أمجد قورشة: أعداء الأمة يخططون لإفساد شبابنا وغيابُ التواصل داخل الأسرة كارثة

يرى الداعية الإسلامي الدكتور أمجد قورشة -في حديثه لبرنامج "الشريعة والحياة في رمضان"- أن أعداء الأمة وخصومها يخططون منذ عشرات السنين لإفساد الشباب والأسرة والمرأة والمجتمع في الدول الإسلامية، مشددا على أهمية التصدي لذلك عبر غرس العقيدة الإسلامية الصحيحة بين الأبناء والشباب.

ويقول إن غالبية الدول العربية والإسلامية ما تزال ترزح تحت استعمار فكري، ثقافي، سياسي، وعسكري، وتفتقد إلى قيادات تعبر عن شعوبها، وإن أهم عنصر في مخططات أعداء الأمة هو الإفساد العقيدة والتصورات المتعلقة بالإيمان بالتوحيد وإخلاص الطاعة لله سبحانه وتعالى، مقابل القبول بأي سلطة دنيوية مشرّعة، وإقناع الشباب بعزل الدين عن السياسية وعزل المنهج الإسلامي عن كل العملية التعليمية والبحثية.

ولأن الدين الإسلامي بقي حاضرا بقوة في المجتمعات الإسلامية، أخذ أعداء الأمة قرارات سياسية وعلى مستوى مؤتمرات مهمة تقضي بأن لا تقدم النسخة الأصلية المعتدلة من الدين والتدين للشباب، وذلك ضمن أنظمة عميلة ونخب مثقفة وسفارات ودراما وسينما وغيرها من الوسائل، كما يبرز الداعية الإسلامي.

ويقول الدكتور قورشة -وهو أستاذ في مؤسسة الدار بمقاطعة أونتاريو بكندا- إن المطروح من التدين هو التدين العلماني، وهو عبارة عن روحانيات وطقوس منزوعة الدسم ومنزوعة لب التوحيد، ويعطي مثالا بـأبي جهل وأبي لهب وأمية بن خلف الذين لم ينكروا وجود الله سبحانه وتعالى، لكنهم رفضوا الانصياع لأوامره.

ومع تشديده على أن الإسلام هو منظومة حياة متكاملة، يقول الأستاذ -في حديثه لحلقة (2024/4/3 من برنامج "الشريعة والحياة في رمضان")- إن بعض الأنظمة اختطفت الدين وجعلت له شكلا تديُّنيا سطحيا، مبرزا أن الشباب اليوم يجدون إما تصوفا منعزلا أو سلفية تقف عند حدود شكلية أو فكرا متطرفا تكفيريا يحرم كل شيء.

ما العلاج؟
وعن العلاج الذي يقدمه للشباب المسلم، يشدد الداعية الإسلامي على مسألة الوعي، ويقول إن النبي محمدا (صلى الله عليه وسلم) جلس 13 سنة في مكة، وكان يشتغل على التوعية وتصحيح التصورات وزرع بذور الرؤية الصحيحة في أوساط المسلمين.

ويشير أيضا إلى ضرورة تصدير الأذكياء من خلال المنح والدراسات، وإنشاء مراكز بحث ودراسات لربط العلوم الإسلامية بالواقع، بالإضافة إلى ضرورة صنع علماء مؤثرين يضعون التصور الصحيح للمنظومة العقدية.

وبالنسبة لعلاج المشكلة العقدية في الغرب، يؤكد الدكتور قورشة أن الغرب له خصوصية، وأن هناك 3 أركان يتعين على المجتمع المسلم تأمينها، وهي البيت والمسجد والمدرسة الإسلامية.

ويدعو إلى ضرورة الاعتناء بالمساجد في الغرب ودعمها، والاستثمار في المدارس الإسلامية لحماية الشباب.

كما يركز الداعية الإسلامي على أهمية التربية داخل البيت من خلال غرس العقيدة الصحيحة في الأبناء، مشددا على ضرورة توفر الجو الصحي داخل الأسرة، وأن يكون هناك حوار وتواصل بين الأبناء والوالدين، ووصف غياب التواصل بأنه كارثة تربوية وعقدية وأخلاقية.

المصدر : الجزيرة