كاتبة: مصطلح تنظيم "الدولة الإسلامية" لا يمثل الإسلام

Fighters of the Islamic State of Iraq and the Levant (ISIL) celebrate on vehicles taken from Iraqi security forces, at a street in city of Mosul, June 12, 2014. Since Tuesday, black clad ISIL fighters have seized Iraq's second biggest city Mosul and Tikrit, home town of former dictator Saddam Hussein, as well as other towns and cities north of Baghdad. They continued their lightning advance on Thursday, moving into towns just an hour's drive from the capital. Picture taken June 12, 2014. REUTERS/Stringer (IRAQ - Tags: CIVIL UNREST POLITICS CONFLICT)
الإرهابيون هم العدو مهما كان اسمهم (رويترز)
قالت الكاتبة الأميركية إيميلي باركر إن السلاح الرئيسي لأي منظمة إرهابية هو خطف وتقسيم وتسميم المجتمعات، وإنه عندما يبدأ كل شخص غير مسلم في الخوف من الإسلام يصبح مصطلح "الدولة الإسلامية" أقوى.

واستهلت الكاتبة مقالها بصحيفة إندبندنت بجزء من الآية 32 في سورة المائدة "… من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"، معلقة بأن الفظاعات التي ارتكبت في هجومي مانشستر ولندن أدت إلى رد فعل حزين ومتوقع ضد المسلمين، نظرا لأن الحكومة ووسائل إعلامها، بل وحتى الأصدقاء والأقارب، يشيرون كل يوم إلى الإرهابيين على أنهم جزء من تنظيم الدولة الإسلامية أو بعض الاختصارات التي تطلق عليه مثل "داعش" باللغة العربية.

وذكرت أن إضافة المواصفات الجغرافية، أو حتى العبارات الاعتذارية مثل "ما يسمى" أو "المزعومة" إلى عبارة "الدولة الإسلامية" لا تخفي حقيقة أن اسم الدولة الإسلامية، بكل أشكاله، يعزز الإحساس بالصلة المتأصلة بين الإرهاب والعقيدة الإسلامية؛ وهذا يثير مسألة ما يجعل الدين دينا، ومما لا شك فيه أنه سلوك المؤسسات والأفراد الذين يمارسونه، لكن هذه الممارسات تنبع من التعاليم الدينية المتأصلة في الكتاب المقدس لأي دين.

في كل مرة يستخدم أي من الأسماء الشائعة "للخلافة" السياسية المتطرفة في الشرق الأوسط لوصف الإرهابيين ودوافعهم، فإننا نواصل تعميق ما أصبح سوء فهم ساما بأن تصرفات هؤلاء الإرهابيين مرتبطة ارتباطا جوهريا بالدين الذي يمارسه المسلمون اليوم

وإذا كان القرآن يمثل أصل الإسلام، فلا حاجة للغوص فيه لإثبات أن تعاليم الإسلام هي في المقام الأول قوة للخير، وأن معتقدات ومبادئ الإرهابيين الجهاديين لا علاقة لها بمعتقدات الأغلبية الساحقة من المسلمين اليوم.

التعاليم الإسلامية
ولكن في كل مرة يستخدم أي من الأسماء الشائعة "للخلافة" السياسية المتطرفة في الشرق الأوسط لوصف الإرهابيين ودوافعهم، فإننا نواصل تعميق ما أصبح سوء فهم بأن تصرفات هؤلاء الإرهابيين مرتبطة ارتباطا جوهريا بالدين الذي يمارسه المسلمون اليوم.

ومع ذلك نحن لا نخاف من كل مسيحي لأن فئة قليلة من الناس من الذين يسمون أنفسهم مسيحيين ارتكبوا أفعالا مرعبة باسم الدين، وبالمثل نحن لا ننبذ كل مشجعي كرة القدم ونصفهم بأنهم خطيرون على مجتمعنا بسبب أعمال العنف لبعض الهمجيين منهم الذين تأخذهم الهمجية إلى منتهاها.

وحتى من خلال القول إن التعاليم الإسلامية "حُرفت" أو "أُفسدت" من قبل الإرهابيين، بدافع من القادة في الشرق الأوسط، فإننا لا نزال نفترض أن هناك صلة جوهرية بين الاثنين.

وضربت الكاتبة مثلا بمجنون يقود سيارة في مجموعة من الناس، بأن هذا لا يعني أن السيارة شريرة، بل هي مجرد أداة اختطفها مجنون، والإسلام هو هذه السيارة، وإذا لم يكن الدين موجودا فإن هؤلاء الإرهابيين سيجدون سببا آخر للقتل.

وختمت الكاتبة بأن الإرهابيين هم العدو مهما كان اسمهم، وقد حان الوقت لنبدأ مقاطعة استخدام كل الاختصارات مثل "داعش" بالعربية، وغيرها من الاختصارات الإنجليزية، وإعادة تسميتهم ببساطة كإرهابيين لإظهار أننا لن ندع أفعالهم تفرق بيننا.

المصدر : إندبندنت