هآرتس: دمشق تفرج عن جاسوس إسرائيلي
خطوط حُمر
من جهة أخرى ذكر البروفيسور "آيال زيسر" أستاذ الدراسات الشرق أوسطية في جامعة تل أبيب، في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" أن الوضع الحاصل في سوريا حاليا يثبت أنه لا وجود لخطوط حُمر، مع ثبوت استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي ضد معارضيه.
وأشار إلى أن ذلك كان السيناريو الذي عاشه العالم منذ ثلاث سنوات حين هددت واشنطن بتوجيه ضربة عسكرية إلى دمشق، لكن المجتمع الدولي قرر حينها إبقاء بشار الأسد في كرسيه، دون عقاب، مقابل إعلانه التخلص من سلاحه الكيميائي.
وأضاف زيسر أنه في ظل ما يحصل اليوم من أحداث دامية في مدينة حلب، يبدو أن الأسد استغل الضوء الأصفر الذي حصل عليه حلفاؤه الإيرانيون والروس من واشنطن، وتحولت المدينة إلى هدف لهجمات النظام، وأصبحت نموذجا لأعمال القتل والدمار بدون توقف ضد السكان المدنيين.
من جهته ذكر الخبير العسكري الإسرائيلي رون بن يشا في صحيفة يديعوت أحرونوت أن إسرائيل لديها معلومات أمنية تفيد بأن الأسد ما زال يحتفظ بكمية من السلاح الكيماوي الفتاك، يبقيه معه لاستخدامه في لحظة ما قبل سقوط نظامه حين لا يبدو أمامه أي خيار، رغم أن الوجود الروسي في سوريا يمنح الأسد بطاقة تأمين، وحصانة من الانهيار.
وأشار بن يشاي إلى أن استخدام السلاح الكيميائي من أي طرف فاعل في الحرب السورية يعتبر تجاوزا لأحد الخطوط الحمر الثلاثة التي وضعتها إسرائيل في سوريا، مؤكدا أنه إذا تم استخدام السلاح الكيميائي قرب حدود إسرائيل، أو ضد أهداف داخلها، فإن هذا يعتبر استدراجا لرد عسكري قاس من قبلها.
وأكد أن إسرائيل معنية بتحديد هذه الخطوط الحمر أمام الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما، حتى يمارسا ضغوطهما على الأسد لمنع استخدام السلاح الكيميائي.