مواقع التواصل أداة إسرائيل للتطبيع الرقمي؟

سكرين شوت من صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية. إسرائيل تهتم باللغة العربية لاجتذاب المعارضين لإيران، والجيش الإسرائيلي ينشر تطبيقات للتواصل الاجتماعي لنشر العداء ضد إيران في الأوساط العربية، وذلك في وقت تتنافس فيه السعودية وإيران على النفوذ في المنطقة.
يبدو أن الإسرائيليين قد وجدوا ضالتهم في مواقع التواصل الاجتماعي وعبر توظيف العربية للتواصل مع العالم العربي والإسلامي، وذلك في محاولة من بعض قياداتهم للحشد ضد إيران وتحقيق مآرب أخرى، وسط الاعتقاد بأن تل أبيب وبعض الدول العربية مثل السعودية قد أصبحت في خندق واحد.
 
وأما العامل المشترك بين الإسرائيليين والبعض في العالم العربي -وفق ما تراه صحيفة ذي وول ستريت جورنال الأميركية- فهو عداء إيران، وخاصة في ظل التنافس بين الرياض وطهران على النفوذ الإقليمي، والعداء بين تل أبيب وطهران إزاء الطموحات الإيرانية للحصول على السلاح النووي.
 
فكيف تحاول بعض القيادات الإسرائيلية التواصل مع العرب، وكيف تخدم بعض وسائل التواصل مثل فيسبوك وتويتر هذا الهدف الإسرائيلي، وماذا يفعل المتحدث باسم جيش الاحتلال الرائد أفيخاي أدرعي في هذا السياق؟

وتقول الحكاية إن أدرعي يستغل وسائل التواصل لمحاولة اختراق العالمين العربي والإسلامي، ومحاولة التحريض والحشد ضد إيران، وذلك من خلال استخدامه العربية نفسها، أي أنه يحاول الوصول إلى مبتغاه بلغة القوم الذين يريد التخاطب معهم، مما يتطلب اهتماما بالعربية من جانب إسرائيل، وهو ما تقوم به وتسعى للسير فيه قدما في هذا المجال.

استفزاز
لكن هذه الجهود الإسرائيلية تُقابل في بعض الأحيان بالعداء والسخرية، وذلك لأن أدرعي -الذي يقود هذه الجهود- لا يتورع عن استفزاز المستهدفين.

ففي إحدى منشوراته على صفحته في فيسبوك لم يتوان عن إسقاط أو فرض صورة علم إيران على قطاع غزة، حيث ورد في منشوره:

"#غزة بين محاولات #إيران جرها لمستنقع التصعيد والعدوان من خلال منظمات إرهابية تنفذ الأوامر الصادرة في #طهران وبين رغبة السكان بالعيش بهدوء ورفاهية وكرامة. تذكروا ان إيران لم ولن تكترث بالشعوب التي تحاول بسط نفوذها عليها. #كفى_إرهاب".

كما أن أدرعي يوظف تويتر أيضا لذات أهدافه، ففي إحدى التغريدات أطلق فيديو يحاكي غزوا إسرائيليا لجنوب لبنان، وذلك حيث موطن حزب الله اللبناني الذي تدعمه إيران.

وفي حين يحظى أدرعي بنحو 1.2 مليون من المتابعين على صفحته على فيسبوك العربية، فإنه يحظى بأكثر من 181 ألف متابع على حسابه في تويتر.

undefined

أهو تطبيع رقمي؟
ووفق الصحيفة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نشر تقارير فيديو تحمل ترجمات عربية تدين إيران، وتقوم خارجيته بشكل روتيني بنشر صور وردية للتعايش الإسرائيلي العربي، وهي تستهدف أكثر من مليون من متابعي صفحتها بالعربية على فيسبوك.

وأما المسؤول عن الدبلوماسية الرقمية بالعربية في الخارجية يوناتان غونين، فيقول إن تأثير الجهود الإعلامية غالبا ما يكون محدودا، مضيفا أن بعض مستخدمي وسائل التواصل قد يشيرون لبلاده على أنها إسرائيل بدلا من "الكيان الصهيوني".

ولا تقيم إسرائيل علاقات دبلوماسية مع معظم جيرانها، لكنها تستغل وسائل التواصل للتواصل مع العرب وتعزيز المؤاءمة المتنامية مع دول عربية مسلمة سنية.

وأما الدولة الأكثر تأثيرا من بين هذه الدول فهي السعودية، حيث اختار الجيش الإسرائيلي موقعا إلكترونيا سعوديا لإجراء أول مقابلة عبر وسائل الإعلام العربية مع رئيس أركانه منذ أكثر من عشر سنوات.

ففي أول مقابلة من نوعها مع وسيلة إعلام سعودية، صرح رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال غادي إيزنكوت لموقع إيلاف الإلكتروني السعودي -الذي يتخد من لندن مقرا له- بأن إيران تشكل "أكبر تهديد في المنطقة" مضيفا أن هناك اتفاقا كاملا في ما بين إسرائيل والسعودية بهذا الشأن.

كما عززت إسرائيل والسعودية والإمارات التعاون الاستخباري لمواجهة إيران.

وأثار نشر موقع إيلاف لافتتاحيات للجنرال أدرعي التي يشجب فيها حزب الله اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تكهنات في وسائل الإعلام اللبنانية بأن الرياض تعمق العلاقات مع تل أبيب.

ولكن في المقابل، فقد أطلق أحد مقاتلي حزب الله العام الماضي تغريدة تحمل صورته بالزي القتالي مُذيلة برسالة تقول بأن حزبه سيغزو شمال إسرائيل، لكن الرائد أدرعي أجابه بالقول "افعلوا إن كنتم تجرؤون، لكننا سنفاجئكم".

المصدر : وول ستريت جورنال