا الفصل طبيعة هذه المشاركة وحدودها وأشرت أن الـ79 عضوا أو فلسطينيا من فلسطينيي 1948 شاركوا دخلوا الكنيست وخرجوا منها إنما دورهم كان محدودا لم يكن دورهم سياسيا فاعلا أولا لكونهم أقلية داخل الكنيست وثانيا لأنهم منقسمون. في الفصل اللاحق أوضحت طبيعة الترابط بين فلسطينيي 1948 وفلسطينيي 1967 وهم عموم الشعب الفلسطيني، أنا أوكد في هذا الكتاب على أن فلسطينيي 1948 هم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني وهم النواة الأساسية التي تم تجاهلها وإذا أخذنا العرف العسكري أو القضية العسكرية نجد أن التسمية التي أطلق الصهانية عليها من الطابور الخامس ربما تكون نسبيا صحيحة لأن هؤلاء الفلسطينيين الذين يبلغ عددهم راهنا حوالي مليون ونصف تقريبا هؤلاء هم موجودن عمليا داخل ثكنة عسكرية هؤلاء الفلسطينيون الموجودن داخل هذه الثكنة هؤلاء يمكن المراهنة عليهم أنهم يمكن أن يفككوا هذه الثكنة الكيان الصهيوني إذا وضعت إستراتيجية فلسطينية وعربية دقيقة تربط بين النضال الفلسطيني بالداخل و في الخارج، نجد النضال الفلسطيني مشتتا الفلسطينيون في الضفة الغربية يطالبون تارة بدولة وتارة أخرى بحكم ذاتي بينما صيرورة الأمور وطبيعتها كان ينبغي أن يكون الحكم الذاتي لفلسطينيي 1948 بينما فلسطينيو الـ1967 عليهم أن يشكلوا دولة. أنتقل لاحقا إلى الفصل الأخير الذي أعرض فيه بعض الخيارات والسيناريوهات التي يقدمها الإسرائيليون مثل معهد الديمقراطية الإسرائيلية بالإضافة إلى مراكز الأبحاث العربية خاصة بفلسطينيي 1948 بمركز العدالة، الخيارات الصهيونية لمستقبل فلسطينيي 1948 كانت خيارات عديدة لكنها يمكن حصرها بخيارات محددة، أولا خيار إبقاء الوضع على ما هو خيار الوضع القائم، الخيار الثاني هو خيار التشدد للحد الأقصى حتى إلى درجة حرمان الفلسطينيين من حقوقهم البسيطة، الحل الوفاقي أو الحل الوسط فيه بعض الخيارات خيارات بين الانفصال بالاتفاق أو بتحويل إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية بمعنى تشكيل برلمان فلسطيني لفلسطينيي 1948 إلى جانب الكنيست، وهنالك خيار أوسع الخيار الصهيوني هو بعض الأحيان يتقاطع مع طرح وزير الدفاع وزير الحرب السابق موشي أرنز اللي بيدعو إلى ضم الضفة الغربية إلى الكيان الصهيوني وفي هذه الحالة تنشأ دولة ثنائية القومية للفلسطينيين، دولة ثنائية القومية أو تنتج نمطا من الكونفدرالية بين الدولتين. الأمر الجديد الذي طرحته في هذا الكتاب هو مادة تحرض القارئ وصانع القرار السياسي الفلسطيني والعربي على أهمية الربط بين قضية فلسطينيي 1948 بين واقعهم ومجمل القضية الفلسطينية أي أن فلسطينيي 1948 هم جزء من الشعب الفلسطيني قضيتهم هي جزء من القضية الفلسطينية وليست قضية فرعية أو قضية جانبية، أنا أحذر في هذا الكتاب من عملية أسميها كردنة الشعب الفلسطيني أو كردنة القضية الفلسطينية بمعنى أنه تحويل القضية الفلسطينية إلى مجموعة قضايا فرعية إلى مجموعة قضايا فلسطينية إلى مجموعات فلسطينية متميزة عن بعضها يتم تقديم حل لكل مجموعة فلسطينية على حدة.

[معلومات مكتوبة]

فلسطينيون في وطنهم لا دولتهم

تأليف: مأمون كيوان

الناشر: مركز الزيتونة للدراسات

فهرس الكتاب:

الفصل الأول: فلسطينيون أم إسرائيليون أم فلسطائيليون؟

الفصل الثاني: التمييز العنصري الإسرائيلي بحق فلسطينيي 48

الفصل الثالث: التهويد داخل الخط الأخضر

الفصل الرابع: خريطة الأحزاب والحركات السياسية

الفصل الخامس: حصاد العنصرية في الكنيست

الفصل السادس: المشاركة في انتفاضة الأقصى وهبة عكا

الفصل السابع: أسرلة أم كردنة؟