المهمة الشائكة لإعادة إعمار العراق

إعمار العراق بين جذب الاستثمار ومحاربة الفساد
إحدى جلسات مؤتمر إعمار العراق المنعقد في الكويت (الجزيرة)

وصف تقرير في موقع مركز الأبحاث الأميركي ستراتفور إعادة إعمار العراق بالمهمة الشائكة، وسلط الضوء على بعض النقاط المهمة وهي:

– احتياجات العراق التنموية واقتصاده السيّئ يعني أن بغداد ستعتمد بشكل كبير على التمويل الخارجي، سواء في شكل مساعدات أو قروض أو استثمارات شركات خاصة.

– الفساد وضعف الأمن سيؤديان إلى عرقلة مشاريع التنمية في العراق، على الرغم من الاهتمام العالمي بضمان دعم استقرار البلاد.

– دول الخليج العربي حريصة على زيادة مشاركتها في إعادة الإعمار، من أجل المساعدة في استقرار البلد ومن أجل استخدام اتصالاتها هناك لتحدي إيران المنافسة.

ويرى الباحثون أن سنوات الصراع والفساد والإهمال قد تركت أجزاء كبيرة من البنية التحتية في العراق في حال يرثى لها. وأشاروا إلى أن المشروعات التي قد تتنافس فيها الشركات -نحو ألفي شركة في مجالات شتى- التي حضرت المؤتمر المنعقد في الكويت في الفترة من 12 إلى 14 فبراير/شباط، تأتي في إطار تعقيدات إضافية شكلها الوضع الجيوسياسي للعراق.

فالعراق في عام 2018 يعيش حالة هشة. وعلى الرغم من أن عام 2017 كان عاما بارزا في التحرر من تنظيم الدولة الإسلامية، فإن شبح الجماعة المسلحة لا يزال يطارد البلاد ولا تزال بقايا المنظمات المتطرفة العنيفة مستمرة في بعض الأنحاء.

وهذه الهشاشة تمتد إلى المجال السياسي أيضا. ففي الفترة التي سبقت الانتخابات العامة في وقت لاحق من هذا العام، اتضحت شعبية المليشيات المدعومة من إيران من القوائم الانتخابية المعدة، مما يؤكد نفوذ طهران المتفشي.

التعقيدات التي أضافتها المعاناة الأمنية المستمرة وعلاقات العراق السياسية بإيران ليست التحديات الوحيدة لإعادة الإعمار

وهذه التعقيدات التي أضافتها المعاناة الأمنية المستمرة وعلاقات العراق السياسية بإيران ليست التحديات الوحيدة لإعادة الإعمار. فالفساد المزمن الذي يظل ينخر رغم جهود الحكومة الحالية للتصدي له، يثني الشركات الخاصة عن ضخ الأموال في مشاريع التنمية.

كما أن الموقف الجيوسياسي الضعيف نسبيا في العراق غالبا ما يجعل من السهل على البلدان الأكثر قوة الاستفادة منه. فقد اعتبرت إيران وتركيا منذ فترة طويلة أن أجزاء من الأراضي العراقية وشرائح من سكانها ينتمون إلى أراضيهما وتراثهما التاريخي، والشبكات التجارية العميقة والطويلة العهد بين تركيا والعراق وبين إيران والعراق تسمح للشركات من هاتين الدولتين بتفضيل المشروعات الأكثر جاذبية، كما أن تفوق إيران بشكل خاص هائل في جنوب العراق، في حين أن تركيا هي السائدة في الشمال.

وأخيرا، فإن العلاقة الشائكة بين الولايات المتحدة والعراق، وعمق المخاوف الأميركية من نفوذ إيران المتنامي في البلاد، ينعكس في حثها دول مجلس التعاون الخليجي السني على الاستثمار بكثافة في إعادة الإعمار وتشجيعها حلفاءها الخليجيين على المساهمة.

وهذه الدفعة الأميركية لا تعترف فقط بفائدة العراق في الحصول على ثروات دول الخليج، بل لها أيضا ميزة إضافية بتشجيع الدول المعارضة لإيران لإحداث اختراقات تجارية في مكان كانت تعتبره طهران حكرا عليها.

المصدر : الصحافة الأميركية