الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يفتي بتخصيص 80% من زكاة هذا العام لمتضرري زلزال سوريا وتركيا

أفتى الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي محيي الدين القره داغي -في حديثه لبرنامج "الشريعة والحياة في رمضان"- بتخصيص 80% من الزكاة والصدقة خلال هذا العام لمتضرري الزلزال في سوريا وتركيا.

ورأى أن الأشخاص الذين تضرروا من الزلزال الذي ضرب المنطقة في فبراير/شباط الماضي -خاصة في شمال سوريا- هم بحاجة ماسة إلى كل شيء وبشكل عاجل، ولذلك فالأولوية لهم في إخراج الزكاة، ويأتي بعدهم الأقارب المحتاجون، بأن يخصص الشخص 20% من الزكاة لهؤلاء الأقارب.

ويكشف الدكتور محيي الدين القره داغي عن أنه زار المناطق المنكوبة من الزلزال، ووقف بنفسه على مأساة المتضررين، خاصة في شمال سوريا، مؤكدا أنهم محتاجون إلى الخبز والماء وكل شيء.

وكان زلزال كبير ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا في السادس من فبراير/شباط الماضي، مخلفا حصيلة ثقيلة من القتلى والجرحى قُدرت بالآلاف.

كما ينصح الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الناس الذين ينوون أداء الحج والعمرة هذا العام بتخصيص أموالهم للمنكوبين من الزلزال، قائلا "لو صرفوا الأموال على هؤلاء الفقراء يكون أجرهم عند الله أفضل"، مشددا على مسألة تحقيق الأخوّة في الإسلام بدليل قوله سبحانه وتعالى في سورة التوبة: (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين).

ويصف الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الزكاة بأنها ركن عظيم وتتضمن معاني أساسية؛ منها النماء والطهارة والتزكية والدعاء، وأن الله عز وجل حدد أهدافها والحكمة من إخراجها في قوله تعالى في سورة التوبة: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم)، أي الطهارة وتزكية النفس وإزالة الجشع من نفوس الأغنياء والطمع من نفوس الفقراء.

ورغم أن الله عز وجل أوجب الزكاة في 5 جمال، يؤكد الدكتور القره داغي أن هناك بعض الناس لديهم عمارات ويمتنعون عن دفع الزكاة، مؤكدا أن الزكاة حق للفقراء والمساكين، والمال الذي يملكه الشخص ليس ماله بل هو مال الله سبحانه وتعالى، وعلى الأسر أن تربي أطفالها على الإيثار والإحسان.

المنّ والأذى يبطل الصدقات

ويدعو الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين -في حديثه لحلقة (2023/3/31) من برنامج "الشريعة والحياة في رمضان"- إلى عدم التباهي بأداء الزكاة والصدقات، وأن يزكّي الشخص من دون النظر إلى المظاهر، مستشهدا بقوله عز وجل في سورة الإنسان: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا)، وهذه الأمور ترتبط بالعقيدة والإيمان والتربية الصحيحة.

كما أن المنّ والأذى يبطلان الصدقات، وقال الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة: (يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى).

وعن الفئة التي تستحق الزكاة دون غيرها، يقول إنها تجوز في المستحقين الذين ذكرهم القرآن الكريم؛ مثل الفقراء والمساكين وابن السبيل، وإن دفعها قد يكون عبر الجمعيات الخيرية الموثوق بها.

المصدر : الجزيرة