شريك عربي يدعم رفض إسرائيل حل الدولتين

Crown Prince of Saudi Arabia Mohammad bin Salman arrives to meet Britain's Prime Minister Theresa May in Downing Street in London, March 7, 2018. REUTERS/Simon Dawson
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أطلق تصريحات أغضبت الفلسطينيين (رويترز)
هل تخلت السعودية عن دعم الفلسطينيين لإقامة دولتهم المستقلة؟ أم أن ولي العهد السعودي اصطف إلى جانب إسرائيل والولايات المتحدة لمواجهة إيران ضاربا عرض الحائط بالفلسطينيين وطموحاتهم بذريعة تعنت قياداتهم؟

في هذه الإطار، يقول الكاتب بيتر هويسي -مدير دراسات الردع الإستراتيجي في معهد ميتشل لدراسات الفضاء الجوي التابع لرابطة القوات الجوية- إنه عندما تم انتخاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 2009، فإنه تبنى سياسة لدعم حل الدولتين، بيد أن إسرائيل لم تقدم تنازلات كبيرة لتحقيق هذه الرؤية.

ويضيف في مقال تحليلي نشرته مجلة "ذي هيل" الأميركية، أنه يبدو أن إسرائيل لديها ثمة شريك جديد يتبنى التوجهات نفسها، موضحة أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سبق أن صرح بأنه يجب على الفلسطينيين أن يقبلوا بالمفاوضات وبما عرض عليهم مرات عديدة بشأن دولة خاصة بهم أو أن يلزموا الصمت.

وصرح ابن سلمان لوسائل إعلام إسرائيلية بالقول إن القيادة الفلسطينية تفوت الفرص منذ أربعين عاما، وإنها رفضت جميع المقترحات التي كانت تقدم إليها، ولقد حان الوقت كي يقبل الفلسطينيون الاقتراحات والعروض، وإن عليهم العودة إلى طاولة المفاوضات أو فليصمتوا ويكفوا عن التذمر والشكوى.

‪ترامب ونتنياهو التقيا في أكثر من مناسبة‬ (رويترز)
‪ترامب ونتنياهو التقيا في أكثر من مناسبة‬ (رويترز)

التحدي الإيراني
وترى المجلة أن إعلان ابن سلمان يجعل موقف السعودية أقرب إلى موقف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في هذا السياق، وهو المتمثل في أن تعنت السلطة الفلسطينية لم يعد يؤثر في تحريك سياسة الشرق الأوسط، وسط تقارير تشير إلى أن كلا من واشنطن والرياض لم تعودا توافقان على أنه ينبغي لإسرائيل تقديم تنازلات كشرط لجعل عملية السلام تمضي قدما في المنطقة.

ويضيف الكاتب أن أهمية هذا الشريك السعودي تتمثل في عدم استمراره في الاعتقاد بأن الدولة الفلسطينية تشكل جوهر عملية السلام في الشرق الأوسط، وفي انضمام السعودية بدل ذلك إلى إسرائيل ومصر والولايات المتحدة في اعتبارها أن "الفوضى" الإيرانية هي التي تشكل مركز التحدي في الشرق الأوسط، خاصة في ما يتعلق ببرامج طهران النووية والصاروخية.

ويقول إن هذا الموقف الأميركي الجديد يختلف عن مواقف الإدارات الأميركية السابقة، التي جادلت بأنه إذا أعادت إسرائيل للفلسطينيين الضفة الغربية وقطاع غزة، فإن معظم "الإرهاب" الذي يشل الشرق الأوسط سينتهي.

وتنظر السعودية والولايات المتحدة إلى إيران بوصفها تحديا رئيسيا في المنطقة، في ظل اعتبار طهران الراعية الأولى للإرهاب في العالم، وأن لديها أكبر ترسانة صاروخية في المنطقة،  ووسط تسليحها "الجماعات الإرهابية" مثل جماعة الحوثي في اليمن وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة وحزب الله في لبنان وسوريا.

كما يساعد ولي العهد السعودي الولايات المتحدة بشكل غير مباشر في تحدٍ أمني آخر يتمثل في كوريا الشمالية؛ فمن خلال العمل على إنهاء أو تعديل الاتفاقية النووية الإيرانية بشكل كبير، فإنه يتم تسليم رسالة قوية إلى بيونغ يانغ وإلى طهران في اللحظة نفسها.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية