آخرها مستشارته الإعلامية.. نزيف الاستقالات يلاحق الرئيس التونسي قيس سعيد

الرئيس التونسي قيس سعيد
مستشارو الرئيس سعيد السابقون يُجمِعون على علاقتهم الجيدة به (الجزيرة)

أُضيفت الاستقالة المفاجئة للمستشارة الإعلامية للرئيس التونسي قيس سعيد، لسلسلة من الاستقالات التي هزت ديوانه الرئاسي، في أقل من سنة على توليه السلطة، لتثير أكثر من سؤال حول كواليس ما يحدث داخل القصر.

وأعلنت مستشارة الرئيس المكلفة بالإعلام والاتصال، رشيدة النيفر، أمس الجمعة، عن قبول الرئيس استقالتها، مبررة الخطوة في تصريح إعلامي بخلافات داخل ديوان الرئيس، وعدم رضاها عن طريقة العمل.

استقالات متتالية

وتأتي استقالة رشيدة النيفر لتضاف لاستقالات سابقة وصفها متابعون للشأن السياسي بالثقيلة، على غرار استقالة مدير ديوانه طارق بالطيب، ومستشاره السياسي عبد الرؤوف بالطبيب ومستشار الأمن القومي الجنرال محمد الحامدي والمكلف بالبروتوكول والتشريفات طارق الحناشي، وغيرهم.

وسبق أن وجهت قيادات حزبية معارضة، سهام نقدها لأداء الرئيس قيس سعيد سياسيا ودبلوماسيا، عازية ذلك لعدم قدرته على الأخذ بزمام الأمور داخل ديوانه وفشله في اختيار مستشاريه.

ويجمع مستشارو سعيد السابقون على علاقتهم الجيدة به، وعلى أن أسباب الاستقالات تعود لخلافات داخل الديوان الرئاسي، في إشارة ضمنية لمديرة الديوان الجديدة نادية عكاشة التي خلّفت منذ تعيينها من قبل الرئيس موجة جدل متواصلة، وهي التي تلازمه كظله في كل زيارة أو لقاء يقوم به.

 

خلافات واتهامات

وسبق أن قدم مستشار الرئيس ورفيق دربه عبد الرؤوف بالطبيب، استقالته من الديوان الرئاسي في شهر فبراير/شباط الماضي، متهما في تصريح إعلامي الناطقة الرسمية السابقة باسم رئاسة الجمهورية رشيدة النيفر، بقذفه وشن حملة تشويه ضده، ما يعكس بحسب مراقبين حجم الخلاف داخل القصر الرئاسي.

وفي مطلع شهر أبريل/نيسان الماضي، فجّرت تدوينة مطولة لمستشار الأمن القومي الجنرال محمد الحامدي، جدلا بعد تطرقه لأسباب استقالته من القصر، وقولته الشهيرة إنه أصبح "المستشار الذي لا يستشار".

نقص الخبرة السياسية

واعتبر المحلل السياسي أبو لبابة سالم في حديثه للجزيرة نت، أن نقص الخبرة السياسية للرئيس سعيد الذي جاء إلى السلطة من خارج منظومة الأحزاب، قد يكون من بين العوامل التي خلّفت هذا التململ داخل القصر والارتباك في تسيير الديوان الرئاسي.

ولفت إلى أن استقالة النيفر، والتي تأتي بعد موجة استقالات وازنة داخل ديوان الرئيس خلال فترة لم تتجاوز السنة على حكمه، تطرح أكثر من سؤال حول كواليس إدارة شؤون القصر الجمهوري.

وأشار لوجود إشكال حقيقي في اختيارات الرئيس لمستشاريه، ما خلّف حالة التنافر والصراع بينهم بدل العمل ضمن فريق رئاسي واحد، حسب وصفه.

الرئيس يرد

وسبق أن رد الرئيس قيس سعيد على الانتقادات التي طالت أداء فريقه عمله الرئاسي، ولاسيما الجانب الاتصالي، بالقول إن الأخطاء واردة، مقللا بالمقابل من فداحتها.

ولفت خلال حوار تلفزي بمناسبة مرور 90 يوما على توليه الحكم، لوجود وجهات نظر وتصورات مختلفة داخل فريق عمل مستشاريه، متهما البعض بالبحث عن سقطات له بهدف إرباكه.

عملية تقييم

ويرى مدير مرصد الدبلوماسية والدراسات الإستراتيجية بباريس، بشير النفزي، في حديثه للجزيرة نت أن الديوان الرئاسي في عهد الرئيس قيس سعيد يعيش تخبطا غير مسبوق، أثر سلبا على أدائه السياسي والدبلوماسي.

واتهم النفزي مديرة ديوان الرئيس نادية عكاشة بارتكاب أخطاء فادحة واستفرادها بأخذ القرارات، مضيفا أن "هناك شبه إجماع من المستشارين السابقين على وجود خلاف بينهم وبين مديرة الديوان في طريقة التسيير وأخذ القرارات، مقابل تأكيدهم على متانة العلاقة مع الرئيس قيس سعيد".

ودعا النفزي رئيس الجمهورية بعد سنة من توليه الحكم، لإدارة عملية تقييم جادة وشاملة لأداء فريق عمله داخل الديوان الرئاسي.

المصدر : الجزيرة