تباين آراء الصحف الأميركية بشأن الاتفاق النووي الإيراني

المفاوضات بين إيران والدول الكبرى تتجاوز موعدها النهائي
الاتفاق الذي تم التوصل إليه جاء بعد مفاوضات ماراثونية (الجزيرة)

تناولت افتتاحيات ومقالات كبريات الصحف الأميركية الصادرة اليوم الجمعة بالنقد والتحليل الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه مع إيران مساء أمس الخميس.

فقد وصفت افتتاحية صحيفة نيويورك تايمز الاتفاق المبدئي بين إيران والقوى الست الكبرى بأنه إنجاز كبير من المرجح أن يجعل إيران لا تشكل أي تهديد نووي على الإطلاق، وأنه وفقا لعبارة الرئيس الأميركي باراك أوباما "سيقطع كل سبيل يمكن أن تسلكها إيران لتطوير سلاح نووي".

وأشارت الصحيفة إلى وجود بعض القضايا المهمة التي لم تحل بعد، مثل إمكانية رفع حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة وكتابة البنود الفنية يمكن أن تسبب أيضا مشاكل قبل وضع اللمسات النهائية للاتفاق، وأضافت أن الاتفاق يبدو -على الرغم من ذلك- أكثر تحديدا وشمولية من المتوقع.

وأبرزت الصحيفة تأكيد أوباما على أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه لم يعتمد على الثقة لضمان امتثال إيران بل على "عمليات التفتيش الأكثر صرامة وجرأة ونظام الشفافية المتبع في أي برنامج نووي".

واعتبر مقال آخر في الصحيفة نفسها أن الاتفاق جيد وثمرة لدبلوماسية النفس الطويل. وقال كاتب المقال إنه في العالم المثالي لن يكون هناك تخصيب لليورانيوم في إيران، وسيتم تفكيك منشآت التخصيب الحالية، لكننا لا نعيش في هذا العالم ولا يمكن تمني زوال أو نسف الخبرة الأساسية وقدرة التخصيب التي طورتها إيران، ولكن ما يمكن فعله هو تقييدها بشدة على المدى الطويل ومراقبتها بصرامة ومنع القيادة الإيرانية من تخصيب المواد لدرجة تصنيع السلاح وبناء قنبلة نووية.

الاتفاق المقترح سيعطي إيران دفعة اقتصادية ضخمة من شأنها أن تسمح لها بزيادة عدوانية الحروب التي تخوضها بالفعل أو ترعاها في جميع أنحاء المنطقة

التهديدات الإيرانية
وأشارت الصحيفة إلى ضرورة طمأنة شركاء أميركا في المنطقة الذين لديهم مخاوف حقيقية بشأن التهديدات الإيرانية وتأثير الاتفاق النووي عليهم، وقالت إن هذا الأمر يتطلب سعيا عاجلا لأشكال جديدة من ضمانات الأمن والتعاون واتخاذ موقف حازم ضد التصرفات الإيرانية المهددة للمنطقة، من سوريا إلى اليمن.

من جانبها، كتبت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها أن "المعايير الأساسية" للاتفاق الذي أعلن أمس الخميس جاءت أقل بكثير من الأهداف التي وضعتها إدارة أوباما في البداية, ومنها أن أيا من منشآت إيران النووية لن تغلق ولن يتم تفكيك أي واحد من أجهزة الطرد المركزي البالغ عددها 19 ألفا، وسيتم خفض المخزون الحالي من اليورانيوم المخصب، ولكنه لن يشحن بالضرورة خارج البلد، وخلاصة القول إن البنية التحتية لإيران ستظل كما هي دون مساس.

وترى الصحيفة أن الاتفاق المقترح سيعطي إيران دفعة اقتصادية ضخمة من شأنها أن تسمح لها بزيادة عدوانية الحروب التي تخوضها بالفعل أو ترعاها في جميع أنحاء المنطقة.

أما صحيفة واشنطن تايمز فقد انتقدت الاتفاق ووصفته بأنه أكاذيب قاتلة من المرجح أن يموت بسببها ملايين البشر، وأنه يجب على العالم أن ينتبه جيدا لكل مسؤول شارك في هذا الاتفاق.

وفي السياق، علقت مجلة فورين بوليسي على الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع إيران بأنه يقدم لطهران الإعفاء من العقوبات الذي طالبت به، لكنها أردفت أن هذا لا يعني إعطاء إيران الضوء الأخضر للانطلاق في استثمارات جديدة أو استئناف صادرات النفط في القريب العاجل، لأن تفكيك ما وصفته بالشبكة المعقدة من العقوبات المالية والمتعلقة بالطاقة سيستغرق شهورا بعد تنفيذ الاتفاق بالكامل.

المصدر : الصحافة الأميركية