تزايد المعارضة الإسرائيلية لوضع البوابات الإلكترونية

3-إحدى حارسات المسجد الأقصى تعتصم أمام باب المجلس ووتقرأ القرآن وترفض دخول المسجد عبر البوابة.jpg
بوابة إلكترونية لدخول المسجد الأقصى (الجزيرة-أرشيف)

توسعت الصحافة الإسرائيلية في الحديث عن تطورات الأوضاع الأمنية مع الفلسطينيين عقب أحداث المسجد الأقصى، وتحدثت عن تزايد المعارضة الإسرائيلية لوضع البوابات الإلكترونية حول المسجد.

فقد نقلت مراسلة صحيفة "يديعوت أحرونوت" ألكساندرا لوكيش عن وزير البناء والإسكان يوآف غالانت أنه عارض منذ البداية وضع البوابات الإلكترونية في المسجد الأقصى لأنها باتت أداة للاحتكاك بيد الفلسطينيين.

وقال غالانت إن البوابات الإلكترونية لا تساعد في إجراء الفحوص الأمنية اللازمة لعشرات آلاف المصلين الذين يصلون الحرم القدسي خلال وقت قصير لأداء الصلاة فيه، ولذلك يمكن البحث عن صيغة أخرى لتوفير الحماية الأمنية من دون البوابات الإلكترونية عبر إجراءات استخبارية محكمة، وعبر الكاميرات والفحوصات العشوائية.

وأضاف غالانت، الجنرال السابق وعضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، أن الفحص الأمني عبر البوابات الإلكترونية لن ينجح لسببين: الأول أن الفلسطينيين يدركون جيدا كيف يلتفون على هذه البوابات، فهم يعرفونها جيدا في الملاعب والمتاجر وفي كل مكان, الثاني أن هذه البوابات لا تستطيع الإحاطة بعشرات آلاف المصلين الذين يدخلون عبر عدة أبواب للمسجد الأقصى في الوقت ذاته، فضلا عمن يأتي من المناطق المجاورة، وهذا من الناحية الميدانية أسلوب غير عملي وليس مجديا.

‪اعتصام رفض بوابات الأقصى مستمر‬ (الجزيرة-أرشيف)
‪اعتصام رفض بوابات الأقصى مستمر‬ (الجزيرة-أرشيف)

وأوضح الوزير الإسرائيلي أنه حينما كان قائدا لفرقة غزة قبل عشرين عاما، قرر الجيش وضع بوابات إلكترونية لخروج العمال الفلسطينيين إلى إسرائيل، وكانوا قرابة 25 ألفا، وكان من نتائجها الازدحام الشديد واستغراق وقت لا يقل عن أربع ساعات يوميا، في حين أن الوضع في المسجد الأقصى أكثر حرجا وضغطا لأن الأعداد مضاعفة، في ظل أجواء من الحر الشديد، ولا يمكن لهذه البوابات أن تنجح.

بوابات الأقصى
ونقل المراسل السياسي لـ"يديعوت أحرونوت" إيتمار آيخنر عن قيادات عسكرية وأمنية إسرائيلية معارضتهم وضع البوابات حول الأقصى، ومنهم رئيس جهاز الأمن العام الشاباك نداف أرغمان، ورئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي آيزنكوت، ورئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الجنرال هآرتسي هاليفي، الذين قالوا في جلسة المجلس الوزاري المصغر الأخيرة إن وضع هذه البوابات خطأ جسيم، ولا بد من إزالتها.

وأضاف أن التقدير الذي توفر لهذه الأجهزة الأمنية بأن المصلين المسلمين لن يوافقوا على المرور من هذه البوابات، وقد تتسبب لنا في اندلاع مواجهات وانفجارات في أماكن متعددة.

أما وزير الطاقة يوفال شتاينيتس فقد عبر عن معارضته لوضع البوابات، لأن من شأنها إثارة القلاقل الأمنية في الدول العربية والإسلامية، وربما تؤدي لقطع العلاقات العربية مع إسرائيل.

وذكرت صحيفة معاريف نقلا عن الضابط الكبير السابق في الشاباك يارون بلوم قوله إن وضع البوابات كان خطأ إستراتيجيا، ويبدو أن الاعتبارات التي دفعت الحكومة لاتخاذ قرار بوضعها حزبية وليست أمنية.

وأضاف أن وضع البوابات الإلكترونية حول الأقصى أدى لنشوب أزمة بين إسرائيل والدول العربية، "التي بدت جميعا معارضة لنا، وما زال أمامنا وقت قصير للتراجع عن هذه الخطوة".

المصدر : الصحافة الإسرائيلية