صحيفة تركية: هناك إستراتيجية وحملات لمحاصرة تركيا

Turkish army begins second round of patrols in Manbij- - MANBIJ, SYRIA - JUNE 20: Armoured vehicles of Turkish Armed Forces are seen as they begin a second round of patrolling in the northern Syrian city of Manbij as part of the objective to rid the area of the YPG/PKK terror group on June 20, 2018.
هناك أطراف بدأت في تكوين أعداء لتركيا في العالم بهدف كسر محبتها المنتشرة في المنطقة العربية (الأناضول)

يقول الكاتب التركي يوسف كابلان إن النظام العالمي الحالي يعرف أن استمرارية قوته مرتبط بإيقاف تركيا وسياساتها في المنطقة، ويشير إلى تعاون دول عربية مع إسرائيل لإنشاء جبهة معادية لأنقرة.

ويضيف كابلان في مقال نشرته صحيفة "يني شفق" التركية أنه لتحقيق هذا الغرض، يخطط النظام العالمي ضمن إستراتيجية محكمة من أجل حصار تركيا خارجيا وداخليا، مشيرا إلى أن تركيا مضطرة لتلافي اقتراف أخطاء، نظرا لكثرة المتربصين بها.

ويقول إن الحملات الساعية لمحاصرة تركيا وعزلها سياسيا في المنطقة ستتزايد خلال الأيام المقبلة، وذلك في أعقاب نجاح أنقرة في عملية درع الفرات وغصن الزيتون، وبسبب مكاسبها السياسية بعد الحملات الناجحة التي قامت بها، الأمر الذي أغضب متزعمي النظام الدولي الذين قرروا بدء حصار تركيا من عدة جوانب.

ويوضح الكاتب أن هذه الأطراف بدأت بمحاولة خلق أعداء لتركيا في العالم العربي، وذلك لكسر محبة تركيا المنتشرة بالفعل في الشارع العربي.

‪الكاتب: الغرب يسعى لإفساد العلاقات التركية العربية (رويترز)‬ الكاتب: الغرب يسعى لإفساد العلاقات التركية العربية (رويترز)
‪الكاتب: الغرب يسعى لإفساد العلاقات التركية العربية (رويترز)‬ الكاتب: الغرب يسعى لإفساد العلاقات التركية العربية (رويترز)

أعداء تركيا
ويضيف كابلان أن هذه الخطة ظهرت واضحة للعيان وسط الأنباء التي تفيد بانعقاد اجتماع سري في إحدى دول الخليج، يكشف للجميع الخطط الماكرة ضد تركيا، وذلك نظرا لعلاقاتها المتميزة الثنائية مع الغرب، وإيران، والعالم العربي.

ويقول إن الاجتماع الذي عقد بحضور مسؤولين من الاستخبارات السعودية والإماراتية والمصرية والإسرائيلية، دعا الإمارات إلى إعادة علاقاتها مع النظام السوري، ودعا الأخير للعودة إلى جامعة الدول العربية.

ويتساءل الكاتب إزاء اتخاذ هذا القرار بعدما انتهت سوريا وتحوّلت إلى جحيم كبير، مبينا أن رئيس الموساد الإسرائيلي شدد على مسؤولي المخابرات العربية بقوله إن "الخطر الحقيقي يكمن في تركيا، لا في إيران".

‪الاجتماع السري للاستخبارات الإماراتية والسعودية والمصرية والإسرائيلية دعا لإنشاء جبهة ضد تركيا‬  (رويترز)
‪الاجتماع السري للاستخبارات الإماراتية والسعودية والمصرية والإسرائيلية دعا لإنشاء جبهة ضد تركيا‬ (رويترز)

التمدد الإيراني
ويقول الكاتب إن واحدة من إستراتيجات الاستعمار في عالمنا الإسلامي هي فتح الطريق أمام التمدد الإيراني، وبالتالي كسر ظهر العالم الإسلامي، ومنع تركيا من اتخاذ خطوات جدية في تشكيل المنطقة.

ويشير إلى أن الغرب دعم ونفذ أكثر من انقلاب عسكري في تركيا، وأنه تمت الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي بانقلاب عسكري بعد عام واحد من توليه الحكم، إلا أن الغرب لم يقم بأي شيء مع ايران منذ حصول الثورة الإسلامية إلا بعض التصريحات المنددة والمهددة، بل على العكس، فإن الغرب فتح الطريق أمام إيران إلى اليمن.

ويقول الكاتب إن الغرب يبذل كل ما في وسعه من أجل إفساد العلاقات التركية الإيرانية، ويرى أن على أنقرة عدم الوثوق بطهران مطلقا، ولكن عليها كذلك ألا تفسد علاقاتها معها كي لا تدفعها إلى حضن الغرب.

ويضيف أن الغرب يسعى أيضا إلى إفساد العلاقات التركية العربية، وزرع عداء ضد تركيا في الأوساط العربية لكي تنشأ جبهة عربية مضادة لها، متابعا أن على أنقرة تطوير إستراتيجية لإنهاء هذه الجبهة العربية الجديدة لإفشال هذه المخططات.

حافة الجحيم
ويقول الكاتب إن على تركيا أيضا توضيح كيف أن "الدول العميلة -مثل السعودية والإمارات- تعمل على جر الدول العربية من المغرب وحتى السودان إلى حافة الجحيم".

ويبين أنه من الضروري لتركيا أن تعمل على تحقيق هذا الأمر داخل العالم العربي بزيادة حلفائها العرب، وأن عليها أن تعمل في الدبلوماسية العامة من أجل هذا الأمر.

ويختم الكاتب مقاله بأن المعركة التي تُخسر في الإعلام، تُعتبر معركة خاسرة حتى حققت الفوز في الميدان.

المصدر : الجزيرة + الصحافة التركية