بعد فشل القبضة الأمنية الإسرائيلية.. هل بايدن منزعج من نتنياهو أم مستمر في دعم حكومته؟

تابع برنامج "من واشنطن" (2023/6/22) نظرة الأميركيين إلى المشهد في الأراضي الفلسطينية في ظل ما يسمعونه عن فشل القبضة الأمنية الإسرائيلية التي تقودها حكومة اليمين المتطرف، وتصاعد ما يصفه الفلسطينيون وغيرهم بوتيرة المقاومة المسلحة في الضفة الغربية.

كما تساءل البرنامج عن تأثير الوضع الراهن على العلاقة المعقدة سلفا بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحلفائه المتشددين، وكذا التداعيات الممكنة لذلك على أهداف إدارة بايدن.

وفي هذا السياق، تحدث فيدانت باتل، نائب الناطق باسم الخارجية الأميركية عن ضرورة محاسبة "العنف المتطرف" ورحب بإدانة الجيش الإسرائيلي لأحداث الضفة الغربية، متوقعا أن تعمل إسرائيل على محاسبة المهاجمين ومتابعتهم قانونيا وكذا الحكم بتعويض خسارة البيوت والممتلكات.

وجاء حديث باتل في أعقاب التطورات التي شهدتها الضفة الغربية على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والتي شملت تفجير مركبة بانتر الإسرائيلية في جنين واستخدام القوات الإسرائيلية طائرة درون في غارة أسفرت عن استشهاد 3 فلسطينيين واقتحام المستوطنين الإسرائيليين المسلحين لعدد من القرى الفلسطينية، حيث قتلوا فلسطينيا وأضرموا النيران في عدد من ممتلكات تلك القرى.

تحليلات إسرائيلية

من جانبها، عمد عدد من الصحف الإسرائيلية إلى تحليل العملية العسكرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي في جنين، ولتصدي المقاومة الفلسطينية لها. وبينما قالت إن جنين أصبحت تبدو مثل غزة، حذرت مما هو متوقع -كما قالت- بعد رحيل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

ومن ضمن هذه التحليلات، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إنه يجب التحقيق في تفجير مركبة بانتر وسط ما سمته الصحيفة بالفشل الاستخباراتي الإسرائيلي في الكشف عن مواقع العبوات التي استخدمها الفلسطينيون في التفجير.

من جانبها، ذكرت صحيفة هآرتس أن حكومة رئيس الوزراء نتنياهو والمستوطنين يضغطون من أجل عملية عسكرية كبرى في الضفة الغربية للاستيلاء على مناطق منها رغم تردد الجيش الإسرائيلي في ذلك.

وفي أعقاب التطورات في الضفة الغربية، وعد نتنياهو من وصفهم بالقتلة بتصفية الحساب معهم، مشيرا إلى أن الحكومة أثبتت أن كل من يهاجمها يكون مصيره السجن أو القبر، كما شدد على محاربة ما وصفه "بالإرهاب" حتى تحقيق النصر.

في المقابل، يتهم الفلسطينيون والعديد من الجهات إسرائيل بممارسة إرهاب الدولة، وكذلك يتهمون المستوطنين بالإرهاب وقتل المدنيين، بمن فيهم الصحفيون، والإفلات من العقاب بعد كل جريمة.

وجدير بالذكر أن نتنياهو لا يزال يواجه معارضة شعبية داخل إسرائيل وسياسية من إدارة الرئيس بايدن بسبب الإصلاحات القضائية التي أعدها نتنياهو وحلفاؤه المتشددون في حكومته، والتي تهدف إلى إلغاء قرارات المحكمة العليا بأغلبية صوت واحد في الكنيست.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين قد انتقد كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي، قائلا إنها قد لا تستطيع ذكر بند واحد مما يزعجها في مشروع تلك الإصلاحات.

ورغم أن دعم اليهود الأميركيين للسياسات الإسرائيلية قد تراجع، فإن جماعات مثل "إيباك" لا تزال تمارس نفوذا قويا على الساحة السياسية الأميركية، فضلا عن أن أغلبية ساحقة من الجمهوريين مثلا لا تزال على دعمها التقليدي لإسرائيل.

المصدر : الجزيرة