تونس.. سعيّد يهاجم قضاة ويتهمهم بالارتباط بـ"عصابات إجرامية" وتحذيرات من دخول البحيري مرحلة الخطر

سعيد قال إنه لا مجال للتدخل في القضاء (رويترز)

هاجم الرئيس التونسي قيس سعيّد مسؤولين كبارا في الجهاز القضائي واتهمهم بالارتباط بما وصفها بالعصابات الإجرامية، في وقت تتفاعل فيه قضية القيادي بحركة النهضة نور الدين البحيري المحتجز لدى السلطات والمضرب عن الطعام، وسط تحذيرات من أنه دخل مرحلة الخطر.

فخلال اجتماعه مساء الأربعاء في القصر الرئاسي بعميد المحامين إبراهيم بودربالة، قال سعيد إن بعض من تولوا وظائف عليا في المحاكم كانوا ولا يزالون امتدادا لقوى سياسية ولما وصفها بعصابات إجرامية.

وأضاف في مقطع فيديو بثته الرئاسة التونسية على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك أن من ارتكب جرما يحاكم كسائر المواطنين، ولم يتضح ما إذا كان يعني بذلك نائب رئيس حركة النهضة نور الدين البحيري الذي اعتقل يوم الجمعة الماضي ووضع تحت الإقامة الجبرية.

وكان الرئيس التونسي تحدث مرارا عن ضرورة "تطهير" القضاء. وتأتي تصريحاته في وقت تتفاعل فيه قضية احتجاز القيادي في حركة النهضة وتثير الجدل داخليا وخارجيا.

وكان البحيري (63 عاما) اعتقل بشبهة ارتكاب مخالفات تشمل إسناد وثائق رسمية بشكل غير قانوني، واعتقل معه المسؤول الأمني السابق فتحي البلدي الذي عمل مستشارا لوزير الداخلية الأسبق علي العريّض، وكلاهما من حركة النهضة.

واعتبر وزير الداخلية توفيق شرف الدين احتجاز البحيري تصرفا قانونيا، وبرر القرار بوجود ما سماه تهديدا للأمن العام.

رفض المراسيم الاستثنائية

من جهته، جدد المجلس الأعلى للقضاء في تونس الأربعاء موقفه الرافض لإصلاح المنظومة القضائية بالمراسيم الاستثنائية.

وأكد المجلس -في بيان- أن كل قراراته اتخذت بشكل دستوري، داعيا القضاة إلى التمسك باستقلاليتهم، ومحذرا من خطورة حملات التشويه المستمرة التي تستهدف القضاء والقضاة.

البحيري أكد أن حزبه سيتفاعل بمسؤولية مع طلب الفخفاخ توصل اجتماعي
البحيري يرفض تناول الطعام والدواء منذ احتجازه وفقا لزوجته وفريق الدفاع عنه (الجزيرة)

اعتصام بالمستشفى

في الأثناء، قالت سعيدة العكرمي، وهي محامية وزوجة البحيري، إنها ستعتصم في المستشفى الذي يوجد فيه زوجها بمدينة بنزرت (65 كيلومترا شمال العاصمة) منذ نقله إليه عقب اعتقاله يوم الجمعة الماضي.

وأضافت زوجة نائب رئيس حركة النهضة، وزير العدل الأسبق، النائب في البرلمان المجمد، أنها ستبقى معتصمة في المستشفى برفقة أولادها ولن تغادر إلا بصحبة زوجها.

وتابعت أن البحيري ما زال مضربا عن الطعام ويمتنع عن تناول الدواء والماء، مشيرة إلى أن الأطباء أكدوا أنه في حالة حرجة.

بين الحياة والموت

وفي مؤتمر صحفي الأربعاء قال سمير ديلو، عضو هيئة الدفاع عن نور الدين البحيري، إن موكله يرقد بين الحياة والموت في مستشفى بمدينة بنزرت جراء الإضراب عن الطعام الذي يخوضه منذ اعتقاله.

وحمّل ديلو السلطات التونسية مسؤولية أي مكروه قد يصيب موكله.

وبالتزامن، نقلت وكالة الأناضول للأنباء عن الطبيب المشرف على علاج البحيري، رئيس قسم الإنعاش في المستشفى الجامعي الحبيب بوقطفة ببنزرت، أن نائب رئيس حركة النهضة يعاني من بداية قصور كلوي في ظل استمرار إضرابه عن الماء والدواء منذ أيام.

من جانبها، طالبت حركة النهضة (53 نائبا من مجموع 217 نائبا في البرلمان المجمد) الأربعاء بإطلاق سراح البحيري فورا وإعادته إلى أهله قبل أن تزداد صحته تدهورا، حسب تعبيرها.

وقالت الحركة -في بيان- إن سلامة البحيري يتحملها من وصفتهما برئيس سلطة الأمر الواقع قيس سعيد والقائم بشؤون الداخلية توفيق شرف الدين.

كما قالت الحركة إن نائب رئيسها اختُطف وأخفي قسرا دون إذن قضائي وخارج إطار القانون، وإن هناك محاولة لتلفيق تهم كيدية له.

وقد وَصَفت منظمات تونسية ودولية وضع وزير العدل الأسبق، نائب رئيس حركة النهضة، قيد الإقامة الجبرية بأنه احتجاز تعسفي وغير شرعي.

وفي هذا الإطار، اعتبرت المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب أن ما تطلق عليه الداخلية التونسية إقامة جبرية على نائب رئيس حركة النهضة نور الدين البحيري هو احتجاز تعسفي وغير شرعي.

جرائم انتخابية

في سياق آخر، أكدت المحكمة الابتدائية في تونس العاصمة أنه تقرر إحالة 19 شخصا إلى قسم الجنح بالمحكمة لارتكابهم ما وصفتها بجرائم انتخابية تتعلق بمخالفة منع الدعاية السياسية والانتفاع بدعاية غير مشروعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والدعاية خلال فترة الصمت الانتخابي أثناء الانتخابات التي جرت عام 2019.

وقالت المحكمة إن قرارها جاء بناء على تقرير صدر عن محكمة المحاسبات، وهي هيئة رسمية للرقابة المالية.

وتضم قائمة المتهمين عددا من السياسيين الذين خاضوا الانتخابات التشريعية والرئاسية الأخيرة، من بينهم نبيل القروي ويوسف الشاهد وراشد الغنوشي وحمادي الجبالي وحمة الهمامي والمنصف المرزوقي وإلياس الفخفاخ.

المصدر : الجزيرة + وكالات