لوموند: طموحات بن سلمان الاقتصادية تصطدم بتحديات هيكلية شائكة

Pictures of Saudi Arabia's Crown Prince Mohammed bin Salman and Saudi Arabia's King Salman bin Abdulaziz are seen during the launching of National Industrial Development and Logistics Program (NIDLP) in Ritz-Carlton hotel in Riyadh, Saudi Arabia January 28, 2019. REUTERS/Faisal al-Nasser
المستثمرون الأجانب تنتابهم الشكوك بشأن الاستثمار في السعودية (رويترز)

رصد تقرير في صحيفة لوموند الفرنسية الحجم الكبير لما سماها "التحديات الاقتصادية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان"، مبرزا في هذا الصدد المشاريع الضخمة التي يعتزم بن سلمان إطلاقها ضمن خطة النهوض الاقتصادي وما يواجهها من صعوبات.

وقال الكاتب المخضرم في الصحيفة بنيامين بارت إن تلك المشاريع التي وصفها بالطموحة صعبة التحقيق بالنظر للأموال الضخمة التي تتطلبها والتي تناهز 430 مليار دولار، ناهيك عن الصعوبات في الواقع، وعلى رأسها غياب الثقة بسبب ما سميت حملة مكافحة الفساد، وكذلك قتل الصحفي جمال خاشقجي.

وذكر بارت أن برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية (NIDLP) -الذي هو حجر الزاوية لما أطلق عليها بن سلمان رؤية 2030– هو في واقع أمره خريطة طريق حكومية يطمح بن سلمان من خلالها إلى إخراج الاقتصاد السعودي من الاعتماد الكلي على النفط عبر توسيع القاعدة الصناعية للبلاد من خلال الاستثمار في أربعة مجالات رئيسية: التعدين وشبكات النقل والطاقة المتجددة والتصنيع، مثل السيارات والكيميائيات.

ولفت بارت إلى أن طموح الرياض هو إنشاء شركات مرجعية رئيسية شبيهة بعملاق النفط أرامكو، وعملاق البتروكيماويات سابك اللتين تعتبران قاطرتي النمو الاقتصادي السعودي.

وقال إن خطة التصنيع هذه تشمل إنشاء خمسة مطارات، وبناء ألفي كلم من السكك الحديدية وتحديث الموانئ القائمة، على أمل جعل المملكة مركزا جديدا للشحن الإقليمي حتى لو أدى ذلك إلى إزعاج الجارة دبي التي تحتل حاليا هذا المركز.

وتتطلب هذه الخطة توفير مبلغ قياسي من الاستثمارات المحلية والدولية لجمع 426 مليار دولار، وهو ما شكك الكاتب في إمكانية إقناع المستثمرين الأجانب بالمساهمة فيه في الوقت الحالي.

وفي هذا الصدد، نقل عن خبير اقتصادي غربي مقيم بالسعودية قوله "غياب الثقة هو سيد الموقف هنا، فنحن ضائعون في نوع من عدم اليقين، وهذا هو بالضبط عكس ما تحتاجه البلاد لجذب المستثمرين الكبار".

وأكد الخبير أن "هناك مشكلة أساسية في تنفيذ القرارات الرئيسية، فهي تواجه حالة من الجمود اليائس والمضاعفات الإدارية المعقدة، ناهيك عن كم هائل من الفساد".

وختم بارت بأنه لم يعد أمام بن سلمان سوى عشر سنوات للتغلب على هذه العقبات الهيكلية، لكن نظرا لعددها وأهميتها فإن تمكن برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية من تحقيق نصف أهدافه بحلول عام 2030 فسيكون فعلا قد انتصر.

المصدر : لوموند