ترامب يعود من جديد.. من يواجه "الوحش السياسي"؟ ومن يربح لعبة السيطرة في أميركا؟

فقد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بريقه بعد أن فشل عدد من المرشحين الذين دعمهم في الوصول إلى الكونغرس، مما أعطى الحزب الجمهوري أغلبية هزيلة في مجلس النواب، وحالت دون سيطرته على مجلس الشيوخ.

وبحسب مراقبين، فإنه إذا كانت محاكمة ترامب في نيويورك قد عززت أسهمه الانتخابية ولو بشكل مؤقت، فإن ذلك جاء مصحوبا بدخوله التاريخ السياسي الأميركي مرة أخرى كأول رئيس سابق توجّه إليه تهم جنائية، رغم نفيه لها ومهاجمة النظام القضائي برمته بسببها.

وفي هذا السياق، قال الكاتب المختص بالشأن الأميركي برايان كراولي -في حديثه لبرنامج "من واشنطن" (2023/4/13)- إن دونالد ترامب يبدو أنه سيعود للمشهد السياسي الأميركي من جديد، مشيرا إلى أن ترامب يتعامل مع الانتخابات بشكل شخصي، إذ يواجه منافسة قوية من رون دي ستانتيس حاكم فلوريدا لتمثيل الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو ما يعتبره ترامب خيانة له.

من الأقوى؟

وعن قوة منافس ترامب، قال مراسل الجزيرة ناصر الحسيني إن دي ستانتيس حاكم ولاية فلوريدا نجم حقيقي على المستوى السياسي، أعطى نتائج جيدة في الاقتصاد المحلي، وتبلغ نسبة الرضا عنه 59%، لكن آماله بالسعي للوصول للبيت الأبيض تشكل قلقا داخل الحزب الجمهوري.

وأوضح الحسيني أن آمال حاكم ولاية فلوريدا بالوصول للبيت الأبيض يقابلها حائط ضخم ووحش سياسي هو ترامب، معتبرا أن التفكير في مواجهة ترامب أمر صعب، لأن الحزب يميل له بشكل كبير، وهناك العديد ممن كانوا ينوون دعم دي سانتيش تراجعوا عن ذلك وقرروا دعم ترامب الذي يسيطر بشكل كبير على الحزب.

كما أشار إلى أن الدعم الشعبي لترامب في فلوريدا نابع من أنه شخصية ديماغوجية بامتياز، فهو رجل يحسن الانتهازية السياسية، معتبرا أن داعمي ترامب يثقون في قوته من خلال التضليل السياسي الذي يلعبه عبر لعب دور الضحية وأنه مُحاربٌ من طرف السياسيين في أميركا.

خسارة النفوذ

وعن قوة الحزب الجمهوري، رأى المؤرخ الرئاسي الأميركي جيم روبينولت أن الحزب الجمهوري لم يعد رصينا، فهو أشبه بمجموعة من المعجبين الذين يتبعون ترامب، معتبرا أن الجمهوريين كانو يخشون خسارة نفوذهم وسلطاتهم، مما جعلهم يتنازلون دوما لترامب لدرجة أنه أصبح شبيها بطائفة وليس حزبا.

يذكر أن ترامب متهم بدفع 130 ألف دولار لممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز مقابل تسترها عن علاقة تقول إنها كانت قائمة بينها وبينه، وقام مايكل كوهين محامي ترامب بترتيب دفع هذا المبلغ لها. وهي حلقة أولى في مسلسل قضائي يبدو طويلا، اهتزت له وسائل الإعلام عبر العالم بما فيها العربية.

المصدر : الجزيرة