كاتبة أميركية تروي تجربتها المؤلمة.. الإجهاض يعاني منه الرجل والمرأة معا

الإجهاض ليس مجرد قضية تتعلق بالمرأة فحسب وإنما بشريكها أيضا
الإجهاض تجربة مؤلمة تمر بها الزوجة ويشاطرها فيها الزوج أيضا (غيتي)

بعد أن شاركت بعض الشخصيات العامة، على غرار زوجة الرئيس الأميركي السابق ميشيل أوباما، تجربتها الخاصة مع الإجهاض في العديد من المنصات المخصصة لمناقشة هذه القضية، أصبح الخوض في موضوع الإجهاض أكثر انفتاحا.

ورغم أنها خطوة مفيدة للغاية لتعزيز الحوار حول هذه التجربة المؤلمة، فإنه غالبا ما يجري استبعاد دور الزوج في هذه التجربة. وفي مقال نشرته مجلة "سايكولوجي توداي" الأميركية، تطرقت الكاتبة سونيتا أوزبورن لتجربتها الخاصة مع الإجهاض، وسلطت الضوء على أهمية دور الزوج في هذه التجربة المؤلمة:  

الزوج يعيش تجربة الإجهاض أيضا
مرت الكاتبة بالعديد من تجارب الإجهاض المتكررة، وكانت دائما تحظى بمواساة وتعاطف أصدقائها وأفراد عائلتها والمحيطين بها للتخفيف من شعورها المؤلم بالخسارة، دون أن يُسلط الضوء على دور زوجها بهذه التجربة حيث يجري التغاضي عن حقيقة مشاعره حيال هذا الأمر.

وتختلف ردود أفعال الأزواج بناءً على خلفياتهم الثقافية ومعايير النوع الاجتماعي وتجاربهم الماضية. مع ذلك، أظهرت الأبحاث أنه رغم أن الشركاء يظهرون أشكالا من الحزن أقل صراحة مثل البكاء أو الاكتئاب وطلب المساعدة، فإنهم أظهروا مستويات مماثلة من الحزن والأسى عقب الإجهاض تماما مثل الزوجات.

‪تشعر العديد من النساء بالصدمة لأن أزواجهن قادرون على العودة للعمل بعد خسارة طفلهم مباشرة‬ (غيتي)
‪تشعر العديد من النساء بالصدمة لأن أزواجهن قادرون على العودة للعمل بعد خسارة طفلهم مباشرة‬ (غيتي)

كيف يُدعَم الزوج بعد الإجهاض؟
من المهم إفساح المجال أمام الأزواج الذين مروا بفقدان "جنين" بعد إجهاض  زوجاتهم القسري للحديث عن تجاربهم. وفيما يلي، بعض النصائح المفيدة لدعمهم:

الحزن يتخذ أشكالًا مختلفة
يتخذ الحزن أشكالا مختلفة كالبكاء أو الحديث مطولا عن الخسارة المؤلمة. وللتخفيف من شعوره بالحزن، يلجأ الزوج لجوانب حياته التي عادة ما يكون قادرا على فرض سيطرته فيها. فعلى سبيل المثال، تشعر العديد من النساء بالصدمة لأن أزواجهن قادرون على العودة للعمل بعد خسارة طفلهم مباشرة. ولكن، من المحتمل أن يكون هذا السلوك مظهرا من الحزن والرغبة في البحث عن طريقة لمواجهة هذا العجز.

‪غالبا يُسأل الزوج عن أحوال زوجته التي مرت بالحمل وفقدت جنينها‬ (غيتي)
‪غالبا يُسأل الزوج عن أحوال زوجته التي مرت بالحمل وفقدت جنينها‬ (غيتي)

التحدث مع الزوج بصراحة حول حزنه
غالبا يُسأل الشريك عن أحوال زوجته التي مرت بالحمل وشعورها وكيفية تعاملها مع الأمر. يجب طرح أسئلة مفتوحة حول كيفية التعامل مع الخسارة، وليس فقط أسئلة عن الخطوات التالية أو حول مواعيد الطبيب. وتمثل أسئلة من قبيل "ماذا يعني هذا بالنسبة لك؟" أو "ماذا يمكنني أن أفعل لدعمك خلال هذه الفترة؟" نماذج للأسئلة التي يجب طرحها.

تذكّره بأيام العطل أو المناسبات
المشاركات الجميلة التي نُشرت في السنوات القليلة الماضية والتي صممت لتقدير الألم الذي تعاني منه النساء اللواتي تعرضن للإجهاض في يوم الأم، كانت فكرة جيدة.

وبالمثل، من المهم أن نتذكر الأيام التي قد يكون لها معنى بالنسبة للزوج، مثل يوم الأب واحتفالات الذكرى السنوية، بما فيها ذكرى الإجهاض أو الموعد المناسب المترقب للولادة. وفي الواقع، يمكن لعبارات لطيفة مثل "أنا أفكر فيك اليوم" أن تحقق المعجزات لمساعدة الشريك على التعافي.

‪بعد الإجهاض يكون الرجال أكثر عرضة للحزن المتأخر مقارنة بالنساء‬ (غيتي)
‪بعد الإجهاض يكون الرجال أكثر عرضة للحزن المتأخر مقارنة بالنساء‬ (غيتي)

الرجال أكثر عرضة للحزن المتأخر مقارنة بالنساء
في كثير من الأحيان، يقلق الرجل بشدة من ألا تُظهر زوجته التي مرت بالإجهاض ردود فعل كافية، أو من أن تتجنب بنشاط مشاعرها الخاصة من خلال التركيز على احتياجات شريكها، خاصة في الأسابيع القليلة الأولى بعد الإجهاض.

ويمكن أن يؤدي رفض الشريك الاعتراف بتجربته المؤلمة إلى تأخير الحزن، حيث يبدأ الزوج بتجربة أعراض الحزن بعد أشهر من الخسارة.

وتشير الأبحاث إلى أنه بعد الإجهاض، يكون الرجال أكثر عرضة للحزن المتأخر مقارنة بالنساء، ويرجع ذلك على الأرجح للدعم الهائل والاهتمام المقدمين للنساء.

دعهم يعرفون أنك تحتاج لمساعدة
بما أن الرجال يركزون على تجارب زوجاتهم، فمن المحتمل أن يحاولوا إخفاء المحنة التي يمرون بها في محاولة لحماية الطرف الآخر من مواجهة أي ضائقة أخرى. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي عدم إفصاح الرجل عن حزنه بعد الإجهاض إلى زيادة الصعوبات التي ستمر بها علاقة الشريكين بعد الخسارة.

لذلك يجب تذكير الشريكين بأنه من الطبيعي أن يحتاجا للدعم بعد هذه الخسارة، وتوجيههما نحو وسائل المساعدة مثل مجموعات الدعم عبر الإنترنت أو العلاج الفردي أو الزوجي.

من السهل أن يشعر أي زوج أو زوجة بالوحدة بعد الإجهاض. وبعد أن كانت هناك موجة من الصمت والسرية حول الإجهاض منذ قرون، تلاشت هذه الموجة ببطء، لذلك نحتاج للاستمرار في توفير مساحة ليس فقط للنساء اللاتي تعرضن للإجهاض ولكن لأزواجهن الذين يتألمون أيضًا جراء هذه الخسارة. ولا يمثل الإجهاض قضية نساء فقط، بل قضية إنسانية عالمية تؤثر على الكثير من الأشخاص.

المصدر : الصحافة الأميركية