إسرائيل واجهت غضب جيرانها عقودا لكن أجواء مؤتمر وارسو مختلفة

Poland's Prime Minister Mateusz Morawiecki, Israel's Prime Minister Benjamin Netanyahu and U.S. Secretary of State Mike Pompeo look on during the Middle East summit in Warsaw, Poland, February 14, 2019. REUTERS/Kacper Pempel
نتنياهو يبدي تفاؤله في هذه القمة ويعتبرها فرصة للعمل مع الدول العربية (رويترز)

يقول الكاتب أوليفر هولمز في مقال نشرته صحيفة غارديان البريطانية إن الثمن الذي دفعته إسرائيل عقودا مقابل احتلالها الأراضي الفلسطينية هو الغضب الذي لاقته من جانب جيرانها، غير أن الأحداث التي تجري في "مؤتمر وارسو للشرق الأوسط" -المنعقد في العاصمة البولندية- تروي قصة أخرى مختلفة تماما.

ويوضح أن إسرائيل تسعى إلى إيجاد أرضية مشتركة مع الدول العربية، مبنية على قاعدة معاداة إيران والمصالح التجارية، وذلك على أمل أن يحجب هذان العاملان التضامن العربي مع الفلسطينيين.

ويأتي ذلك في ضوء الضغوط التي يمارسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الزعماء العرب لتأمين دعمهم لخطة السلام التي صاغها صهره جاريد كوشنر.

ويشير الكاتب إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبدى تفاؤله في هذه القمة، ويعتبرها فرصة للعمل مع الدول العربية لتعزيز المصلحة المشتركة في الحرب على إيران.

‪هناك صور تغضب القيادة الفلسطينية يظهر فيها نتنياهو مبتسما مع بعض القادة العرب في مؤتمر وارسو‬ (غيتي)
‪هناك صور تغضب القيادة الفلسطينية يظهر فيها نتنياهو مبتسما مع بعض القادة العرب في مؤتمر وارسو‬ (غيتي)

ابتسامات
ويتساءل هولمز: هل ابتسامات نتنياهو مع القادة العرب تشير إلى عهد جديد؟ ويضيف أن هناك صورا تغضب القيادة الفلسطينية، حيث يظهر نتنياهو وهو يبتسم ويمزح مع بعض القادة العرب في هذا المؤتمر الدولي الخاص بالمنطقة.

وينسب الكاتب إلى نائب الرئيس الأميركي مايك بنس القول "أعتقد أننا بدأنا حقبة جديدة". وذلك في وقت كان نتيناهو يجتمع فيه مع قادة من البحرين والسعودية والإمارات على مائدة واحدة.

ويشير هولمز إلى أن ثمة لقاء ومصافحة دافئة جرت بين نتنياهو ووزير الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبد الله، وذلك في أعقاب رحلة تاريخية سبق أن قام بها نتنياهو في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى سلطة عمان.

وينسب الكاتب إلى نتنياهو تصريحه المتمثل في القول إنه وقف مع وزراء خارجية الدول العربية البارزة، وتحدثوا بقوة غير عادية ووضوح ووحدة ضد التهديد المشترك للنظام الإيراني، وذلك في قاعة ضمت نحو ستين وزيرا للخارجية ممثلين لعشرات الحكومات.

علاقات
ويشير هولمز إلى أن الدول العربية ظلت مترددة حتى الآن في إظهار علاقاتها مع إسرائيل، وذلك خوفا من الإحراج الداخلي، لكن هناك دلائل متزايدة الآن على تحسن هذه العلاقات.

ويضيف أن السعودية فتحت مجالها الجوي أمام طائرة ركاب متجهة إلى إسرائيل في مارس/آذار الماضي، وكسرت بذلك الحظر المفروض منذ سبعين عاما على الطائرات التجارية في هذا السياق.

ويقول الكاتب إنه يشاع أن صفقة ترامب من شأنها مكافأة إسرائيل بعلاقات تطبيع مع بعض قوى الشرق الأوسط، وذلك في مقابل تنازلات لم يتم تحديدها بعد للفلسطينيين.

ويشير الكاتب إلى أنه تمت دعوة وفد فلسطيني إلى المؤتمر، لكنه رفض الحضور.

المصدر : الجزيرة + غارديان