منسق مجلس الكنائس بالقدس للجزيرة نت: نطالب بتحقيق دولي في استهداف كنيسة غزة

People sheltering at the Saint Porphyrius Orthodox church which was hit by an Israeli airstrike on Thursday, killing 18 including several children [Abdelhakim Abu Riash/Al Jazeera]
يوسف ضاهر: أُبلغنا بسقوط 17 مسيحيا إثر قصف إسرائيل الكنيسة الأرثوذكسية في غزة (الجزيرة)

القدس المحتلة- شيع رجال الدين المسيحيون وعدد من رعايا كنيسة الروم الأرثوذكس بمدينة غزة 17 مسيحيا سقطوا في غارة جوية استهدفت ثالث أقدم كنائس العالم مساء الخميس، كان يحتمي فيها نحو 500 فلسطيني مسلم ومسيحي.

وقبل استهداف كنيسة القديس برفيريوس، استُهدف المستشفى الأهلي العربي المعمداني على مقربة منها -مساء الثلاثاء- الماضي مما أدى إلى ارتقاء 471 فلسطينيا في منطقة تعرف باسم "غزة القديمة"، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

منسق مجلس الكنائس العالمي في القدس يوسف ضاهر أكد -في حوار خاص أجرته معه الجزيرة نت- أن المجلس طالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في قضية قصف المستشفى، شريطة ألا تكون الولايات المتحدة الأميركية طرفا فيها، مشددا على أهمية السماح للجنة التحقيق بالتواجد ميدانيا في موقع الحدث عندما تسمح الظروف بالدخول إلى قطاع غزة.

تاليا نص الحوار مع منسق مجلس الكنائس العالمي في القدس، الذي تطرق فيه أيضا لمعطيات تتعلق بمسيحيي غزّة وخطورة الحرب الحالية على استمرار وجودهم في القطاع الذي يتعرض لقصف إسرائيلي منذ 7 أكتوبر.

منسق مجلس الكنائس العالمي في القدس يوسف ضاهر
ضاهر: يعيش في غزة 1100 مسيحي ينتمي أكثر من 60% منهم للكنيسة الأرثوذكسية التي تم قصفها (الجزيرة)
  • بداية كم يبلغ عدد المسيحيين في غزة، وإلى أي الطوائف ينتمون، وفي أي القطاعات يعملون؟

يعيش في غزة 1100 مسيحي ينتمي أكثر من 60% منهم للكنيسة الأرثوذكسية التي تم قصفها يوم الخميس، وسقط على إثر ذلك 17 مسيحيا وفقا لما تم إبلاغنا به.

كما يتبع المستشفى الأهلي العربي المعمداني الذي تم استهدافه للكنيسة الأسقفية الإنجيلية بالقدس.

وتتبع الكثير من المدارس والمؤسسات والأراضي والعقارات للكنائس في غزة، ويملك المسيحيون نحو نصف الأراضي في القطاع كون 70% من سكانه من اللاجئين، وتتركز أملاكهم في مدينة غزة.

يعمل معظم المسيحيين في قطاع التجارة منذ عقود كونهم يملكون الكثير من الأراضي والعقارات، ويعتاشون من خلال بيعها وتأجيرها.

  • كيف تتعاملون مع الاستهداف المتتالي للممتلكات المسيحية في غزة والتي طالت مستشفى وكنيسة حتى الآن؟

كان وقع المجزرة الأولى علينا كالصاعقة، أصدرنا بيانات طالبنا من خلالها بتشكيل لجنة تحقيق دولية شرط ألا تكون أميركا طرفا فيها، كما نطالب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بأن يكون هناك لجنة تحقيق ميدانية عندما تسنح الفرصة للقيام بذلك.

وبالإضافة لهذا التحرك فنحن كمجلس قلقون على مسيحيي غزة الذين لجؤوا للمستشفى والكنيسة والأديرة بعدما خسروا منازلهم وبنايات بأكملها نتيجة تدميرها.

  • أين ترى مسيحيي غزة بعد هذه الحرب؟

بناء على هذا الواقع الصعب أرى أن معظم المسيحيين قد يغادرون غزة بسبب انعدام أفق العودة إلى منازلهم وحياتهم الطبيعية، وهذا يشكل مصدر قلق لنا باعتباره تطهيرا عرقيا يظهر على المسيحيين بشكل جلي ومباشر لأن عددهم قليل في أي بقعة بفلسطين.

المسيحيون الفلسطينيون يقدر عددهم بمليون نسمة في كافة أنحاء العالم، ويعيش في فلسطين التاريخية أقل من مئتي ألف شخص، وبالتالي فإن 80% منهم يعيشون خارج البلاد الآن، وسيضاف إليهم من سيخرج من غزة حتما بعد الحرب.

  • هل تمكنتم من حصر الخسائر التي لحقت بالممتلكات المسيحية في غزة حتى الآن؟

ما يمكن قوله إن المستشفى المعمداني توقف عن العمل بشكل كامل منذ يوم الثلاثاء الماضي، والآن تمت مطالبة الجهات المانحة خاصة الكنائس في الخارج بتلبية نداء "النجدة الطارئة" بمبلغ مليون و800 ألف دولار للتمكن من إعادة تشغيل المستشفى بأقل الإمكانات خاصة أن قسمين من أقسامه دُمرا بالإضافة للكثير من الأجهزة الطبية.

  • هل يجد حراككم آذانا صاغية؟

نرى أن الدول الغربية التي لها وزن ودور تدعم إسرائيل في هذه الحرب، وبالتالي فإن الأمور تتجه نحو تنفيذ المخطط الذي تريده إسرائيل وهو التخلص من أكبر عدد من الفلسطينيين، ليس فقط في غزة، وإنما في مدن وقرى الضفة الغربية.

سيسعون للتخلص من الغزيين عبر تهجيرهم إلى مصر ومن هناك إلى دول أخرى للسيطرة على أكبر مساحة من قطاع غزة لتأمين المستوطنات في غلافها من جهة، وللاستفادة من أراضيها الزراعية الغنية ومن كونها مدينة ساحلية من جهة أخرى، وهذه فرصتهم لتحقيق هذا المخطط.

  • في ظل اصطفاف دول الغرب إلى جانب إسرائيل، إلى من توجهون خطاباتكم وبياناتكم؟

مجلس الكنائس العالمي يضم نحو 500 مليون مسيحي موزعين على 365 كنيسة بين بروتستانتية وأرثوذكسية، وكثير من هذه الكنائس تقع في أوروبا وأميركا وكندا.

كل نداء نصدره تقرؤه الكنيسة بإدارتها ومؤمنيها لنمرر وعيا أكبر بالقضية، ونحاول نشر الحقيقة لنصف مليار إنسان من أعضاء مجلس الكنائس العالمي.

  • ماذا عن الفاتيكان هل من تواصل وخطط مشتركة معه؟

يوجد تعاون بين المجلس والفاتيكان عادة لكن الأخير له مسارات أخرى، ولديه مؤسسة كاثوليكية على أرض فلسطين في غزة وغيرها، وهو يتواصل مع البطاركة والمطارنة الموجودين في هذه البقعة من الأرض وهم على علم كامل بكافة الأحداث التي تحصل لذلك نسمع البابا يطلق نداء هنا وآخر هناك.

لكن اللوبي الصهيوني في العالم يهيمن على هذه العلاقات، ويحاول ترهيب الفاتيكان بإعادته إلى تاريخ أوروبا القديم وإلى صمت المسيحيين آنذاك على الإبادة الجماعية التي تعرض لها نحو 6 ملايين يهودي خلال الحرب العالمية الثانية.

وبالتالي يحرك اللوبي دوما عقدة الذنب لدى الفاتيكان ويحاول إسكاته، لكن على الجميع أن يناصر الحقيقة دون الوقوف مع أي طرف على حساب الآخر.

  • ماذا عن استهداف المسيحيين على يد المستوطنين في فلسطين بشكل عام وعدم اقتصار ذلك على الحرب الحالية على قطاع غزة؟

هنا اعتداءات يومية على الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين في الضفة الغربية، وفي القدس نسجل الكثير من الانتهاكات ضد المسيحيين وممتلكاتهم في ظل حرية التنقل التي يتمتع بها المستوطنون والتشجيع المباشر وغير المباشر لهم من الوزراء في الحكومة اليمينية المتطرفة الحالية، وعدم قيام الشرطة الإسرائيلية بواجبها.

وخلال السنة والنصف الأخيرة أصدر رؤساء الكنائس أكثر من 12 بيانا حذروا فيه من تصاعد وتيرة الانتهاكات ضد الكنائس ورجال الدين المسيحيين الذي تعرض أحدهم للبصق من المستوطنين 90 مرة خلال عام واحد.

المصدر : الجزيرة