تايمز: وفاة الطفل إيلان الكردي غيّرت نظرة العالم

The photo of the dead Syrian boy Aylan Kurdi served as a template for a graffiti that artists Justus Becker and Oguz Sen sprayed at the harbour in Frankfurt (Main), Germany, 09 March 2016. 'Europe dead - Death and the money' is the title of the critical project near the European Central Bank. The artwork is said to be done by 10 March.
صورة إيلان الكردي صارت رمزا لمعاناة اللاجئين (الألمانية)

وفقا لدراسة علمية جديدة فإن مقولة زعيم الاتحاد السوفياتي الأسبق جوزيف ستالين "وفاة رجل واحد هي مأساة، ووفاة مليون هي إحصائية" تلخص لنا كل ما نحتاج معرفته عن التعاطف الإنساني.

فقد وجدت مجموعة من الباحثين أن صورة جثة الطفل السوري الصغير إيلان الكردي -التي جرفتها الأمواج إلى أحد شواطئ تركيا في سبتمبر/أيلول 2015- فعلت بجذبها التبرعات لأزمة اللاجئين أكثر مما فعلته أي قصة إحصائية فيها تفاصيل لمئات الآلاف من الوفيات.

وقال تقرير الدراسة إن "البيانات تظهر أن العالم كان في غفلة بينما كان عدد القتلى في الحرب السورية يرتفع باطراد إلى مئات الآلاف. والصورة الرمزية لجثة الطفل السوري ووجهه لأسفل على الشاطئ أيقظت العالم لفترة وجيزة وجلبت اهتماما كبيرا بالحرب ومحنة الكثير من ضحاياها. لكن هذا التفاعل العاطفي لم يدم طويلا".

الأمم المتحدة المنظمة التي ينبغي أن تنسق التدخلات يتم إحباطها مرارا وتكرارا بالاعتراضات من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي تعمل وفق مصالحها الخاصة

ومن خلال النظر إلى التبرعات التي وردت إلى الصليب الأحمر السويدي، وجد العلماء أن المساهمات اليومية زادت مائة مرة في الأسبوع الذي أعقب وفاة الطفل إيلان. وبعد خمسة أسابيع كان المعدل لا يختلف عن أسبوع قبل التقاط الصورة.

ولاحظ الباحثون أن وسائل الإعلام نشرت منذ ذلك الحين العديد من صور اللاجئين الغرقى في البحر المتوسط لكن يبدو أن القليل قد تغير، وبناء على ذلك كتبوا أن "آلاف الصور المؤلمة التي كانت أقرب إلى الإحصاءات يمكن أن تجعلنا بسرعة في حالة من التخدير".

وتوصلوا إلى أن التعاطف سينجح في تغيير الظروف، فقط إذا كان هناك "مؤسسات وقوانين دولية قوية يمكن الاعتماد عليها في القيام بواجبها".

وأضافوا أن الأمم المتحدة -المنظمة التي ينبغي أن تنسق التدخلات- يتم إحباطها مرارا وتكرارا بالاعتراضات (الفيتو) من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي تعمل وفق مصالحها الخاصة.

وجادل تقرير الباحثين بأن المؤسسات الدولية والحكومات الوطنية بحاجة للتأكيد على تعاطف الشعوب لتبرير التدخل في أزمات مثل سوريا، في محاولة لمنع الأعمال الوحشية والحرب.

المصدر : تايمز