وفاة المدونة والناشطة التونسية لينا بن مهني ومطالب بجنازة وطنية

epa02949043 Tunisian blogger Lina Ben Mhenni, who has been cited as possible candidates for the prize, smiles during the opening of the third Arab Bloggers Conference in Tunis, Tunisia, on 03 October
لينا بن مهني حصلت على المرتبة 93 ضمن "أقوى 100 امرأة عربية عام 2013" (الأوروبية)

توفيت صباح اليوم الاثنين لينا بن مهني المدونة والناشطة بمجال حقوق الإنسان التي كانت في طليعة الثورة ضد نظام زين العابدين بن علي عام 2011، عن عمر يناهز الـ36 عاما، بعد صراع طويل مع المرض، وقد أعلنت وسائل إعلام محلية عن تنظيم جنازة وطنية لها غدا الثلاثاء.

وعانت الشابة الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان من مرض مزمن لازمها عدة أعوام، وقد عرفت بمعارضتها لسياسة حجب المواقع على شبكة الإنترنت خلال فترة حكم زين العابدين بن علي، من خلال مدونتها "بنية تونسية "، التي تم حجبها عدة مرات قبل الثورة التونسية، وفي موقع "الأصوات العالمية".

وأسهمت لينا بن مهني في التغطية الإعلامية عبر الإنترنت للثورة، وقد نقلت الاحتجاجات الأولى ضد السلطة من خلال تصويرها ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث توجهت إلى مدينة الرقاب لتغطي أحداث سيدي بوزيد، وقامت بنشر صور المتظاهرين من قتلى وجرحى.

وكانت لينا أول المدونين الذين وصلوا إلى ولاية سيدي بوزيد نقطة انطلاق الثورة، عقب إضرام محمد البوعزيزي النار في جسده، احتجاجا على احتجاز السلطات المحلية بضاعته في 17 ديسمبر/كانون الأول 2010.

ومثلت يومياتها حول الثورة، التي نشرتها بالعربية والفرنسية والإنجليزية، تتويجا لالتزامها بالنضال ضد الدكتاتورية.

ونشرت الشابة الراحلة في 2011 كتابا بالفرنسية بعنوان "بنيّة تونسية: مدونة من أجل ربيع عربي".

نضال ومعاناة
وواصلت بعد ذلك نضالها من أجل الحقوق الأساسية في تونس، وشاركت، رغم تدهور وضعها الصحي، في عدة تظاهرات كان من أبرزها مبادرة لتحسين وضع المكتبات في السجون. 

وعانت لينا -التي تعمل بتدريس الإنجليزية في جامعة تونس، في الأشهر الأخيرة من حياتها صحيا، ونددت خلال ذلك بأوضاع مستشفيات العاصمة.

يشار إلى أن لينا بن مهني قد رشحت والمدونة المصرية إسراء عبد الفتاح والناشط المصري وائل غنيم لنيل جائزة نوبل للسلام لعام 2011.

كما أنها حازت على المرتبة 93 ضمن "أقوى 100 امرأة عربية 2013″، وعلى جائزة شون ماك برايد، المكتب الدولي للسلام، 2012 (بالتشارك مع نوال السعداوي)، والمرتبة 23 ضمن "أقوى 100 امرأة عربية 2012″، وأريبيان بزنس، وجائزة مينيرفا 2012.

كما حازت على جائزة أفضل مدونة في مسابقة "البوبز" عام 2011 من قبل دويتشه فيله، وكانت ضمن قائمة "أشجع مدوني العالم" من قبل موقع ذي دايلي بيست التي تضم 17 مدونا، وحصلت على جائزة الصحافة العالمية من جريدة الموندو الإسبانية، وعلى الجائزة الشرفية لجوناس فايس التذكارية.

وقال موقع إذاعة موزاييك المحلي عن مصادر متطابقة أكدت أن رئاسة الجمهورية وافقت على تنظيم جنازة وطنية للراحلة.

حزن ونعي
وفي بيان صادر عن والدها ووالدتها، تمت الدعوة إلى جنازة وطنية شعبية تجمع ما أسمتها كل القوى الشعبية والتقدمية التونسية والدولية"، وأشار البيان إلى أنه سيتم الإبلاغ عن تفاصيل الجنازة المبرمجة حال إتمام الإجراءات.

ومنذ لحظة إعلان وفاتها، عبر نشطاء على الإنترنت -نوابا ودبلوماسيين وممثلين عن المجتمع المدني- عن حزنهم. وأشاد رئيس الحكومة المكلف إلياس الفخفاخ بالراحلة لينا بن مهني التي اعتبرها "أيقونة الحراك المدني".

وقال رئيس الحكومة الأسبق مهدي جمعة، "فقدت تونس اليوم حرة من حرائرها (…) امرأة حرة عاشت قوية لآخر أيامها".

أما منظمة "البوصلة" غير الحكومية، فقالت إن "لينا بن مهني من أعلى أصوات المقاومة ضد الدكتاتورية بانخراطها في حركة التدوين قبل ثورة 2011 ودفاعها عن الحريات وحقوق الإنسان".

وأضافت أن نضالها استمر بعد سقوط نظام بن علي "من أجل الحرية والقضايا العادلة".

وقالت حملة "مانيش مسامح"، التي تأسست رفضا لقانون سنّ عام 2016، يعفو عن مسؤولين في الدولة تورطوا بقضايا فساد زمن بن علي، إن لينا بن مهني "كانت دائما في الصفوف الأولى في كل معركة ضد الظلم والتهميش والفساد".

المصدر : الصحافة التونسية + الفرنسية + مواقع إلكترونية