تعاظم النفوذ الإيراني وتراجع الأميركي بأفغانستان

US soldiers keep watch at the site of a suicide attack in Maidan Shar, the capital city of Wardak province south of Kabul on September 8, 2013. At least four Afghan intelligence agents were killed and dozens of civilians were wounded when a group of Taliban militants attacked an intelligence bureau in central Afghanistan, officials said.
جنود أميركيون ينتشرون في مدينة ميدان شهر عاصمة إقليم وردك جنوبي كابل أواخر 2013 (غيتي إيمجيز)
أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إلى النفوذ الإيراني المتزايد في أفغانستان، وقالت إنه يتعاظم في مقابل تراجع الدور الأميركي في البلاد التي تعصف بها الحرب منذ سنوات، وإن طهران تدعم حركة طالبان بالتدريب والمال والسلاح.

ونشرت الصحيفة مقالا للكاتبة كارلوتا غال قالت فيه إن إيران تحاول ملء الفراغ الذي يتسبب به تضاؤل النفوذ الأميركي في أفغانستان، وإن طهران تتعاون مع الفصائل والحركات المناهضة للحكومة الأفغانية مثل حركة طالبان لإيجاد موطئ قدم لها في البلاد.

وأشارت الكاتبة إلى هجوم سبق أن نفذه مقاتلو طالبان على مراكز للشرطة في مدينة فراه الأفغانية المتاخمة للحدود الإيرانية، وأنهم تمكنوا من فرض حصار على ضفة النهر في المدينة لثلاثة أسابيع حتى تدخل الطيران الأميركي.

وأضافت أنه تبين أن إيران هي التي كانت تقف وراء هذا الهجوم، فإن أربعة قادة عسكريين إيرانيين كبار كانوا من بين عشرات القتلى وأقيمت لهم مراسم دفن في إيران، وقد نقل القتلى والجرحى من مقاتلي حركة طالبان إلى الحدود القريبة من إيران، حيث تدريب وتجنيد المتمردين.

جنود مشاة أميركيون ينتشرون في إحدى قواعدهم بولاية كونار بأفغانستان أواخر 2011 (غيتي إيمجيز)
جنود مشاة أميركيون ينتشرون في إحدى قواعدهم بولاية كونار بأفغانستان أواخر 2011 (غيتي إيمجيز)

مل الفراغ
وقالت الكاتبة إن الهجوم الذي نسقته حركة طالبان مع هجمات أخرى على مدن أخرى يعد الأكثر جرأة منذ 2001، لكنه يعد جزءا من الحملة الإيرانية لملء الفراغ في أفغانستان.

وأشارت الكاتبة إلى تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي يرى أن بلاده خسرت الحرب في أفغانستان، وإلى أنه هدد بإقالة القادة العسكريين الأميركيين المسؤولين عن إدارة الحرب في هذه البلاد.

وأضافت أن هذه الحرب في أفغانستان تعد الأطول التي تخوضها الولايات المتحدة في تاريخها، وأنها أدت إلى مقتل نحو 150 ألفا من الجانبين، وأن واشنطن أنفقت عليها تريليونات الدولارات.

وأشارت إلى أن إيران تدعم طالبان بالسلاح والمال وأنها توفر لهم التدريب، وأنها وفرت ملجأ آمنا لقادة الحركة وقدمت وقودا لشاحناتهم، وأنها تقوم بتجنيد المزيد من اللاجئين الموجودين داخل إيران من الأفغان السنة من أجل الانضمام إلى صفوف طالبان.

تراشق أميركي روسي بشأن دعم طالبان (الجزيرة)
تراشق أميركي روسي بشأن دعم طالبان (الجزيرة)

أعداء الأمس
وتحدثت الكاتبة بإسهاب عن المزيد من التفاصيل بهذا الشأن، وعن كيفية تحول أعداء الأمس، ممثلين في إيران وطالبان، إلى أصدقاء اليوم، وأن طهران تدعم مقاتلي طالبان لتساعدهم في مواجهة القوات الأميركية في أفغانستان.

وأضافت أن قيام حركة طالبان بتطوير علاقاتها مع إيران وروسيا يعد تحولا هاما، كما أشارت إلى تزايد النفوذ الإيراني في ولاية هيرات الأفغانية قرب الحدود الإيرانية، حتى إنه صار يطلق عليها "إيران الصغيرة".

وقالت إن إيران استفادت من الحرب الأفغانية الطويلة والمكلفة التي أدت إلى الإطاحة بأعدائها السابقين، لكن طهران الآن تتبع استراتيجية تتمثل في محاولة زيادة التكلفة على الأميركيين.

وأشارت الكاتبة إلى أن إيران تعمل على إضعاف الحكومة الأفغانية وقواتها الأمنية وإلى إفشال المهمة الأميركية في أفغانستان برمتها، وأنها تسعى لبسط نفوذها على البلاد.

وقالت إن روسيا وإيران وجدتا قضية مشتركة في أفغانستان، كما هو الحال في سوريا، وأن طهران وموسكو تسعيان لانزلاق الولايات المتحدة عميقا في المستنقع الأفغاني.

المصدر : الجزيرة + نيويورك تايمز