بعد عام على الحرب الروسية في أوكرانيا.. من المنتصر؟ وأين تتجه الحرب؟

أكد عضو البرلمان الأوروبي جيان عمر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الخاسر الأكبر بعد مرور عام على الحرب التي شنها على أوكرانيا، موضحا أن هذا العام كشف للعالم مدى إجرام النظام الروسي ووحشيته واستعداده على ارتكاب مجازر وجرائم حرب يندى لها جبين الإنسانية، هذا بالإضافة للخسائر العسكرية والاقتصادية التي منيت بها موسكو وجيشها في أوكرانيا على حد قول عمر.

وأبرز البرلماني الألماني -من أصول سورية- صورا تظهر قتلى أوكرانيين مدنيين قال إنهم سقطوا بآلة الحرب الروسية وصورا أخرى تظهر حجم الدمار الذي لحق بمدن أوكرانيا وشوارعها وبنيتها التحتية بفعل القوات الروسية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن بوتين فشل بالمقابل بتحقيق النصر على أوكرانيا، بل إنه تورط بحرب كان يعتقد أنها سوف تستغرق عدة أسابيع وها هي تدخل عامها الثاني، بعد مقتل أكثر من 140 ألف جندي روسي، على حد قول عمر.

كما أشار في تصريحات لبرنامج الاتجاه المعاكس بتاريخ 2023/2/28 إلى الخسائر الاقتصادية الكبيرة التي منيت بها روسيا بعد غزوها لأوكرانيا، بفعل العقوبات الدولية التي لحقت بها، وأيضا عزلتها السياسية التي فرضت عليها من دول العالم، من ضمنها تلك الدول التي كانت محسوبة عليها.

بالمقابل، تحدث البرلماني الألماني عن وحدة أوروبية شعبية ورسمية غير مسبوقة شهدتها دول القارة الأوروبية التي أصبحت جميعها تستشعر الخطر الروسي ونية موسكو بالسيطرة على الكثير من دول أوروبا.

لكن عضو مجلس الشيوخ الروسي الأسبق زياد سبسي رفض كل هذه التحليلات، وأكد أن روسيا لم تسع للحرب في أوكرانيا، لكنها فرضت عليها بفعل المحاولات الأميركية والأوروبية لاستغلال أوكرانيا للمس بسيادة روسيا.

وبحسب السيناتور الروسي السابق، فإن استغلال الغرب لأوكرانيا للإساءة لروسيا بدأ منذ عام 2014، عندما بدأت واشنطن تتدخل علانية بالشؤون الداخلية الأوكرانية لفرض رؤيتها السياسية على كييف وبشكل يسيئ إلى روسيا، مؤكدا أن موسكو رغم ذلك لم  تتدخل بالشأن الأوكراني الداخلي ولم تسع لفرض إرادتها على الشعب هناك الذي أطاح برئيسه الذي كان يعتبر محسوبا على موسكو.

أما عن الخاسر والرابح في الحرب، فأكد أن أوروبا هي الخاسر الأكبر، وأن الولايات المتحدة هي الطرف الرابح لغاية الآن، لأنها تعمل على استغلال هذه الحرب لإفلاس أوروبا اقتصاديا، مشيرا إلى هجرة الكثير من المصانع العالمية الكبرى للسوق الأوروبية والتوجه إلى أميركا منذ اندلاع الحرب، حيث يتوفر لها فرص استثمار أكبر في أميركا.

وأشار إلى الانقسام الأوروبي بشأن العقوبات المفروضة على روسيا، حيث تحدث عن موقفي المجر وصربيا، وكذلك التحفظ الإيطالي، ونوه في الوقت ذاته إلى أن المانيا ما زالت لغاية اليوم تستورد الغاز والنفط الروسيين وكذلك معظم احتياجاتها من الفحم الحجري من موسكو.

وبشأن عزلة روسيا دوليا، سخر المسؤول الروسي السابق من هذه التصريحات، وأكد أن روسيا تجمعها مصالح قوية ومتجذرة مع دول آسيا وأفريقيا، وقال إن المصالح هي التي تحدد العلاقات بين الدول، وأكد أن الحرب سوف تنتهي فيما لو قررت أميركا وليس كييف أو أوروبا بدء التفاوض مع روسيا، لأن الآمر والناهي في الطرف الآخر هو الولايات المتحدة التي تتحرك بما يخدم مصالحها فقط.

المصدر : الجزيرة