ميديا بارت: بعد أسبوع من قرارات الرئيس.. جيل الثورة في تونس ينتظر أفعالا

ميديا بارت: العديد من الشباب التونسيين يرون أن الظروف المادية التي يعيشونها والصعوبات التي يواجهونها يوميا أكثر أهمية من المفاهيم السياسية (الجزيرة)

نشر موقع "ميديا بارت" (Mediapart) الفرنسي تقريرا يلقي الضوء على مناقشات الشباب التونسيين وتوقعاتهم الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية الكبيرة، مشيرا إلى أن هذه الفئة المهمة من المجتمع التونسي لا تزال بعد أسبوع من قرار الرئيس قيس سعيد إقالة رئيس الحكومة وتعليق نشاط البرلمان بانتظار ما سيفعله سعيد.

يقول التقرير الذي كتبته مراسلة "ميديا بارت" في تونس ليليا بلايز إن الشباب الذين صوتوا لسعيد بكثافة في انتخابات 2019 الرئاسية لا يخفون فرحتهم عندما يتحدثون عن رئيسهم، لكنهم في نفس الوقت يظلون حذرين، إذ قال أحدهم "نحن نعرف كيف تسير الأمور، فهناك بالتأكيد أشخاص سيضعون العقبات في طريقه"، وقال آخر "سأعمل أضعاف ما كنت أعمل إذا حقق قيس سعيد ما وعد به من القضاء على الفساد ومساعدة الفقراء، هذه لحظة تاريخية وأنا مستعد للمشاركة فيها".

اتخذوه رمزا للنزاهة

ويشير التقرير إلى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاما ويسميهم الجيل "زد" (Z)، قائلا إنه الجيل الذي أهملته الطبقة السياسية رغم مساهمته الكبيرة في ثورة يناير/كانون الثاني، فانجذبوا إلى قيس سعيد واتخذوه رمزا للنزاهة.

ونقل التقرير عن الباحث في العلوم السياسية خليل عباس (32 عاما) -وهو من الجيل الذي صنع الثورة- قوله إن غضب الجيل "زد" أمر مشروع، لأنه الأكثر معاناة من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية، ولديه إمكانات لأنه نشأ في ظل الديمقراطية.

وقال التقرير إن الشباب يرون قرارات سعيد الأخيرة حدثا بارزا، لكن لديهم ما يخشونه، إذ يرون أن تحدي النظام السياسي أمر جيد، لكن يجب الحفاظ على شكل من أشكال التعددية والمعارضة كضمانات، كما أنهم يراقبون اليوم الأحداث عن كثب ويعتريهم القلق من تركيز القوة.

نقاش متشعب

وأشار إلى أن العديد من الشباب على شبكات التواصل يرون أن الظروف المادية التي يعيشونها والصعوبات التي يواجهونها يوميا أكثر أهمية من المفاهيم السياسية، ويعتبرون اللحظة الحالية لحظة غضب، ولكنها -وفقا لقول أحدهم- أيضا "لحظة تحدد الديمقراطية التونسية، وربما تدعو للتشكيك في نظام التمثيل الذي اخترناه".

وتقول المراسلة ليليا بلايز إن الرئيس أعلن حربه على الفساد، ووعد بخفض أسعار المواد الغذائية والأدوية وأسعار الفائدة المصرفية وتشغيل الشباب، لكن هذه الوعود لا تزال مجرد كلام.

وخلص التقرير إلى أن أمام الرئيس 30 يوما لاتخاذ القرارات واستكمال تطلعاته الإصلاحية، منبها إلى أن الشباب الذين يدعمون قراراته دعما مشروطا يجب أن يحصلوا على نظام سياسي يسمح لهم بالمشاركة بشكل أكبر في الشؤون العامة.

وختمت المراسلة تقريرها بنقلها تحذيرا من مغني راب شاب يقول "سيادة الرئيس، أنت رائع، لكن لن ندع تونس تتراجع، يجب ألا تلمس حريتنا، وإذا عاد الاستبداد فتأكد أن النار ستشتعل في جميع أنحاء البلاد".

المصدر : ميديابارت