يترأس الجلسة الأولى للبرلمان العراقي الجديد بوصفه الأكبر سنا.. من هو محمود المشهداني؟

يعرف عن المشهداني علمه بخفايا العملية السياسية منذ عام 2003، إلا أنه لم يتمكن -حتى بعد خروجه من رئاسة البرلمان- من التحول إلى رمز للسنّة ولم يتبوأ زعامة المكون السنّي في المعادلة السياسية.

المشهداني انتخِب نائبا عن محافظة بغداد في الانتخابات التشريعية الأخيرة (غيتي)

محمود المشهداني هو أول رئيس للبرلمان العراقي بعد الغزو الأميركي للبلاد، كان يتصدر عناوين الأخبار بعد توليه رئاسة البرلمان بين عامي 2006 و2009، وشهد البرلمان في عهده سجالا كبيرا بسبب إقالته نظرا لسرعة غضبه وانفعاله، غير أنه عرف أيضا بحس الفكاهة في بعض جلسات البرلمان ولقاءاته التلفزيونية.

نشأته

محمود داود سلمان المشهداني من مواليد العاصمة العراقية بغداد 1948، حيث أكمل فيها دراسته الابتدائية والثانوية بمدارس منطقة الكاظمية وسط بغداد التي تشتهر بالمراقد الدينية ومرقد الإمام موسى بن جعفر الكاظم (أحد الأئمة الاثني عشر لدى الشيعة).

ينحدر المشهداني من عائلة سنية من قبيلة المشاهدة المعروفة بالعراق، حيث بعد تخرجه في الثانوية التحق بكلية الطب بجامعة بغداد عام 1966 وتخرج فيها عام 1972 برتبة ملازم في الجيش العراقي، حيث كانت دراسته على نفقة وزارة الدفاع العراقية.

وبعد سنوات ترقى في الجيش ليصبح برتبة رائد، إلا أن مسيرته العسكرية لم تكتمل، حيث تعرض للاعتقال بين عام 1980 و1981 ومكث في السجن حتى انتهاء محكوميته بسبب انتماءاته الفكرية وقيادته لجمعية الموحدين التي كانت محظورة لارتباطها بالفكر السلفي.

وبعد استبعاده من السلك العسكري، عمل طبيبا في عيادته الخاصة ببغداد، إلا أنه تعرض للاعتقال مرة أخرى عام 2000 لانتمائه للفكر السلفي ومعارضته لنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، حيث حكم عليه بالسجن لـ15 عاما، إلا أن العفو الرئاسي عام 2002 شمله وأطلق سراحه حينها قبل أشهر قليلة من الغزو الأميركي للبلاد.

المشهداني (يمين) ترأس البرلمان العراقي بين 2006 و2009 (غيتي)

نشاطه السياسي

لم يعرف عن المشهداني أي نشاط سياسي واضح قبل الغزو الأميركي إلا من خلال عمليتي اعتقاله في 1980 و2000، إلا أنه وبعد الغزو الأميركي عام 2003 دخل الحياة السياسية بقوة، حيث انتخِب عضوا للجنة صياغة الدستور، ثم اتهم بدعم ما كانت تسمى حينها بـ"المقاومة العراقية السُنية"؛ ما أدى لاعتقاله من قبل القوات الأميركية عام 2004، ولم تمض أشهر على إطلاق سراحه حتى اعتقلته وزارة الداخلية العراقية عام 2005 لذات التهمة.

عام 2006 كان مغايرا تماما في حياة المشهداني، حيث فاز بمقعد برلماني في أول انتخابات تشريعية بالبلاد، ثم انتدبته القوى السياسية السنية ليكون رئيسا للبرلمان العراقي بين 2006 و2009، كما انتخب رئيسا للاتحاد البرلماني العربي عام 2008.

استمر في منصبه رئيسا للبرلمان العراقي حتى 23 ديسمبر/كانون الأول 2008 عندما اضطر للاستقالة من منصبه على خلفية تهديدات بإقالته نتيجة لمشادات كلامية وتهجمه على بعض النواب من الشيعة والأكراد، حيث إن استقالته جاءت بعد جمع الكتلتين الكردية والشيعية تواقيع 150 نائبا لإعفائه من المنصب، ورغم خروجه من المشهد البرلماني عام 2008، إلا أنه ظل حاضرا في كثير من الاجتماعات السياسية واللقاءات التلفزيونية.

يعرف عن المشهداني علمه بخفايا العملية السياسية منذ عام 2003، إلا أنه لم يتمكن -حتى بعد خروجه من رئاسة البرلمان- من التحول إلى رمز سني ولم يتبوأ زعامة المكون في المعادلة السياسية، حيث لم يشكل أي كتلة سياسية أو حزب على غرار قادة سُنة أقل منه خبرة في العمل السياسي وأصغر سنا منه.

لم يوفق المشهداني في الوصول لقبة البرلمان بعد استقالته إلا بعد 13 عاما، حيث انتخب نائبا عن محافظة بغداد في الانتخابات التشريعية التي جرت في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ولكونه أكبر النواب سنا، فإن الدستور العراقي ينص على توليه أول جلسة برلمانية تمهد لانتخاب الرئيس الجديد لمجلس النواب ونائبيه.

المصدر : الجزيرة