الكيبوتسات.. رأس الحربة السابقة للصهيونية

Group portrait of Jewish settlers on a kibbutz in Palestine. Ca. 1920-36.
صورة جماعية لمستوطنين يهود في إحدى الكيبوتسات في فلسطين ما بين عام 1920 و1936 (شترستوك)

قالت صحيفة لاكروا إن مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استهدفوا عدة كيبوتسات، من بينها كيبوتس كفار عزة الواقع على بعد كيلومترين من القطاع، في هجومهم يوم السبت السابع من أكتوبر/تشرين الأول، مشيرة إلى أن هذه القرى الجماعية هي التي عملت على تسهيل استيطان السكان اليهود في الأراضي الفلسطينية، وكانت الحصن الحصين للقوات الإسرائيلية ضد السكان الأصليين.

وقد ظهر مفهوم الكيبوتس في بداية القرن العشرين على يد المهاجرين الأشكناز من أوروبا الشرقية الذين استقروا في فلسطين تحت السيطرة العثمانية، مع فكرة إنشاء مجتمعات زراعية ذاتية الإدارة هناك، وهي مستوحاة من الأفكار الماركسية، إذ تبنى الكيبوتس الأول نظاما يلغي جميع أشكال الملكية، على عكس الموشاف؛ إذ كانت الأرض فردية.

وتقع هذه الأماكن عموما بالقرب من مناطق الصراع مع السكان العرب، وهي –وفق الباحث توماس فيسكوفي المتخصص في قضايا إسرائيل وفلسطين- تشكل "الحصن الأول للقوات الإسرائيلية ضد السكان الأصليين"، كما شكلت، حتى إنشاء دولة إسرائيل، إطار عمل لاندماج السكان اليهود، ناهيك عن كونها اليوم تجذب العائلات الإسرائيلية الشابة التي تبحث عن عقارات بأسعار معقولة.

أراضي للاجئين بمنطقة مرج بن عامر تستعمل للزراعة من قبل " الكيبوتسات"
أراضي اللاجئين في منطقة مرج بن عامر تستعمل للزراعة من قبل "الكيبوتسات" (الجزيرة)

وتعد هذه القرى –التي بلغت أكثر من 210 عام 1950- بمثابة مكان يتعلم فيه سكانها العمل في الأرض واستخدام الأسلحة أيضا، مما يجسد "الطليعة الاستعمارية للسكان الأصليين"، كما يقول توماس فيسكوفي، خاصة أن غالبية القوات التي تم حشدها في أثناء الحرب العربية الإسرائيلية الأولى عام 1948 جاءت من الكيبوتس" إن جزءا كاملا من النخبة العسكرية والسياسية لليسار الصهيوني الإسرائيلي، الذين سيطروا على مقاليد البلاد بين عامي 1948 و1977، ولدوا أو تدربوا هناك"، وفق فيسكوفي.

وبعد إنشاء دولة إسرائيل عام 1948، لم تعد للكيبوتسات وظيفتها الأصلية المتمثلة في استقبال السكان اليهود، بل تحولت إلى دور عرض للنموذج الاشتراكي، غير أنها منذ عام 1963، أصبح معظمها يعتمد على المعونات التي تضاءلت هي الأخرى على مر السنين.

وتأكد تراجع الكيبوتسات بفوز حزب الليكود الذي يعد حزبا ذا توجه قومي ليبرالي يميني، لتتكيف مع موجات التحرير الاقتصادي التي قامت بها إسرائيل، واليوم تعمل الغالبية العظمى من الكيبوتسات القائمة البالغ عددها 250 بوصفها شركات خاصة، ويقبل بعضها إنشاء المتنزهات والأجنحة والمتاحف داخلها.

المصدر : لاكروا

إعلان