معاناة وألم بمراكز احتجاز المهاجرين في ليبيا
رصد تقرير لصحيفة التايمز حالة مراكز احتجاز المهاجرين في ليبيا بأنها عبارة عن مستودعات مغلقة دون نوافذ يطلق عليها المهاجرون عبارة "النوم على حد السكين"، نظرا لاكتظاظها بالرجال وهم يرقدون ظهرا إلى ظهر مثل أدوات المائدة المكدسة في الدرج.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض المحتجزين القادمين من أفريقيا وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط، يقبعون في هذا المركز على هذه الحال منذ ثمانية أشهر بانتظار إعادتهم إلى بلادهم، وأضافت أن ليبيا لا تعالج طلبات اللجوء دون أي استثناءات تقريبا.
ويقول شهدات، البالغ 38 عاما من بنغلاديش، بصوته الخافت من شدة الحرارة "الأمر في غاية الصعوبة، فليس هناك ما يكفي من المراحيض والكثير من الشجارات تنشأ بسبب الماء والطعام".
ويضيف شهدات، الذي اعتقل في مايو/أيار وينتظر ترحيله بعد أن خسر 7 آلاف دولار سلبها منه المهربون والخاطفون، أن "السلطات تحاول ما بوسعها وبالكاد نستطيع النوم، إنه لكابوس".
وخلف شهدات اصطف عشرات المهاجرين البنغال الجالسين القرفصاء على الأرض بانتظار دورهم في تناول الطعام، وكثيرا ما تنشب المشاجرات عندما تحاول مجموعة من جنسية أخرى اختراق الصف. وطعام الغذاء، الذي هو عبارة عن شطيرة قديمة وعلبة عصير وزجاجة من الماء، سرعان ما ينفد.
ويحكي أنيس العزبي، أحد القائمين على المركز، أن الطعام المتبقي لا يكفي سوى أربعة أيام فقط. وبعدها إذا لم تتمكن الحكومة من تأمين تمويل أو صفقة جديدة مع إحدى الجمعيات الخيرية، فإن الحراس سيضطرون إلى إحضار طعامهم الخاص.
وقد حث المدير الإداري للمركز عبد الناصر حزام الاتحاد الأوروبي لتقديم المزيد من المساعدة، وأردف بأنه إذا وصلت أعداد المحتجزين إلى نقطة الأزمة فسيضطرون إلى إخلاء سبيلهم، وأضاف أن بإمكان الاتحاد الأوروبي توفير المواد للمراكز بسهولة وتسريع عملية الترحيل.
وقال إن "رحلتي ترحيل في الأسبوع غير كافية، لأننا ننفق أكثر من مليون دينار شهريا لتقديم الطعام لهذا المركز فقط. ونحن بحاجة إلى المزيد من الإمدادات".
وأشارت الصحيفة إلى وجود نحو 7000 مهاجر في مراكز الاحتجاز الرسمية البالغ عددها 20 في غرب ليبيا. وكان هناك 40 مركزا في العام الماضي، لكن السلطات اكتشفت أن نصفها كانت تدار من قبل رجال المليشيات الذين كانوا يعذبون المهاجرين من أجل الحصول على المال.
وفي قسم النساء بالمركز، وصفت سيسي (30 عاما) من ساحل العاج حالتها وهي تلد، وكيف أن وليدها (ثلاثة أشهر) كان يرتدي مجرد قطعة قماش تغطي معدته ويرقد ووجهه لأسفل على بطانية قذرة فوق أرضية الغرفة التي فيها ما لا يقل عن 20 امرأة نائمات.
وتقول سيسي "أريد فقط العودة إلى بلدي لأن تربية رضيع في هذا المكان مستحيلة".
أما مريم من غامبيا فقد خرجت من المستشفى مؤخرا وأجبرت على حمل جنينها الميت في بطنها أسابيع عدة بعد نقلها من الشرق إلى مركز احتجاز في الغرب. ووضعت الطفل الميت وهي في حالة من الألم الشديد.